Atwasat

تظاهرات في العراق وإيران ولبنان احتجاجاً على تدنيس القرآن

القاهرة - بوابة الوسط السبت 22 يوليو 2023, 12:07 صباحا
WTV_Frequency

نُظمت تظاهرات في العراق وإيران ولبنان، اليوم الجمعة، للتنديد بالسماح في السويد بتنظيم تظاهرات شهدت تدنيس القرآن، في خطوة تسببت في توتر بين هذا البلد ودول إسلامية عدة، وأزمة دبلوماسية بين بغداد وستوكهولم.

في أثناء ذلك، أعلنت وزارة الخارجية السويدية نقل عمليات سفارتها والعاملين فيها في العراق بشكل موقت إلى ستوكهولم، لأسباب أمنية، بعدما أشعل مناصرون للزعيم العراقي مقتدى الصدر النار في مبنى السفارة، وطردت الحكومة العراقية السفيرة السويدية، وسحبت القائم بأعمالها من ستوكهولم، وفق وكالة «فرانس برس».

وبدعوة من الزعيم العراقي مقتدى الصدر، تظاهر المئات في بغداد والناصرية والنجف جنوبا بعد صلاة الجمعة، للتنديد بتدنيس القرآن. وحمل المتظاهرون مظلات، لحمايتهم من أشعة الشمس الحارقة، وافترشوا سجادات الصلاة في ساحة واسعة في حيّ مدينة الصدر الفقير، هاتفين «نعم نعم للإسلام.. نعم نعم للقرآن»، كما أفاد مراسل «فرانس برس». وبعد تأدية الصلاة، رفع المئات، وغالبيتهم من الرجال، نسخاً من المصحف وصوراً لمقتدى الصدر، وهم يلوحون بالأعلام العراقية. وحرق محتجون علم المثليين، وهو فعل يرى فيه مقتدى الصدر تحدياً واضحاً للغرب، وتنديداً بـ«ازدواجية المعايير» المتعلقة بحرية التعبير.

وقال عامر شمال، الموظف في بلدية مدينة الصدر المشارك في التظاهرة: «من خلال هذه التظاهرة نريد أن نوصل صوتنا للأمم المتحدة، ونطلب تجريم فعل أي شخص يحاول الإساءة إلى الكتب السماوية، سواء كانت تابعة للمسلمين والمسيحيين أو اليهود. كلها كتب مقدسة».

تظاهرات في طهران
في طهران، لوح مئات المتظاهرين بالأعلام الإيرانية ونسخ من المصحف، وهم يهتفون «تسقط الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل والسويد»، بينما أشعل بعضهم النار في العلم السويدي الأزرق والأصفر، ورموا البيض والطماطم على السفارة السويدية قبل أن يتفرقوا.

وفي لبنان، لبى مناصرو «حزب الله» الدعوة التي أطلقها أمينه العام حسن نصرالله، للتجمع أمام المساجد عقب صلاة الجمعة. وقد تجمع المئات أمام مساجد عدة في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل «حزب الله»، وفي مدينتي بعلبك (شرق) وصيدا (جنوباً)، وفي بلدات أخرى، وفق مصوري «فرانس برس». ورفع المصلون نسخاً من القرآن، ورددوا هتافات عدة، بينها «قسماً قسماً يا الله سوف نصون كتاب الله» و«بدمائنا نحمي القرآن ونصون كتاب الرحمَن». بينما اتخذ الجيش اللبناني تدابير احترازية في محيط السفارة السويدية وسط بيروت، وأغلق كل الطرق المؤدية إليها.

في يونيو، أحرق اللاجئ العراقي في السويد سلوان موميكا صفحات من المصحف، مما أثار غضبا في العالم الإسلامي. ووسط حماية الشرطة السويدية، داس موميكا، الخميس، المصحف مراراً أمام مقر السفارة العراقية في ستوكهولم، لكنّه غادر المكان من دون أن يحرق صفحات منه، كما سبق أن فعل، بينما احتشد أمامه جمع من الناس، للاحتجاج على فعلته.

إيران لن تعين سفيرا في ستوكهولم
سمحت الشرطة السويدية بهذا التجمع باسم حرية التظاهر، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أن ذلك لا يعني أنها تتفق مع ما يجري خلاله. وفي اتصال مع نظيره السويدي، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان: «تكرار مثل هذه الأفعال تحت مسمى الحرية غير مقبول وغير مبرر»، مطالباً بـ«توقيف منفذها ومحاكمته». في وقت لاحق الجمعة، أعلنت إيران أنها لن تقبل بالسفير السويدي الجديد بعد انتهاء مهام سلفه، ولن تعين سفيرا لها في ستوكهولم.

وقد أثارت تلك الخطوات أزمة دبلوماسية خطيرة بين السويد والعراق الذي طرد السفيرة السويدية، وسحب القائم بأعماله من ستوكهولم. كذلك أعلنت بغداد، الخميس، تعليق رخصة شركة «إريسكون» السويدية العملاقة للاتصالات على أراضيها. لكن الحكومة تراجعت عن ذلك الجمعة، وقال مستشار رئيس الوزراء فرهاد علاء الدين لصحفيين: «جميع الاتفاقات التعاقدية التي وقعتها الحكومة العراقية سيتم احترامها. لم يتم تعليق عمل أي شركة، ومن ضمنها إريسكون».

واقتحم مناصرو الصدر مرتين السفارة السويدية، وأحرقوها فجر 20 يوليو. وكتبت متحدّثة باسم وزارة الخارجية السويدية في رسالة لوكالة «فرانس برس» الجمعة أنها «نقلت عمليات السفارة وموظفوها موقتا إلى ستوكهولم، لأسباب أمنية»، مؤكدةً في الوقت نفسه مواصلة «الحوار» مع السلطات العراقية. كما استدعت كلّ من السعودية وإيران سفيرَي السويد لديهما، للتنديد كذلك بتدنيس القرآن، بينما استدعت عمان من جهتها القائم بالأعمال السويدي، للتعبير عن احتجاجها. وأدانت الخارجية البريطانية بدورها «حرق وتدنيس القرآن في ستوكهولم»، معتبرةً أن ذلك فعل «مهين جدا للمسلمين، وغير ملائم على الإطلاق». 

بدورها، استنكرت سلطنة عمان في بيان للخارجية «تكرار منح السلطات المختصة في السويد تصاريح وتوفير الحماية للمتطرفين، لحرق وتدنيس نسخ من المصحف الشريف». وأكدت الكويت أنها تعمل على عقد «اجتماع طارئ» لمنظمة التعاون الإسلامي. وقال وزير خارجيتها الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح: «نتشاور وننسق حالياً مع دول مجلس التعاون والدول العربية والإسلامية الشقيقة، لعقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي من أجل اتخاذ خطوات ملموسة وعملية تضمن عدم تكرار مثل هذه الأفعال المرفوضة».

 رسائل تحذير من الصدر   
أظهر الصدر، الذي عادة ما يفجر مفاجآت سياسية، مراراً قدرته على حشد آلاف العراقيين، مذكراً خصومه السياسيين دائماً بذلك. ففي صيف 2022، اقتحم مناصروه البرلمان العراقي، واعتصموا فيه على مدى أسابيع، في حين كان الصدر في نزاع سياسي مع أطراف شيعية أخرى بشأن اختيار رئيس الوزراء. وتطوّر هذا الخلاف إلى مواجهات مسلحة دامية مع الجيش والحشد الشعبي وسط بغداد.

يعتبر المحلل السياسي علي البيدر أن مقتدى الصدر، من خلال الضغط في ملف حرق المصحف، يوجه «رسائل إلى جمهوره وإلى منافسيه السياسيين، أنه ما زال يتمتع بالقوة نفسها وهو قادر على العودة في أي وقت». وأضاف أن ذلك قد يشكّل «رسائل تحذير» تستهدف خصوصاً خصومه السياسيين، من عواقب «تجاوزه أو إضعافه».

ويسعى التيار الصدري كذلك إلى أن «ينظر إليه الجميع نظرة أكبر على أنه راعي الملف الديني أو مشرف عليه في العراق»، وفق البيدر. ويرى المحلل أن «مدى توظيف ذلك سياسياً أو توظيفه انتخابياً في المرحلة المقبلة يتوقف على رغبة الصدر».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بوريل يدين اعتداء مستوطنين على قافلة مساعدات أردنية لغزة
بوريل يدين اعتداء مستوطنين على قافلة مساعدات أردنية لغزة
مدفعية حزب الله تستهدف جنود الاحتلال بموقع بيّاض بليدا قرب الحدود مع لبنان
مدفعية حزب الله تستهدف جنود الاحتلال بموقع بيّاض بليدا قرب الحدود...
211 يوما من العدوان.. الاحتلال يواصل قصفه الصاروخي والمدفعي على قطاع غزة ويخلف مزيد الشهداء والجرحى
211 يوما من العدوان.. الاحتلال يواصل قصفه الصاروخي والمدفعي على ...
الأسبوع الجاري.. مجلس الأمن يعقد اجتماعا بشأن المقابر الجماعية في قطاع غزة
الأسبوع الجاري.. مجلس الأمن يعقد اجتماعا بشأن المقابر الجماعية في...
«الصحة الفلسطينية»: ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ألفا و654 شهيدا
«الصحة الفلسطينية»: ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم