Atwasat

«قناة السويس الجديدة» أمل مصر لبداية عهد جديد

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 05 أغسطس 2015, 09:44 صباحا
WTV_Frequency

تكشف مصر النقاب عن قناة السويس الجديدة غدًا الخميس، وهو مشروعٌ ضخمٌ برز بوصفه حجر الزاوية في جهود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لاستعادة الكبرياء الوطني وإنعاش الاقتصاد بعد سنوات من الاضطرابات.

وكان افتتاح قناة السويس، التي تربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر العام1869، بمثابة قفزة تاريخية إلى العصر الحديث، وتأميم الرئيس جمال عبد الناصر الممر المائي الذي تسيطر عليه بريطانيا وفرنسا العام1956 كان علامة حاسمة في فصل مصر عن الماضي الاستعماري. وكان التأميم ذريعة لشنِّ إسرائيل حربها الثانية من بين حروبها الأربع في المنطقة، ومن بينها حرب العام1973 التي شُنَّت عبر القناة، التي يحتفل فيها المصريون كأعظم انتصار عسكري.

وتأمل الحكومة في لحظة تاريخية أخرى يوم غد الخميس، عندما تُفتَتَح التفريعة المائية التي بلغت كلفة شقها 8.5 مليار دولار موِّلها المصريون بالكامل دون أية مساعدة خارجية.

وتكرِّر وسائل الإعلام ومؤيدو الحكومة في جميع أرجاء البلاد الرسالة ذاتها، بعد أربع سنوات من الصراع وإطاحة رئيسين: «مصر تعود».

قال أستاذ العلوم الاقتصادية في الجامعة الأميركية في القاهرة عادل بيشاي: «ثقافتنا يمكن أنْ تكون عاطفية، وهذه هي المرة التي يكون فيها المصريون متحَّدين. لقد كانت فكرة رائعة من السيسي. المصريون الآن يملكون القناة».

كان افتتاح قناة السويس، التي تربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر العام1869، بمثابة قفزة تاريخية إلى العصر الحديث

يرى بيشاي أنَّ توسعة قناة السويس خطوة أولى لعهد جديد من التطوير بعيدًا عن بيروقراطية القطاع العام المعوِّقة. ويعد الطريق البحري التجاري الرئيسي أحد أهم مصادر العملة الأجنبية لمصر، وتديره هيئة شبه مستقلة مع نحو 25 ألف موظف لتكون من أكثر الهيئات المتخصِّصة في البلاد.

وأضاف بيشاي: «إنَّها تفتح آفاقًا لا نهائية. وستُدار من خارج البيروقراطية المتحجرة التي تعوقنا. ما يتم هناك تمَّ بكفاءة عالية وبنهج علمي».

وتضمَّن شق القناة الجديدة أعمال حفر وتجريف على طول 72 كيلومترًا من طول القناة الأصلي البالغ 193 كيلومترًا ما يشكِّل ممرًّا مائيًّا موازيًا من شأنه تسهيل حركة المرور في الاتجاهين ويستوعب أكبر سفن العالم.

تمَّ التخطيط بالأساس لتنفيذ المشروع في ثلاث سنوات، لكن السيسي أمر بالانتهاء من الأقسام الجديدة في عام واحد فقط، مشيرًا إلى الحاجة الملحة إلى دفعة اقتصادية. ومنذ ذلك الحين، تَوَاصَلَ العمل بلا انقطاع. وفي إحدى المراحل، كانت هناك ثلاث وأربعون معدة حفر كبيرة تعمل في وقت واحد.

حققت قناة السويس رقمًا قياسيًّا من العائدات العام الماضي مُسجِّلة 5.3 مليار دولار، وهم رقمٌ تشير تقديرات الحكومة إلى أنَّه من الممكن زيادته إلى 13.2 مليار دولار بحلول العام2023 إذا ما ضاعفت عدد السفن التي تمرُّ بالقناة يوميًّا إلى 97.

ومع ذلك، قال اقتصاديون وشركات شحن إنَّ هذه التقديرات متفائلة بشكل مبالغ فيه.

وفي السياق، قال شو تشي بين، مدير إدارة الفرع المصري لشركة «كوسكو» الصينية، وهي واحدة من أكبر شركات شحن الحاويات بالعالم: «الأمر لا يتعلق بالسعة، وإنما يعتمد على التجارة بين الشرق والغرب، ونمو الاقتصاد العالمي، خاصة في أوروبا، وكيف ستتعامل (السلطة) في ما يتعلق بالرسوم».

يعتمد نجاح المشروع أيضًا على الوضع الأمني. فإلى الشرق من القناة، ثمة تمردٌ مستمرٌ منذ فترة في شبه جزيرة سيناء وقد تَكثَّف منذ إطاحة الجيش الرئيس محمد مرسي العام2013.

توسعة قناة السويس خطوة أولى لعهد جديد من التطوير بعيدًا عن بيروقراطية القطاع العام المعوِّقة

ونفَّذت جماعة موالية لتنظيم «داعش» عدة هجمات كبرى استهدفت قوات الأمن المصرية، ما أدى إلى مقتل عشرات من جنود وضباط الشرطة والجيش في سيناء.

وتتهم الحكومة في غالبية تلك الهجمات جماعة «الإخوان المسلمين» التي ينتمي إليها مرسي، التي فازت في سلسلة من الانتخابات التي أُجريت بعد إطاحة الرئيس الأسبق حسني مبارك العام2011، التي صُنِّفت تنظيمًا إرهابيًّا.

تمَّ تشديد الإجراءات الأمنية على طول القناة قبل مراسم الافتتاح المقرَّرة الخميس، التي من المنتظر أنْ يشارك فيها السيسي ووفود أجنبية.

وقال الناطق باسم الجيش المصري، العميد محمد سمير، إنَّه تمَّ نشر قوات إضافية للتصدي للتهديدات وأي اعتداءات محتملة.

وورد في بيان نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط الحكومية أنَّه يتم اتخاذ خطوات كبرى لمنع جماعة الإخوان «الإرهابية» و«تسلل الإرهابيين»، وأنَّه منذ يوليو تشنُّ قوات الأمن حملة مكثفة في المدن الواقعة على طول القناة وتمشط المزارع وتتحقق من هويات الأشخاص في الفنادق والمساكن المخصَّصة للإيجار.

ويظهر تسجيل الفيديو، الذي أصدره الجيش ويبث باستمرار على شاشات المحطات التلفزيونية الرسمية والخاصة، عناصر ملثمة من القوات الخاصة تقوم بدوريات في القناة على متن قوارب ودبابات وناقلات جند مدرعة، مع تحليق مروحيات الأباتشي الأميركية وطائرات «إف 16» في سماء المنطقة.

وضع مقلق
ويقول بعض المحللين إنَّ الوضع الأمني لا يزال مصدر قلق للمستثمرين الأجانب، حيث تعد رؤوس أموالهم ضرورية للمرحلة المقبلة.

ويشمل التوسع في منطقة القناة توفير خدمات لوجستية وإقامة مراكز تصنيع.

«من الناحية النظرية على الأقل، مصر لديها كثيرٌ من المكونات لتصبح مركزًا صناعيًّا»، حسبما كتب وليام جاكسون، كبير اقتصاديي الأسواق الناشئة في وحدة الأبحاث البريطانية «كابيتال إيكونوميكس».

وأضاف: «لا نزال نشعر بالقلق بأنَّ الوضع الأمني في مصر وبيئة التجارة الفقيرة قد يعيقان الاستثمار».

المرحلة الثانية من المشروع، التي من شأنها أنْ توفر فرص عمل، لا تزال قيد التطوير وستستغرق سنوات.

وقال مكتب السيسي إنَّ الخطوة التالية ستركز على منطقة شرق بورسعيد وتوسيع الميناء هناك وتطوير منطقة صناعية من شأنها أنْ تغطي 40 مليون متر مربع، وسيخلق ذلك في نهاية المطاف نحو 400 ألف وظيفة.

«الأمر سيستغرق وقتًا طويلاً لمشاهدة استثمار ملموس»، حسبما قال أنجوس بلير، رئيس مؤسسة «سيجنيت» الإقليمية العاملة في مجال الاستشارات.

وأضاف: «هناك مصلحة كبيرة في تطوير المنطقة المحيطة بقناة السويس، إذا تمَّ تطويرها بشكل جيد، ويجب خلق فرص عمل جديدة وتطوير الاستثمارات».

حماس وطني
زُيِّـن ميدان التحرير في القاهرة بأضواء كاشفة، وأجرت القنوات التلفزيونية المصرية عدًّا تنازليًّا لافتتاح المشروع، ومُنِح بعض الزوار القادمين إلى مصر في مطار القاهرة طوابع تذكارية على على جوازات السفر تصف القناة بأنَّها «هدية مصر للعالم».

وأجرى أحد منظمي حفل افتتاح القناة مقابلة مع محطة «المحور» التلفزيونية الخاصة قال فيها إنَّه لا ينبغي لأحد التشكيك في عظمة المشروع.

وأضاف: «اللي بيشكك ابعتوهولنا وإحنا نغرقه على عمق 27 مترًا ونشوف هيغرق ولا لأ، أو يجيب معاه متر وييجي يقيس».

فرد عليه المذيع «لا، هنغرقهولك احنا». (سنقوم نحن بإغراقه).

 

 

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
27 قتيلا في مواجهات بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» في دارفور
27 قتيلا في مواجهات بين الجيش السوداني و«الدعم السريع» في دارفور
المفوض الأممي لحقوق الإنسان: شن هجوم على رفح يتعارض مع «القانون الإنساني الدولي»
المفوض الأممي لحقوق الإنسان: شن هجوم على رفح يتعارض مع «القانون ...
بريطانيا تعارض الهجوم الإسرائيلي على رفح دون «خطة» لحماية المدنيين
بريطانيا تعارض الهجوم الإسرائيلي على رفح دون «خطة» لحماية ...
«حماس»: تصريحات بايدن عن غزة «تراجع» عن نتائج المفاوضات
«حماس»: تصريحات بايدن عن غزة «تراجع» عن نتائج المفاوضات
المقاومة الفلسطينية تقصف عسقلان وتخوض معارك ضارية ضد الاحتلال في غزة (شاهد)
المقاومة الفلسطينية تقصف عسقلان وتخوض معارك ضارية ضد الاحتلال في ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم