في مثل هذا اليوم منذ 44 سنة رحلت السيدة زعيمة الباروني التي تركت بصمات واضحة على الخارطة السياسية والأدبية لهذا الوطن، بمساهماتها المتنوعة كمربية، وكاتبة، وقاصة ومؤرخة.
ولدت الباروني العام 1910 في مدينة جادو بجبل نفوسة، في بيت اهتم بالعلم ورسخه في أبنائه، والدها سليمان الباروني الذي كان عضوا بالبرلمان العثماني وزعيما سياسيا وشاعرا وقائدا للجهاد، فأحسن تربيتها، تاركا بصمات في تكوينها النفسي والوطني والإنساني.
درست في تركيا، وأتقنت اللغة التركية وعشقت مبكرا القراءة والكتابة. عاشت جزء من حياتها في المنفى متنقلة بين بلدان عديدة فانفتحت على ثقافات ومجتمعات مختلفة.
بعد وفاة والدها عادت إلى الوطن واستقرت الأسرة بمدينة طرابلس، والتحقت بقطاع التعليم، ثم أصبحت مفتشة، ثم نائبة لمديرة دار المعلمات، فرئيسة لمكتب محو الأمية. بدأت العمل النسائي، فكانت من رائدات تأسيس جمعية النهضة النسائية عام 195.
باشرت الكتابة الأدبية، ونشرت أول مجموعة قصصية عام 1958 فكانت الرائدة الليبية في مجال الكتابة الأنثوية، وصاحبة ثاني مجموعة قصصية تصدر في ليبيا، بعد مجموعة (نفوس حائرة) لعبد القادر بوهروس التي صدرت سنة 1957. كما قامت بتأليف وتحقيق عددا من الكتب منها كتاب «صفحات خالدة من الجهاد: المجاهد الليبي سليمان البارونِي».
كتبت ونشرت مقالاتها، باسم بنت الوطن في جريدة "طرابلس الغرب"، ومجلة "صوت المربي"، ومجلة "هنا طرابلس الغرب" وقامت بتمثيل بلادها، مع السيدتين حميدة العنيزي وصالحة ظافر في مؤتَمَر الْمَـرْأة "الأفـروآسيوية" بالقاهرة سنة 1960. وفي يوم الاثنين 10/5/ 1976 انتقلت إلى رحمة الله، ووسدت ثرى طرابلس في اليوم التالي.
ــــــــــــــــــ
بتلخيص من:
*عطية صالح الأوجلي - السقيفة الليبية
*رامز النويصري- بلد الطيوب
*أحمد الفيتوري- ميادين الثقافية
تعليقات