Atwasat

الرقص يمنح مساحة حرية لسجناء في لشبونة

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 28 نوفمبر 2022, 12:40 مساء
WTV_Frequency

داخل سجن برتغالي شديد الحراسة، يتحرك ستة سجناء برشاقة للقيام بسلسلة حركات راقصة مرتجلة.. فهؤلاء جزء من مجموعة مساجين وجدوا في حصص تدريب على الرقص مساحة حرية وإبداع هم بأمس الحاجة إليها.

وفي الخارج، على الجدران العالية لسجن لينيو في ضواحي لشبونة الغربية، تنتشر أسلاك شائكة فيما يذيع مكبر الصوت التعليمات للسجناء، وفق «فرانس برس».

فبواقع مرتين أسبوعيًا، يتحول المصلى السابق في هذا السجن إلى ستوديو للرقص المعاصر، في نشاط تديره الفنانة والمدرسة كاتارينا كامارا التي تخصصت في الأساس بالعلاج النفسي.

وتتوجه مدربة الرقص البالغة 47 عامًا، إلى السجناء داعية إياهم إلى «الرقص بشاعرية»، وهي تبدي الأمل في أن تساعد هذه الحصص الفنية، وهي جزء من مشروع رقص اجتماعي بدأ في أبريل 2019، في تغيير عقلية بعض السجناء الشباب.

ويقول السجين مانويل أنتونيس (30 عامًا)، «عندما نكون هنا، نشعر كأننا لسنا في السجن»، مضيفًا «يمكننا أن نطلق العنان لأنفسنا، مدفوعين بما يحصل حولنا وبما نشعر به».

ويضم سجن لينيو حوالي خمسمئة سجين، بينهم شبان كثيرون ارتكبوا جرائم خطيرة وحُكم عليهم بالسجن 15 عامًا أو أكثر.

ويشارك حاليًا حوالى إثنى عشر شخصًا في مشروع الرقص.

وتقول كامارا: «من السذاجة القول إن الممارسة الفنية تنقذ الناس»، «لكن الفن، جنبًا إلى جنب مع عوامل أخرى، يمكن أن يؤدي دورًا حاسمًا في تغيير حياة شخص ما».

تحول كامل
وتلفت إلى أن الكثير من السجناء هم «صِبية نشأوا في الشارع وكان عليهم أن يتحملوا مسؤولية أنفسهم في سن مبكرة جدًا»، وتضيف كامارا «لقد أخطأوا، بعضهم اقترف ذنبًا كبيرًا، وهم في حاجة فعلًا إلى الدعم».

يقول فابيو تافاريس (28 عامًا)، إنه أحد هؤلاء الأشخاص، وفيما لم يكن يهتم بتاتًا بالرقص المعاصر قبل الحصص المقدمة من كامارا، يبدي تافاريس اعتقاده أن هذا النشاط أدى إلى «تحول كامل» لديه، ويوضح «اعتقدتُ أن الأمر سيكون عديم الفائدة.. لكن الرقص والمناقشات التي نجريها هنا تساعدني على رؤية الأشياء بشكل مختلف».

ولا تقتصر النتائج الإيجابية على التأثير المباشر للحصص الفنية، بحسب مدير السجن كارلوس موريرا، ويقول موريرا إن السجناء المشاركين في مشروع الرقص باتوا «أكثر تسامحًا مع الآخرين» وأقل عرضة لخرق قواعد السجن.

ولأن «الرقص يقدم تجربة الحرية هذه»، تأمل كامارا في أن يساعد هذا النشاط الفني السجناء على «الاستعداد لمساحة الحرية» التي سيجدونها عند إطلاق سراحهم من السجن.

وعندما ينتهي من عقوبته، يخطط تافاريس لمواصلة الرقص، وقد تلقى تدريبًا من مصممة الرقصات أولغا روريز.

وقدمت روريز التي تعمل مع كامارا، عرضًا مع الراقصين السجناء هؤلاء خلال الصيف الماضي في العاصمة البرتغالية.

ويستعد الراقصون حاليًا لتقديم عرضهم الخاص داخل السجن.

ويقول تافاريس: «أشعر بأنني أرخيت أثقالي عندما أكون هنا»، مضيفًا «أشعر في بعض الأحيان كأنني لست بالسجن بل في الخارج، في حصة رقص عادية».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
شاهد في هنا ليبيا: قصة فنان تشكيلي من تمسان
شاهد في هنا ليبيا: قصة فنان تشكيلي من تمسان
المغني كينجي.. «تظاهر بالانتحار» حبًّا لأسرته
المغني كينجي.. «تظاهر بالانتحار» حبًّا لأسرته
معرض يحتفي بالألوان ويوثق ذاكرة ألعابنا الشعبية
معرض يحتفي بالألوان ويوثق ذاكرة ألعابنا الشعبية
وفاة المخرج الفرنسي لوران كانتيه عن 63 سنة
وفاة المخرج الفرنسي لوران كانتيه عن 63 سنة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم