في مثل هذا اليوم، منذ 65 سنة نفذ حكم الإعدام شنقا في شاب لم يتجاوز عمره 19 سنة، والعجيب أن من صادق على تنفيذ الحكم هو جلالة ملك ليبيا إدريس السنوسي، زوج الملكة فاطمة عمة المدان، وهو أيضا ابن عم الملك والعجب أيضا، أن هذا الملك الصوفي عُرف بالرحمة لدرجة أنه خفف أحكاما عن عناصر من الجيش خططوا للإطاحة به، وأيضا لمجموعة أخرى أدينت بتفجير آبار بترول في ليبيا.
والحقيقة أننا لسنا ممن يؤيدون انتزاع روح أراد الله لها الحياة إلاّ وفق القصاص الذي أقرته القوانين السماوية والوضعية ووفق إجراءاتها، ولا نبرر ما قام هذا الشاب، الذي أطلق النار على السيد إبراهيم أحمد الشلحي، سكرتير الملك، الرجل المتدين المستقيم والذي أصبح أقرب وأخلص أصدقائه. والمفارقة العجيبة، أن من أوصي به إلى الملك أقرب خُلص عائلته وهو السيد المجاهد أحمد الشريف السنوسي جد من أطلق النار على الضحية.
في مثل هذا اليوم، منذ 65 سنة نفذ الحكم في الشريف محيي الدين السنوسي في السجن المدني ببنغازي يوم 6 فبراير 1955؛ على الرغم من كثرة محاولات التوسط لدى الملك للعفو عنه ولكنه رفض بشدة، بل وأراد أن يتم تنفيذ الإعدام في المكان الذي تمت فيه الجريمة. غير أن القضاء رفض مقترح الملك، مؤكدا أن الإعدام يتعين أن يتم وفق الإجراءات القضائية والقانونية في السجن المركزي. وبسبب ذلك أصدر الملك مرسوما بحرمان أبناء العائلة السنوسية من جميع الألقاب الملكية السامية.
ولقد كثر اللغو في أسباب ارتكاب هذه الجريمة، فمنها من يقول إن الضحية كان يمثل حاجزا بين الأسرة السنوسية والملك وبالتالي حرمانهم من الامتيازات السياسية والاقتصادية، ومنها أن بعض النشطاء السياسيين غرروا به وزينوا له اغتيال هذا الرجل الذي يحول بين رخاء البلاد والملك، ومنها أنه مدفوع من جماعات مؤد لجة. ولكن لا شيء مقنعا عزز ذلك كله. كل الذي حدث أن الشاب ترصد العربة التي تقل الضحية، واقترب منه وإطلاق النار عليه من مسدسه، في منتصف النهار أمام مبنى الحكومة بمدينة بنغازي فأرداه قتيلا.
بتلخيص من منشورات بالنت والصور من مقال للأستاذ سالم الكبتي، وأيضا من شقيق المرحوم، ومعلومات الأستاذ سليمان منينة.
تعليقات