الفنان عادل الفورتية

فنان تشكيلي متميز وفيلسوف، وفوق ذلك مثقف ومتابع وناقد.

فيما كنت أبحث عن لوحات المبدع الفنان عادل الفورتية تمهيدًا لتقديمه لقراء ومتابعي «بوابة الوسط» الليبية، صادفني هذا الإدراج الذي أورده في صفحته، رفقة لوحة بديعة من لوحاته. عمق الانتقاء وبلاغته، جعلني استهل به هذا التقديم، يقول الإدراج:

«.... لقد استولى التافهون على السلطة! تًكمُن مقدرة التافه الرئيسية في التعرف على تافه مثله، هكذا يعملان معاً بمبدأ: أضئ لي.. أقدح لك، وبين لي أجبك، حتى تقوى شوكة جماعة عددها في ازدياد، إذ لن يطول بهما الأمد في حشد أمثالهما إليها، ليس المهم تجنب السخافة، بل جعلها تكتسي صور السلطة»، والاقتباس مقطع من كتاب «نظام التفاهة -آلان دونو».

هذا الاقتباس جعلني أنتبه إلى أنني أقدم لفنان تشكيلي متميز وفيلسوف، وفوق ذلك مثقف ومتابع وناقد. بالبحث عرفت أنه من مواليد 1970، متحصل على ماجستير فلسفة فن 2007! فهيأت نفسي إلى التدقيق في رموز تشكيلاته، وألوانه، فالفن التشكيلي مجال واسع وقوي وفوق ذلك سريع الانتشار، قلت في نفسي لابد أن الحكمة والنقد ومحاولة الإصلاح والتنوير هي غاياته، التي يقدمها من خلال لوحاته. عرفت أيضاً أنه كان رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين بمصراتة، كما أنه عضو مؤسس بقاعة «رمل للفنون». وشارك في عديد المعارض الجماعية داخل ليبيا وخارجها أهمها؛ لعل أبرزها ذلك المعرض الجماعي الذي أُقيم في أميركا بدعم من مؤسسة «Mirca Art» سنة 2008، وتبرع بلوحة تشكيلية لمنظمة «أمنيستي» التابعة للأمم المتحدة خلال المعرض الذي أُقيم بأميركا 2009سنة.

تحصل على جائزة النجمة الدولية

شارك في عديد الندوات، وحاضر في مصر على هامش المعرض الدولي للقاهرة 2013، وأيضًا في الإمارات العربية المتحدة على هامش معرض الفن الإسلامي 2009-2010. وتحصل على جائزة النجمة الدولية قسم الفنون التشكيلية من منظمة «B.I.D» عن أعمال فنية منفذة بالحاسوب بعنوان ضد الحرب 2003.

 الفنون وسيلة فعالة في مخاطبة الأذهان

والفنان عادل الفورتية، يؤمن بأن شأن الفنون وسيلة فعالة في مخاطبة الأذهان، وقادرة على نقل المعارف الإنسانية عامة وتحفيزها على الإدراك بالعواطف والأحاسيس الحية. وتحفيز ملكة التذوق للجمال، وهو مثلما نعرف ملكة تميز بها الإنسان دون غيره من الحيوانات. وبالتالي تؤسس هذه الملكة للروابط الاجتماعية وتقويها. والصورة تُمكِّن المتأمل من رؤيتها من أكثر من زاوية، وذلك أمر يحفز الإنسان لرؤية الآخرين من وجة نظرهم، وبالتالي تؤسس لعلاقات إنسانية مدنية حضارية. والفن وسيلة في إدراك مسارات الحضارات القديمة والتعرف على تطور الرؤية البشرية ورقيها. أما الإسهام في تجميل المكان وإعداده لراحة الإنسان هو كما نعرف، أصبح أمرًا حياتيًّا يوميًّا نعيشه سواء في بيوتنا، أو مكاتبنا، أو مجالات راحتنا من فنادق وأماكن ترفيه.

الحياة من دون القيم  مجرد صحراء قاحلة، هي أقرب إلى الجحيم،

ويقول أيضًا إن فن إعادة تشكيل المادة المهملة وإعادتها للحياة والاستفادة منها من خلال رؤية فنية تسهم في جماليات المكان، وتبعث البهجة والمتعة فيه، فتصبح قيمة الجمال هدفًا لمسيرة حياتنا إلى الأفضل. وبالفن نتقارب من بعضنا البعض. ولعل تجسيد مفهوم التعددية في العالم من أهم ما يضيفه الفن في المجتمع الإنساني، ونصبح جزءًا من كل. وهكذا هي الإنسانية ومن خلال الفن ندرك أهمية «القيم» وندرك أيضًا أن الحياة من دونها تصبح مجرد صحراء قاحلة، هي أقرب إلى الجحيم، فالمجتمعات التي تضيع فيها القيم، ويغيب فيها الفن تسيطر عليها بداية السلوك الحيواني، ويصبح أفراد مثل هذه المجتمعات قساة ينهشون بعضهم البعض، ويدمرون ويحرقون بيئتهم، ويضيع الجمال ويسود القبح. ويظل الجمال هو ما يقربنا سريعًا من الله. لقد كُتب الكثير عن الفنان عادل الفورتية، ولعل ما يبرز موضوع رسالته التي نال عنها الماجستير هي ما لخصناه بعالية ولعل الربط التالي:

https://www.facebook.com/Assaqeefa2/posts/1567815443567685 يوضح، ويلقى المزيد عما يتعين أن نعرفه عن هذا الفنان المبدع عادل الفورتية، وفلسفة رؤيته للفن.