تُعرض لوحة من الأعمال النادرة الأولى التي أنجزها فنسنت فان غوخ وتحفة فنية لرائد الفن التجريدي فاسيلي كاندينسكي، للبيع في معرض فني مرموق ينطلق نهاية هذا الأسبوع في هولندا.

سيسمح «المعرض الأوروبي للفنون الجميلة»The European Fine Art Fair، وهو كنز فني حقيقي تستضيفه مدينة ماستريخت في جنوب البلاد، للزوار الاستمتاع باللوحات والمنحوتات والمجوهرات حتى 14 مارس، وفقا لوكالة «فرانس برس».

ويشمل المعرض أعمالا لبعض من كبار الأسماء من أمثال مانيه وروبنز ورودان، وجميعها ستكون معروضة للبيع، لكنّ لوحتين ستكونان أبرز عملين في حدث هذا العام، هما «رأس امرأة من الفلاحين بغطاء أبيض» للرسام الهولندي فنسنت فان غوخ، و«مورناو ميت كيرشه 2» لكاندينسكي والتي بيعت بـ41.9 مليون يورو في مزاد أقيم في لندن في مارس 2023.

-معرض فني بكلية الفنون والإعلام بجامعة طرابلس بحضور شعبي كبير
-احتفاء بـ10 سنوات على انطلاق «بوابة الوسط».. دار الفنون تحتضن معرضًا للكاريكاتير (صور)

وقد طُرح العمل الذي أنجزه فان غوخ في مراحل مبكرة من حياته، بحدود العام 1884، للبيع من جانب «إم إس راو»، وهي من أكبر وأشهر المعارض الفنية في الولايات المتحدة، ومقرها في نيو أورليانز.

تقول نائبة رئيس قسم المقتنيات في المعرض ريبيكا راو «إن فان غوخ فنان عابر للأزمنة بشكل مذهل»، متوقعة اهتماما كبيرا من المشترين.

رسم فان غوخ هذه اللوحة أثناء إقامته مع والديه في مدينة نوينين بجنوب هولندا. وفي العام 1885، رسم لوحته الشهيرة «آكلو البطاطا» في المكان عينه.

وقال رئيس «إم إس راو» بيل راو إن السعر المطلوب للوحته التي طرحت للبيع الخميس وصل إلى 4.5 ملايين يورو.

وأوضح راو «كنا نعلم أن العمل سيكون نجما في المعرض»، «لكن لم تكن لدينا أي فكرة عن مدى حماسة الناس بمجرد مرورهم» بهذه اللوحة.

نجمة المعرض الأخرى هي لوحة «Murnau mit Kirche II» للرسام المولود في موسكو فاسيلي كاندينسكي، و استعيدت اللوحة أخيرا من ورثة مالكها، وهو يهودي ألماني قُتل على يد النازيين.

هذه اللوحة الزيتية على قماش تبلغ مساحتها مترا واحدا في متر تقريبا، وقد رُسمت العام 1910، في لحظة محورية في مسيرة الرسام، تقدم رؤية ملونة لقرية مورناو الألمانية، وأسطحها المدببة وبرج كنيستها في جبال الألب البافارية، وزينت اللوحة طويلا غرفة طعام يوانا مارغريت وسيغبرت ستيرن، وهما مؤسسا شركة نسيج ناجحة.

كان هذان الزوجان في قلب الحياة الثقافية في برلين في عشرينيات القرن العشرين، وكانا يترددان على توماس مان وفرانز كافكا وألبرت أينشتاين، وكوّنا مجموعة رائعة تضم حوالي مئة لوحة ورسم.

توفي سيغبرت ستيرن لأسباب طبيعية في العام 1935، وتوفيت زوجته يوانا مارغريت، التي فرت من ألمانيا النازية إلى هولندا، في أوشفيتز في مايو 1944.

وجرى التعرف على لوحة «مورناو ميت كيرشه 2» قبل عشر سنوات فقط في متحف بمدينة أيندهوفن الهولندية، حيث كانت موجودة منذ العام 1951، وأعيدت في العام 2022 إلى ورثة عائلة شتيرن، التي تقاسم ناجوها الـ13 عائدات البيع.

وجرى شراء اللوحة في مزاد العام الماضي من جانب تاجر الأعمال الفنية روبرت لانداو، الذي رفض الكشف عن سعر البيع للقائمين على المعرض الأوروبي للفنون الجميلة. لكنه قال لوكالة فرانس برس إن اللوحة قدرت قيمتها أخيرا بـ100 مليون يورو.

وأضاف «لكنني لن أقول شيئا عن السعر. العالم يعرف الثمن الذي دفعناه لشرائها ولن نبيعها إلا لشخص يحظى بتقديرنا وسيحتفظ فيها في مكان جيد».

قد لا يُعرض أي من اللوحتين للعامة في المستقبل القريب إذا ما حصل عليهما جامعون للأعمال الفنية من القطاع الخاص.

لكن وفقا لريبيكا راو، فإن معظم الروائع المعروضة في المعرض «من المحتمل أن ينتهي بها الأمر في المتحف»