تناولت الدكتورة آمال المحجوب في ورقة لها، الأربعاء، تاريخ البحرية الطرابلسية في العهد العثماني من خلال تتبع مراحل نشأة الأسطول وتطوره.
وتطرقت في محاضرتها التي نظمها المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية وأدارها الدكتور علي الهازل، للأسباب الدافعة لظهور الأساطيل البحرية وهي الرغبة في استكشاف أراض ومدن جديدة، فجاء اختراع السفن المختلفة كوسيلة لذلك.
واعتبرت هذه النقطة شرارة البداية لوصول المؤسسة البحرية الإسلامية في مراحل مبكرة إلى ذروتها في صناعة الأساطيل البحرية الكبرى والاهتمام بعلومها العسكرية عبر المراحل الزمنية المختلفة حتى ظهور الدولة العثمانية.
نفوذ وسيطرة
وأضافت أنه بقيام الأخيرة بدأ الاهتمام ببناء أسطول بحري قوي يمكنه دعم الدولة الفتية وحمايتها والدفاع عنها، ولم يأت العام 1531حتى أضحى نفوده وسيطرته على الشمال الأفريقي مثيرًا للرعب بين عديد الدول الأوروبية حيث يعتبر البحر المتوسط مجالها الحيوي وشريانًا رئيسيًا لتجارتها.
وأوضحت المحجوب أن البحرية العثمانية بلغت مداها منتصف القرن السادس عشر واستطاعت 1551 أن تحرر طرابلس من فرسان القديس يوحنا وتدخل المدينة العهد العثماني الأول الذي استمر منذ 1551 إلى 1711.
قوة بحرية
وأشارت المحاضرة إلى نجاح القرمانليين في تأسيس حكم ذاتي مستقل نسبيًا عن الأستانة بطرابلس استمر مئة وأربعين عامًا، تمكنوا فيه زمن أحمد باشا من فرض قوتهم على جيرانهم المطلين على البحر المتوسط بواسطة أسطول بحري ذاع فيه صيت البحارة الطرابلسيين حتى وصل بهم الأمر إلى الهجوم والسيطرة على السفن الأوروبية التي كانت ملتزمة بدفع إتاوة المرور بتجارتها عبر المتوسط.
وأردفت الباحثة بأنه رغم الأزمات الاقتصادية والسياسية؛ فإن الجانب البحري حظي باهتمام وافر عن طريق تزويده بالسفن سريعة الحركة، والتركيز على صناعة السفن وبناء المخازن والأبراج، وأكدت بعض المصادر التاريخية أن الأيالة شهدت قيام عدة حملات ناجحة مع بدايات عهد القرمانليين واستطاعت خلال سنتي 1722و1723 الاستيلاء على مراكب تابعة لفرنسا ونابولي والبندقية.
- «المرأة الليبية والإدارة البريطانية» في محاضرة بمركز المحفوظات
ووصفت المحجوب عهد يوسف باشا بالذهبي في المجال البحري، حيث نظمت عملية الإبحار والرجوع للسفن الطرابلسية، إذ تنطلق في فصل الربيع وتقوم بحملات استطلاعية قصيرة، ثم تقوم بمغادرة الميناء تباعًا، وقد تعدت مجالها المتوسطي ليصل نفوذها المحيط الأطلسي بعد عبورها جبل طارق.
تعليقات