Atwasat

بعد «طوفان الأقصى».. هل يتعطل «قطار التطبيع» مع إسرائيل؟

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 12 أكتوبر 2023, 06:49 مساء
WTV_Frequency

هل سيتعطل «قطار تطبيع» دول عربية  مع إسرائيل؟ سؤال  يطرحه مراقبون اليوم مع تصاعد حدة الصراع بين إسرائيل وحماس إثر هجوم الحركة في السابع من أكتوبر الجاري، والذي أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي و950 فلسطينيًا حسب آخر الإحصاءات الأربعاء.

وقوبلت حملة تطبيع علاقات دول عربية مع إسرائيل بانتقادات من الجانب الفلسطيني، سواء من السلطة الفلسطينية أو حركة حماس وبقية الفصائل الفلسطينية، وما يعرف بـ«محور المقاومة» الذي تنضوي تحته إيران وحلفاؤها في المنطقة، وتنظر طهران إلى عمليات التطبيع من قبل عواصم عربية مع تل أبيب كـ«طعنة في ظهر» الفلسطينيين، بحسب تقرير لوكالة «فرانس برس».

في 2020 طبّعت كل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان علاقاتها مع إسرائيل، وهو ما أشاد به رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت سابق، معتبرًا أن العملية أطلقت «عهدًا جديدًا من السلام». لكن خطابه الأخير السبت الذي أعلن فيه أن إسرائيل في حالة «حرب» حمل صورة جديدة عن الأجواء المشحونة والخطيرة التي تنتظر المنطقة، والتي قد تعطل «قطار التطبيع»، على الأقل موقتًا، في وقت كانت فيه السعودية على أهبة لركوبه بدورها. 

«تصعيد خطير» يتطلب تدخلًا عاجلًا
تصعيد خطير في المنطقة لم تبق أمامه الدول العربية المطبعة في حالة صمت، فوزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد أكد «أن الوضع الراهن يتطلب تحركًا عاجلًا من الأطراف الدولية الفاعلة كافة من أجل تخفيف حدة التوتر والحيلولة دون خروج الوضع عن السيطرة»، داعيًا إلى «ممارسة أعلى درجات الحكمة»، كما شدد الوزير الإماراتي «على أهمية تهدئة الأوضاع».

وقالت وكالة أنباء الإمارات إن «صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة أمر بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ عشرين مليون دولار، وذلك في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الأشقاء الفلسطينيون»، وأضافت أن هذا الدعم يأتي من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في إطار مواقف دولة الإمارات ونهجها تجاه دعم الأشقاء في مختلف الظروف، و«مد يد العون لهم والذي يعد من ثوابت دولة الإمارات».

لكن أبوظبي لم تترد في انتقاد حماس أيضا، وعبرت عن «استيائها الشديد» إزاء أخذ حركتي حماس والجهاد الإسلامي مدنيين إسرائيليين رهائن في قطاع غزة، وردا على ذلك، كتبت القنصل الإسرائيلية في دبي ليرون زاسلانسكي على حسابها على موقع «إكس» (تويتر سابقا): «نتقدم بخالص الشكر والامتنان لدولة الإمارات العربية المتحدة على بيانها».

المغرب يدعو إلى عقد اجتماع طارئ
من جانبه، دعا المغرب الأحد مجلس جامعة الدول العربية إلى عقد اجتماع طارئ على مستوى وزراء الخارجية لبحث تدهور الأوضاع في قطاع غزة وسبل «إيقاف التصعيد الخطير». وقالت وزارة الخارجية المغربية في بيان «دعت المملكة المغربية مجلس جامعة الدول العربية إلى عقد اجتماع طارئ للمجلس على مستوى وزراء الخارجية العرب للتشاور والتنسيق بشأن تدهور الأوضاع في قطاع غزة، واندلاع أعمال عسكرية تستهدف المدنيين»، وأضافت أن الاجتماع يهدف أيضا إلى «بحث سبل إيقاف هذا التصعيد الخطير»، ودان كل من البحرين والمغرب «استهداف المدنيين من أي جهة كانت».

يتساءل موقع «هسبريس» المغربي «هل تدفع حرب إسرائيل وحماس الرباط إلى إعادة النظر في العلاقات مع تل أبيب؟»، قبل أن يضيف في نص المقال: «بدأت بعض القراءات تستدعي الوقائع التاريخية في ما يجري وتلوح بإمكانية تكرار السيناريوهات التي كانت قد حكمت العلاقات بين المغرب وإسرائيل في هكذا ظروف، والتي بلغت حد إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط إبان الانتفاضة الفلسطينية لسنة 2002».

ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي على غزة إلى 1354 شهيدا
الأمم المتحدة: الحصار الكامل لقطاع غزة محظور بموجب القانون الإنساني الدولي
ماذا قال «الأزهر الشريف» عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؟

غير أن هذه القراءات تصطدم في الوقت الراهن بواقع جديد، إذ إن المغرب مرتبط بعلاقات واتفاقات مع الجانب الإسرائيلي تجعل اتخاذ خطوة من هذا القبيل إجراء «شبه مستحيل»، وهو الأمر الذي ذهب إليه المحلل السياسي المغربي محمد شقير على «هسبريس».

وحتى لا يفهم بأن خيار التطبيع هو قبول بكل المواقف الإسرائيلية، يوضح الخبير في العلاقات الدولية الموساوي العجلاوي للموقع المغربي أن هكذا خيار جاء «لتنبيه الكيان الإسرائيلي إلى أن المبادرة العربية للسلام مطروحة وليس التطبيع من أجل التطبيع، وهي رسالة من أجل أن تتقدم إسرائيل بالحل السياسي وحل الدولتين».

وهذا الوضع الجديد، وجه ضربة قوية لمساعي الرياض وتل أبيب لتطبيع علاقاتهما، وقال نائب رئيس السياسات في معهد الشرق الأوسط في واشنطن براين كاتوليس للوكالة إن اتفاقا كهذا «كان دائما قمة يصعب تسلّقها، والآن ازداد ذلك صعوبة».

وأكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في سبتمبر الاقتراب «أكثر فأكثر» من التطبيع مع إسرائيل، لكنه كرر موقف بلاده بضرورة أن يشمل أي اتفاق معالجة قضايا الفلسطينيين، وقال «نأمل أن تؤدي (مباحثات الاتفاق) لنتيجة تجعل الحياة أسهل للفلسطينيين وتسمح لإسرائيل بأن تلعب دورا في الشرق الأوسط».

وبعد التصعيد السبت، ذكّرت وزارة الخارجية السعودية بـ«تحذيراتها المتكررة من مخاطر انفجار الأوضاع نتيجة استمرار الاحتلال وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة وتكرار الاستفزازات الممنهجة ضد مقدساته».

ورأى الباحث السعودي عزيز الغشيان أن موقف الرياض يهدف إلى دحض الشكوك بأن المملكة ستولي التطبيع أولوية على حساب دعم حقوق الفلسطينيين، موضحا في تصريح للوكالة «هذا الوضع دفع السعودية للعودة إلى دورها التقليدي، وضع نتانياهو عقبة أخرى أمام المباحثات، لأنه قال إن هذه حرب الآن، لا أتوقع أن يحصل التطبيع على خلفية حرب».

حرب ستطول لتحقيق أهداف جديدة
ستتأثر العلاقات بين إسرائيل والدول العربية المطبعة مع تل أبيب «على عدة مستويات» بالنسبة للخبير المصري في العلاقات الدولية محمد اليمني، بحكم أنها دخلت معها في تعاون بمجالات مختلفة لا سيما الجانب الاقتصادي، معتبرا أن «إسرائيل تريد توسيع الحرب لتحقيق أهداف جديدة»

صعوبة موقف الدول المطبعة تأتي بحكم أن «الشعوب العربية بلا استثناء مؤيدة ومتابعة للقضية الفلسطينية»، بحسب اليمني، الذي يكمل «أن التحرك العربي، على مستوى العواصم، يبقى هزيلا وغير وازن في غياب توافق فيما بين دول المنطقة، التي لم تتحرك لتقديم مساعدات للفلسطينيين».

ونُظِّمت مظاهرات لدعم الفلسطينيين في الأيام الأولى من الهجوم بالمغرب والبحرين، وقد تزداد هذه التعبئة في حال استمر الصراع.

 ويحذر المحلل في جامعة كينغز كوليدج في لندن أندرياس كريغ في تصريح للوكالة الفرنسية، ويقول كريغ «حتى دول مثل الإمارات حيث لا يوجد مجتمع مدني حقيقي، سيكون عليها أن تضمن أن يكون التأييد العام للقضية الفلسطينية متسقا مع سياسة الحكومة ورؤيتها»

وحسب توقعات الخبير المصري محمد اليمني «هذه الحرب ستطول وقد تتحول لحرب إقليمية، وقد يتوقف قطار التطبيع طويلا عند المملكة العربية السعودية، حيث إنها كانت على وشك الدخول في علاقات مع إسرائيل بواسطة أميركية، وكانت كل الشروط متوفرة لذلك، لكنها قد تتراجع عن هذا التطبيع بسبب ممارسات الاحتلال في غزة والضفة الغربية والقدس».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الاحتجاجات العالمية لدعم غزة تتواصل وتصف تصريحات بايدن بـ«الانتخابية»
الاحتجاجات العالمية لدعم غزة تتواصل وتصف تصريحات بايدن ...
«القسام» تعلن وفاة أسير إسرائيلي متأثرًا بإصابته في قصف الاحتلال وتدهور حالته الصحية
«القسام» تعلن وفاة أسير إسرائيلي متأثرًا بإصابته في قصف الاحتلال ...
مظاهرات تعم ميادين وشوارع العواصم والمدن الأوروبية دعمًا لغزة (صور)
مظاهرات تعم ميادين وشوارع العواصم والمدن الأوروبية دعمًا لغزة ...
الاحتلال يواصل تهجير سكان رفح تمهيدًا لقصف عدة مناطق
الاحتلال يواصل تهجير سكان رفح تمهيدًا لقصف عدة مناطق
«ليس في رفح».. الاحتلال الإسرائيلي يزعم معرفة مكان يحيى السنوار في غزة
«ليس في رفح».. الاحتلال الإسرائيلي يزعم معرفة مكان يحيى السنوار ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم