يحتفل العالم بيوم المسرح (World Theatre Day) في 27 مارس من كل عام، إذ يقام عديد الأنشطة والاحتفاليات الخاصة، في مختلف الدول.
ولهذه المناسبة يجدر الاحتفاء بالفنان الراحل محمد عبدالهادي، الذي لعب دورا مهما في الحركة المسرحية الليبية.
ولد عبدالهادي بمدينة درنة العام 1898م وتوفي في سنة 1953م عن عمر 55 عامًا، وتعلم في طفولته في الكتاتيب كما معظم أبناء جيله، وإبان الاحتلال الإيطالي في ليبيا وتحديدًا في الفترة من 1918م وحتى 1920م انتقل إلى إيطاليا وعمل بالأفران، وهذه المرحلة ساعدته في مشاهدة المسرح والفن الإيطالي بصفة عامة، خصوصا ما كان يقدم من عروض لمسرح الشارع، بعد عودته لليبيا وإلى جانب امتهانه الفن عمل موظفا في الحرس البلدي واستمر معه هذا العمل حتى وفاته.
عاد محمد عبدالهادي إلى ليبيا في الفترة ما بين العام 1925م والعام 1928م بعد رحلة في مصر ولبنان، ومشاهدته المسرح هناك عمل لفترة خبازًا في «كوشة السقوطري» في مدينة طبرق، وفي تلك الأثناء أقام أول عرض مسرحي مرتجل بعنوان «آه لو كنت ملكًا»، وهو مستوحى من حكاية «ألف ليلة وليلة»، وكان من المفترض أن يُعرض في سينما «حلمي»، لكن صاحب السينما اعترض وألغى العرض، ورغم ذلك عرض عبدالهادي المسرحية في منزل حمدي طاطاناكي بعد أن دعا مجموعة من أصدقائه، ولأن الخشبة لم تكن موجودة لم يُسجل هذا التاريخ رسميًا كأول عرض مسرحي ليبي.
وفي العام 1930 عاد لمدينته درنة وشكل «فرقة هواة التمثيل»، التي قدمت أول أعمالها بعنوان «آه لو كنت ملكًا» وعرض على خشبة تياترو بينتي بشارع طابق الكلب المتفرع من شارع البحر، المعروف بشارع الحرية حاليًّا بمدينة درنة، وبما أنه كان هناك جمهور حاضر للعرض فلهذا اعتبر الكثيرون أن هذا هو التاريخ الحقيقي لتأسيس مسرح ليبي بنص وخشبة وجمهور.
تعليقات