Atwasat

تحية من أوركسترا نيويورك الفيلهارمونية لحي «لنكولن سنتر»

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 09 أكتوبر 2022, 11:30 صباحا
WTV_Frequency

يشتهر حي «أبر ويست سايد» الراقي في مانهاتن بكونه يحتضن الأوبرا والباليه النيويوركيتين، لكنه كان قبل أكثر من نصف قرن حيا ينبض بالفنانين والمهاجرين، من بين أبرز من نشأ فيه مثلا عازف الجاز الشهير تيلونيوس مونك.

وإحياءً لذكرى هذا الحي، أقامت دار أوركسترا نيويورك الفيلهارمونية، السبت، حفلة تحمل اسمه بعنوان «سان خوان هيل: إيه نيويورك ستوري»، تدشينا لقاعة ديفيد غيفن للحفلات بعدما اكتملت إعادة تأهيلها، إما لجهة التصميم أو من ناحية الصوتيات، وتبلغ قدرتها الاستيعابية 2200 شخص، وفق «فرانس برس».

وتتسم هذه المبادرة بشيء من الحساسية، إذ أن الحيّ الذي كان في هذا المكان هُدم بالكامل في منتصف القرن العشرين لبناء مجمّع «لينكولن سنتر»، الفني الضخم الذي تقدّم فيه أوبرا وأوركسترا وفرقة باليه العاصمة الثقافية الأميركية حفلاتها.

وكان حيّ سان خوان هيل الواقع على مقربة من حديقة سنترال بارك يضم آلاف العائلات الأميركية من أصل أفريقي وبورتوريكي، وكان يعجّ بالمحال التجارية الصغيرة وحانات الجاز والمَراقص. وفي «جانغل كافيه» مثلا، جعل عازف البيانو جيمس ب. جونسون رقصة الـ«تشارلستون» شهيرة. وفي سان خوان هيل ترعرع مؤلف موسيقى الجاز ثيلونيوس مونك الذي كان وراء شهرة نمط البيبوب الموسيقي.

إلا أنّ المُخطِط المُدني الشهير روبرت موزس صنّف سان خوان هيل العام 1947 حيّا ذا بناء عشوائي، فاتحا الباب بذلك أمام هدمه في إطار برنامج «التجديد المُدني» الكبير الذي أحدث تحولًا في نيويورك ولا يزال يثير الجدل حتى اليوم.

مدينة المستقبل
وأوضحت المؤرخة جوليا فولكس التي تعاونت مع المؤلف الموسيقي وعازف البوق إتيان تشارلز (قائد فرقة «كريول سول») في تأليف العرض الموسيقي الجديد أن «ما حدث لهذه المنطقة هو ما يحدث للكثير من المناطق الأخرى، وهو أنه يعرقل رؤية معينة لمدينة المستقبل».
وترافقت ولادة «لينكولن سنتر» مع هدم 18 مجمّع مبانٍ وتشرد آلاف الأشخاص. وتضيف جوليا فولكس وهي أستاذة في مدرسة «نيو سكول»، أن «ما فُقِد ليس فقط مبانيَ ومساكنَ محددة، بل جوهر حي بأكمله».

تتداخل في عمل إتيان تشارلز موسيقى الراغتايم والجاز والكاليبسو والفانك والهيب هوب، لكنه يترافق مع بث نصوص محكية وعروض بصرية وشهادات توثق تاريخ الحي وتشكّل تحية لموسيقاه وثقافته التي هي نتاج مهاجرين من جنوب الولايات المتحدة ومنطقة البحر الكاريبي.

يشرح الموسيقي المتحدر من ترينيداد وتوباغو والذي درس هو نفسه الموسيقى في معهد «جوليارد سكول» الموسيقي في «لنكولن سنتر»: «ينبغي أن نبدأ بتقدير قيمة الأشخاص أكثر من المكان الذي يعيشون فيه ونوعية الممتلكات التي يمتلكونها، والبدء بالنظر إلى ثقافتهم ونسبهم وتراثهم والتاريخ الذي يبنونه».

رواية سائدة
أما المديرة الفنية لـ«لنكولن سنتر» شانتا ثايك فقالت «لمدة طويلة، كانت هناك رواية سائدة مفادها أن مركز لنكولن هو أفضل شيء يمكن أن يحدث لهذا الحي»، مشيرة إلى أن العرض يتيح «تفكيك هذه القصة».

وأضافت أن «سان خوان هيل: إيه نيويورك ستوري» تتيح أيضا لـ«لنكولن سنتر» مواجهة الانتقادات التي تتهمه بأن عروضه موجهة بشكل أساسي إلى جمهور الطبقة العليا من البيض.

وبدأ سعر التذاكر من خمسة دولارات وكان بعضها مجانيا.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
نجاح المسلسل يعزز مبيعات سلسلة ألعاب «فولاوت»
نجاح المسلسل يعزز مبيعات سلسلة ألعاب «فولاوت»
إحياء الذكرى الخمسين لوفاة الأديب الفرنسي مارسيل بانيول
إحياء الذكرى الخمسين لوفاة الأديب الفرنسي مارسيل بانيول
شاهد: «الدراما الرمضانية.. تحدي التجديد، فهل من جديد؟»
شاهد: «الدراما الرمضانية.. تحدي التجديد، فهل من جديد؟»
تحضيرات مكثفة للدورة الثالثة لمعرض بنغازي الدولي للكتاب
تحضيرات مكثفة للدورة الثالثة لمعرض بنغازي الدولي للكتاب
بوشناف: الفن مرآة المجتمع
بوشناف: الفن مرآة المجتمع
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم