وسط صفوف من الجثامين المسجاة على الأرض داخل أحد مستشفيات غزة، أجهشت الجدة أم زياد الدباري في البكاء وهي تحتضن الرضيع إدريس الملفوف بكفن أبيض وبطانية زرقاء بجسده الصغير وبكاؤها لا يتوقف.
إدريس الدباري، الذي ولد قبل شهر واحد بينما الحرب مستعرة حوله، يعيش مع أسرته في خيمة في رفح بجنوب قطاع غزة عندما استشهد هو ووالدته وفاء في ضربة جوية إسرائيلية ليل الإثنين، وفق «رويترز».
جثامين أكثر من اثني عشر شخصا من البالغين والأطفال
وبعد الضربة التى وجهها الاحتلال الإسرائيلي وُضعت جثث أكثر من اثني عشر شخصًا من البالغين والأطفال على بطانيات على الأرض في مستشفى أبويوسف النجار في رفح، جميعها ملفوفة في أكفان بيضاء مكتوب عليها أسماء وتواريخ الوفاة باللون الأسود.
- ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة لـ18412 شهيدا
- قوات الاحتلال تقتحم مستشفى كمال عدوان في غزة.. وتجمع الذكور فيه وتخوفات من تصفيتهم
ومن بين الأقارب المكلومين الذين أحاطوا بالشهداء أم زياد الدباري، جدة إدريس، التي قامت بفك الجزء العلوي من الكفن بلطف حتى تتمكن من رؤية وجهه وتمسيد شعره الأسود الناعم وهي تحتضنه. وقالت وصوتها يتهدج من البكاء «اتولد أول الحرب، له شهر أو شهر وشوية». وأضافت «حبيبي» وقبلت جبهة إدريس قبل أن تكرر بصوت خافت «حبيبي».
ووضع جثمان إدريس فوق جثمان والدته التي كتب على كفنها عبارة «الشهيدة وفاء الدباري» وتاريخ وفاتها 12 ديسمبر 2023، وبقيت أم زياد جاثية على ركبتيها بجانبهما، ويدها فوق إدريس.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المكتظ بالسكان إلى استشهاد أكثر من 18 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
تعليقات