Atwasat

فنانون لبنانيون يعجزون عن تأمين تكلفة علاجهم

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 09 يناير 2024, 09:55 صباحا
WTV_Frequency

شغلت الأزمة الصحية التي تعرض لها الممثل اللبناني فادي إبراهيم الأوساط الفنية وشبكات التواصل الاجتماعي بعد بتر ساقه نتيجة لمضاعفات إصابته بداء السكري وعجزه عن استكمال علاجه بسبب الأزمة الاقتصادية التي يشهدها لبنان.

ونشأت موجة تعاطف شعبية وفنية واسعة مع فادي، تجلت في إقبال كبير على المساهمة في حملة لجمع التبرعات أطلقتها نقابة ممثلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون في لبنان لإكمال علاجه المكلف، حسب وكالة «فرانس برس».

«لا تسرقوا أصواتنا».. صرخة مدوية لفنانين في مواجهة الذكاء الصناعي
وفد من الفنانين والإعلاميين يزور عبدالمنعم العروية في بنغازي

وفاقمت الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يشهدها لبنان معاناة فنانين كثر متقدمين في السن، إذ يعجزون بسبب تراجع مدخولهم عن تأمين تكلفة علاجهم في حال مرضوا، على غرار ما حصل أخيرا مع فادي إبراهيم، أحد أبرز وجوه الشاشة الصغيرة.

ولاحظ النقيب نعمة بدوي في حديث لوكالة «فرانس برس» أن «تكاتف الممثلين كان لافتا مع إبراهيم الذي تولى بطولة عشرات المسلسلات المحلية، كان أشهرها «العاصفة تهب مرتين» قبل نحو ثلاثة عقود، وصولا إلى «للموت 2» أخيرا.

وقال إن «فنانين ومنتجين وأصحاب محطات تلفزيونية وقفوا إلى جانب الممثل الذي يخضع دوريا إلى جلسات غسل كلى»؟، معلنا وقف تلقي التبرعات بعد تكفل وزارة الصحة علاج غسل الكلى.
وأوضح أن «مساهمات من مؤسسات وأصدقاء ستمول أية علاجات إضافية قد يحتاج إليها الممثل الستيني، بعدما تجاوزت تكلفة استشفائه سقف عقد التأمين».

الأزمة الاقتصادية تسبب تراجع الإنتاج
ولفت بدوي إلى أن «قضية فادي إبراهيم دفعت مجلس النقابة لاتخاذ قرار بإنشاء صندوق للدعم الصحي يغذيه الزملاء بالتبرع ضمن إمكاناتهم».

وبات مكتب بدوي في بيروت في الآونة الأخيرة بمثابة عيادة يتناوب فيها مجموعة من الأطباء من اختصاصات متعددة على تقديم معاينات للفنانين من دون مقابل، كما تؤمن الأدوية المفقودة.

وقال وزير الثقافة اللبناني محمد وسام المرتضى لوكالة «فرانس برس» فيما علَت أصوات عدة منتقدة عدم توفير الحكومة دعما للممثلين في تغطية نفقاتهم الصحية، إن «التشريعات لا تولي هذا الدور لوزارة الثقافة». مشيرا إلى أن الوزارة رتبت شيئا لفادي إبراهيم.

وأضاف المرتضى «نحن معنيون بهذا الجانب معنويا وليس وظيفيا، منوها إلى أن «من لا يستطيع تأمين العناية الصحية اللازمة يعيش أزمة كرامة»، مؤكدا أن «وزارة الثقافة تحاول في هذه الظروف الصعبة أن تؤدي دورا على مستوى الحفاظ على كرامة الفنان».

وحال فادي إبراهيم وعدم قدرته على تأمين نفقات علاجه، هي حال ممثلين كثر آخرين يعانون العوَز من جراء عدم حصولهم على أي أدوار تتيح لهم تأمين لقمة عيشهم، سواء لتراجع الإنتاجات بفعل الأزمة الاقتصادية، أو لعدم الطلب عليهم بسبب تقدمهم في السن، في وقت لا تزال ودائع اللبنانيين محتجزة في المصارف.

وأوضح بدوي أن «من بين نحو 700 فنان منتسبين إلى نقابة الممثلين، ثمة نسبة تراوح بين 15 و20%، من دون عمل، وما بين 100 و150 ممثلا في سن متقدمة تخلى المنتجون عن خدماتهم، وباتوا من دون موارد».

طغيان الأعمال التركية المدبلجة
وأكد رئيس مؤسسة «تكريم» غير الحكومية الإعلامي اللبناني ريكاردو كرم لوكالة «فرانس برس» أن المؤسسة أقامت أخيرا حفل خُصص ريعها لـ«نحو مئة ممثل لبناني يعيشون تحت خط الفقر مع تراجُع شهرتهم وتقدمهم في السن»، مرجعا هذا الواقع إلى تراجُع الصناعة التلفزيونية والإنتاج إلى حد كبير.

وطالب بدوي بضرورة تطبيق القانون الذي يلزم الإعلام المرئي والمسموع بإنتاج مسلسل محلي أو اثنين سنويا كي لا يبقى أي ممثل في منزله وتأسف على غياب الإنتاج عن المحطات التلفزيونية اللبنانية التي يبلغ عددها ثمانية.

واستنكر قائلا «من يشاهد بعض المحطات اللبنانية يشعر أنه في إسطنبول» معلقا على طغيان الأعمال التركية المدبلجة على هذه الشاشات، بدلا من التركيز على الإنتاج المحلي.

وتعجب بدوي من استبعاد الممثلين المتقدمين في السن عن الأعمال المحلية الموجودة، مناشدا المنتجين توفير فرص عمل للمنتسبين إلى النقابة تؤمن لهم الاستمرارية.

واستطرد «من هؤلاء مثلا، المخرج والممثل الثمانيني فؤاد شرف الدين الذي كُرم أخيرا بمنحه درع «أيقونة السينما اللبنانية»، وهو في الوقت الراهن عاطل من العمل وفي أسوأ حال معيشية، إذ يقيم في شاليه صغير، ولم يجدد منذ أعوام العقد مع شركة التأمين».

إنشاء صندوق «التعاضد الموحد للفنانين»
وبنبرة ممزوجة بالألم، ذكر شرف الدين الذي اشتهر بأدواره في أفلام الحركة في سبعينات القرن الماضي وثمانيناته، أن «من ليس لديه مورد رزق آخر غير الفن سينتهي به الأمر عاجزا عن تأمين نفقات علاجه وينتظر التبرعات. حتى أن الممثل أحيانا لا يستطيع دفع بدل اشتراكه في النقابة».

ويُفترض أن يشكل صندوق «التعاضد الموحد للفنانين» الذي أوجده قانون صادر العام 2008 ونُظمَت أعماله بمرسوم العام 2012، حلا يوفر الدعم للفنانين، ومنهم الممثلون، إذ هو أشبه بـ«تعاونية للموظفين»، بحسب بدوي، ويقدم معاشا تقاعديا ومنح وفاة وزواج ومساعدات اجتماعية، ويتولى تغطية نصف سعر بوليصة التأمين الصحية للفنان ولعائلته.

يضم هذا الصندوق أعضاء ثماني نقابات فنية ويُمول من استيفاء رسم ضريبي على العقود مع الفنانين الأجانب الذين يحيون حفلات في لبنان وآخر على قيمة البطاقات المباعة للحفلات وعروض الأعمال الفنية.

إلا أن سلسلة الظروف الصعبة التي شهدها لبنان منذ التحركات الاحتجاجية العام 2019، ومن بينها انهيار قيمة الليرة اللبنانية والأزمة الاقتصادية وجائحة كوفيد، أثرت سلبا في حركة المهرجانات، وحدت تاليا من تغذية الصندوق.

وقال بدوي «كان الصندوق يقدم مساعدة اجتماعية لمن هم فوق الثمانين بقيمة 300 ألف ليرة لبنانية، ما كان يساوي 200 دولار أميركي قبل الأزمة، لكن قيمتها الآن أصبحت ثلاثة دولارات».

ورُفعت قيمة المساعدة مع تحسن الجباية مجددا وزيادة بدل الاشتراك، إلى مليوني ليرة لبنانية، فيما تسعى النقابة إلى توفير دعم أكبر للممثلين غير القادرين على تحمل تكلفة التأمين الصحي.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
وفاة المقدم التلفزيوني الفرنسي برنار بيفو عن 89 عامًا
وفاة المقدم التلفزيوني الفرنسي برنار بيفو عن 89 عامًا
صور مزيفة تظهر نجمات في أمسية «ميت غالا»
صور مزيفة تظهر نجمات في أمسية «ميت غالا»
دار الفقيه تستضيف النسخة الأولى لملتقى فنون الخط العربي
دار الفقيه تستضيف النسخة الأولى لملتقى فنون الخط العربي
إطلاق برنامج بنغازي عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي (فيديو)
إطلاق برنامج بنغازي عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي (فيديو)
الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير رئيسة للجنة التحكيم في مهرجان البندقية
الممثلة الفرنسية إيزابيل أوبير رئيسة للجنة التحكيم في مهرجان ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم