من المعروف عن الأمثال الشعبية أنها لون من ألوان الأدب العامي، تمتاز بالبلاغة والحكمة التي غالبًا ما تكون مبسطة وفي عبارة موجزة.

إلا أن بعض الأمثال الشعبية الليبية، وخاصة الأمثال الطرابلسية، تكسر قاعدة تعريف المثل الشعبي المعروف، ليتضح لنا أن بعضًا من هذه الأمثال كانت تتداول في زمان ما وبعيد من أجل التسلية وإضافة أجواء مرحة.

حيث مرّ من أمامي مثل طرابلسي لم أسمع به من قبل، حين شبه بعض المدونين ما يحدث في ليبيا الآن من تخبط سياسي بالمثل الذي يقول وباللهجة العامية: «كيطة وقرنقيطة واقرين فول وناعورة في السماء اتدور»، وبالطبع كان فهم هذا المثل لي محال جدًا، لو لم أجد له قصة تروي معناه وتشبع الفضول.

فروى أحد المدونين قصته، التي كانت وبالرغم من مرارة الواقع السياسي الليبي مضحكة.

تبدأ الرواية بـ«يحكى أن» رجلاً من مدينة طرابلس كان يطلق زوجاته بسبب نقلهن لما يحدث في بيته للجيران وعند مجامع النساء، وبعد إلحاح تزوج من امرأة ادعت أنها تحفظ للبيت أسراره.

فقال لها يومًا أشعر بألم في ظهري، ومن المرجح أن يكون هذا الألم هو «كيطة»!!.

ويكمل الراوي أن الـ«الكيطة» شيء لا وجود له، وسرعان ما نقلت الزوجة لجاراتها أن زوجها مريض بـ«كيطة» فردت عليها الجارة بأن لا تخاف لأن جارهم الآخر قد مرض بـ«كيطة وقرنقيطة»!!.

وبعد أيام نقلت الجارة إلى جارة أخرى ما حدث فقالت لها بأنه في العام الماضي مرض رجل قريبهم بـ«كيطة وقرنقيطة ومعها اقرين فول» والأخيرة تعني قرن من الفول.

وتنقالت النساء الخبر للمرض الغريب حتى وصل إلى الوالي فاستدعى الوالي بدوره الزوج وقال له: ما سر الألم الذي أصابك بـ« كيطة وقرنقيطة واقرين فول وناعورة في السماء اتدور؟!!.»، فقال له الزوج وهي طالق «بالثلاثة».

*من صفحة التراث الطرابلسي.
*الناعورة هي أداة لنقل ماء الوادي إلى اليابسة