Atwasat

ألمودوفار يأمل من فيلمه بـ«البندقية» تضميد جروح الحرب الأهلية الإسبانية

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 02 سبتمبر 2021, 04:35 مساء
WTV_Frequency

يعود بيدرو ألمودوفار مع «مادريس باراليلاس» المرشّح للأسد الذهبي في مهرجان «البندقية» إلى موضوعين عزيزين على قلبه، هما النساء وعلاقات النسب، على أمل أن يساعد فيلمه هذا على تضميد الجروح التي خلّفتها الحرب الأهلية في إسبانيا.

وافتتح «مادريس باراليلاس» الدورة الثامنة والسبعين من مهرجان «البندقية السينمائي». وتعاون فيه المخرج البالغ من العمر 71 عامًا مع ممثلته المفضلة بينيلوبي كروز (47 عاما) التي منحها دورًا رئيسيًا جديدًا، وفق «فرانس برس».

وتؤدي كروز في هذا الفيلم دور جانيس (في لفتة إلى المغنية جانيس جوبلين)، وهي مصوّرة أربعينية تحبل من صديق متزوّج هو عالم آثار وعدها بالعثور على رفات والد جدّها الذي فُقد أثره في بداية الحرب الإسبانية الأهلية في مسقط رأسه، ونبشه.

وهو موضوع مستجدّ في إسبانيا حيث تسعى الحكومة إلى التقدّم في العمل على الذاكرة الوطنية ونبش رفات آلاف الضحايا من المقابر الجماعية حيث دفنوا إبّان ديكتاتورية فرانكو.

وبحسب تقديرات مؤرخين وأحفاد للضحايا، يرقد في هذه المقابر الجماعية رفات أكثر من 100 ألف من ضحايا الحرب الأهلية (1936-1939) التي خرج منها فرانكو منتصرًا وحكم إسبانيا بقبضة من حديد حتّى وفاته سنة 1975.

وقال ألمودوفار الوجه البارز في النهضة الثقافية الإسبانية التي تلت وفاة الديكتاتور: «لا يمكننا أن نطوي هذه الصفحة من التاريخ طالما لم نؤدّ الدين الواجب إزاء المفقودين». وأردف: «في الأسر الإسبانية، مثل أسرتي، لم يكن أحد يتحدّث عن الحرب». أما اليوم، «فباتت أجيال الأحفاد هي التي تطالب بتصفية الحسابات» إذ تمّ التستّر على هذه الصدمة الجماعية «مع بزوغ الديموقراطية».

وبقي بيدرو ألمودوفار الذي درج على إنتاج أفلام عن النساء وانعتاقهن من القيود الاجتماعية منذ بداياته في الثمانينيات وفيًا لمواضيعه المفضّلة وأسلوبه في «مادريس باراليلاس»، حتى لو أنه خفّف من اندفاعه بعض الشيء. وهو ينسج حول هذه المرأة التي تبحث عن سلفها حبكة تتشعّب منها مشاهد متعدّدة.

أم غير كاملة
وتتشارك بينيلوبي كروز البطولة مع الممثلة الشابة ميلينا سميت (24 عاما) التي تجسّد آنا، وهي امرأة تنجب مولودها في الوقت عينه مع جانيس، في عيادة التوليد عينها.

وبالنسبة إلى البطلتين، يتقدّم العالم من دون الرجال الذين هم جبناء أو غائبون أو عنيفون، شأنهما في ذلك شأن جيل الأمهات والجدّات.

وانقلبت حياة كلّ منهما رأسًا على عقب، فتوفّي مولود آنا وفاة مباغتة، في حين أظهرت فحوص الحمض النووي أن جانيس ليست والدة الطفل. وتنشأ علاقة غرامية بين الوالدتين، على خلفية أسرار مكنونة وأحداث تطاردهما من الماضي.

ويستمدّ مخرج «تودو سوبرو مي مادري» و«أبلي كون إيلا» الوحي مجدّدًا من طفولته التي أمضاها «محاطا بالنساء»، من والدته وجاراته. وهو يسعى في فيلمه الجديد هذا إلى أن يعطي صورة عن «أمّ غير كاملة تصرّفها قابل للنقاش أو أقلّه تمرّ بفترة صعبة»، وليس واحدة «كاملة القدرات».

ويعكس «مادريس باراليلاس» أيضا صدى مسائل مستجدّة، من عودة الحركة النسوية والمضايقات على مواقع التواصل الاجتماعي.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
سويسرا ضيفة الشرف في سوق الأفلام خلال مهرجان كان
سويسرا ضيفة الشرف في سوق الأفلام خلال مهرجان كان
المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تؤيد إيطاليا في نزاعها مع متحف أميركي
المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تؤيد إيطاليا في نزاعها مع متحف ...
ليبيا تشارك بمسرحية في ولاية الكاف التونسية
ليبيا تشارك بمسرحية في ولاية الكاف التونسية
«يونيفرسال» تسمح باستخدام أعمالها الموسيقية على «تيك توك»
«يونيفرسال» تسمح باستخدام أعمالها الموسيقية على «تيك توك»
%70 من الصحفيين البيئيين تعرضوا لتهديدات أو هجمات
%70 من الصحفيين البيئيين تعرضوا لتهديدات أو هجمات
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم