بمناسبة فوز الكاتب الإسباني الشهير برواياته ودراساته للشأن العربي، خوان غويتيسولو بجائزة «ثربانتس» للآداب الإسبانية أجرت معه صحيفة «الباييس» الإسبانية لقاء تحدث فيه عن ذكريات وصوله لمدينة مراكش لأول مرة العام 1976 ليتعلم اللغة العربية (باللهجة المغربية)، ثم قراره بأن يشتري بيتًا فيها، واستقراره هناك بشكل نهائي العام 1997 بعد أربعة عقود قضاها في باريس.
قبل ذلك بأشهر كانت زوجته الروائية الفرنسية مونيك لانج ودعت الحياة، التي أهدى إليها أكثر صفحاته رقة في «ملوك الطوائف» (1986) كتاب الذكريات الذي حلل فيه غويتيسولو تغير وجهته الأدبية من الواقعية النقدية إلى التجريب بنصيب من «الشعر الحر السردي»، وإلى مقتطفات من الحوار.
* كتابك الأخير كان ديوان شعر، هل هذا نتيجة طبيعية لتطورك أم أنك كنت تكتب الشعر دون أن تنشره؟
- الرواية نوع وعائي يمكن أن يحتوي الشعر، لكن الشعر لا يمكن أن يحتوي الرواية، ما كتبته بداية من الفصل الأخير من «علامات هوية» شعر ونثر في الوقت نفسه، كتاب مثل «مقبرة» «مشاهد ما بعد المعركة» أو «فضائل العصفور الوحيد» كلها أعمال كُتبت لتقرأ بصوت مرتفع، الوزن والإيقاع عنصران رئيسان.
* لماذا إذن نشرت كتاب شعر تقليدي؟
- لقد استقلت كروائي، الحقيقة أن عملي الأخير كان يجب أن يكون «ستارة الفم»، أما «المنفي من هنا وهناك» فامتداد ربما غير ضروري لـ «مشاهد»، عندما لا يكون لدينا شيء جديد لنقوله نصمت، لقد كتبت شعرًا في السنوات الأخيرة، كذلك دراسات ومقالات لجريدة «الباييس»، لدي مخطوط جديد لكن لا أتعجل نشره.
* هل أعدت قراءة رواياتك الأولى الواقعية؟
- أقرأها كأنها لآخر، ربما كان ضروريًا المرور بهذه المرحلة، خلال فترة فرانكو كنا نكتب لنقول ما لا تقوله الصحافة، كان هناك إرادة لكتابة الشهادات وتسجيل اللغة الشعبية، في حالتي فعلت ذلك في «حقول نيجار» و«التمزق» ورواية «ألميريا».
* في البداية أعلنوا أنك الابن المفضل، بعدها صنفوك كشخص غير مرغوب فيه؟
- في البداية، أيام فرانكو أعلنوني شخصًا غير مرغوب فيه بسبب «حقول نيجار» بعدها ابن مفضل، ثم عادوا ليصنفوني كشخص غير مرغوب فيه لتحيزي للمهاجرين في «الإخيدو».
* أيهما مثير للارتياب: أن يمنحوك وسامًا رسميًّا أم أن يحجبوه عنك؟
- عندما يمنحونني جائزة، دائمًا ما أرتاب في نفسي، وعندما يصنفونني كشخص غير مرغوب فيه أعرف أنني محق.
تعليقات