Atwasat

ماذا حدث لقصور صدام حسين في العراق؟

القاهرة - بوابة الوسط الخميس 03 فبراير 2022, 02:31 مساء
WTV_Frequency

شيَّد صدام حسين إبان فترة حكمه عشرات القصور والمجمعات الفخمة، حفرت أحرف اسمه الأولى على جدرانها، لكن معظمها بات اليوم ركامًا أو قواعد عسكرية، أما ما تغلب منها على امتحان الزمن فقد وجد حياة جديدة، وفق تقرير نشرته، الخميس، وكالة «فرانس برس».

وحسب التقرير، فإن عدد هذه القصور والمجمعات الرئاسية يزيد على المئة تضم مباني ضخمة في سبع محافظات لكن غالبيتها في بغداد ومدينة تكريت مسقط رأس صدام حسين الواقعة على بُعد 180 كيلومترًا شمال العاصمة. على الجدران الخرسانية الضخمة، حفر الرئيس الراحل أحرف اسمه الأولى إضافة إلى أسماء معاركه ضد إيران وغيرها.

إثر سقوط النظام السابق مع الغزو الأميركي العام 2003، نهبت غالبية هذه القصور قبل أن تحولها القوات الأجنبية إلى مقرات عسكرية. واليوم أصبح عدد قليل منها منشآت مدنية فيما ترك وأُهمل أو دمر ما تبقى منها خلال المعارك التي مزقت البلاد.

تحويل قصور صدام حسين إلى متاحف؟
ويقول رئيس هيئة الآثار والتراث، ليث مجيد حسين، لـ«فرانس برس»: «لدينا الإمكانية أن نجعل من القصور متاحف، على الأقل في بغداد»، ويضيف: «نستطيع أن نقيم متحفًا للسجاد أو متحف العائلة الحاكمة أو للفن الإسلامي»، لكنه يشير الى أن بعض القصور «ضخمة جدًا ويحتاج إعادة تأهيلها إلى موارد مالية طائلة».

وبدأ تشييد هذه القصور في نهاية ثمانينيات القرن الماضي واستكملت في منتصف التسعينيات، في ذروة الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق. ويفيد مسؤولون أن صدام حسين زار بعض هذه القصور مرة أو مرتين فقط لكنها كانت تحظى بحماية مشددة من قوات أمنية خاصة ولم يشاهدها آنذاك سوى عمال شاركوا بتشييدها.

ويقول مسؤول حكومي للوكالة الفرنسية، فضَّل عدم كشف اسمه، إن «البيروقراطية والفساد حالا دون إصلاح القصور وتحويلها إلى مرافق سياحية وتراثية».

اسم صدام في كل مكان
تضم بغداد مجمعات لقصور رئاسية تحول قسم منها إلى مبان حكومية. كذلك حول أحدها إلى «جامعة أميركية» خاصة فتحت على يد مستثمر عراقي في قصر «الفاو» أول قصر يمنح للاستثمار الخاص. ويقع هذا القصر الذي تحيط به بحيرات وعدد من المباني الصغيرة من الحجر والرخام الأنيق قرب مطار بغداد. وكان معدًا لاستقبال كبار الضيوف لكنه حول إلى مقر للجيش الأميركي بعد العام 2003.

ويشعر رئيس «الجامعة الأميركية»، مايكل مونلكس، بالفخر من الحال التي أصبح عليها المجمع بعد تأهيله، ويقول: «كل المباني الأخرى كانت محطمة والشبابيك مدمرة والأفاعي على البلاط والطيور تنتقل في فضائه، كانت (فعلًا) فوضى».

ويتابع مونلكس وهو ينظر إلى حروف «ص.ح» المحفورة في سقوف القصر المزينة بنقوش ملونة: «صدام حسين كان لديه غرور كبير وترى حروف اسمه في كل مكان»، وأضاف: «كنا نتساءل ماذا نفعل بها أنزيلها أم نغطيها؟» لكن في النهاية كان القرار بالإبقاء عليها كما هي لأن هذا «مكان تاريخي». ويختم مبررًا رمزية المكان بـ«أنه قصر الدكتاتور السابق، الآن تحول لمؤسسة تعليمية لفائدة كل العراقيين».

3 قصور في البصرة؟
وفي البصرة، أقصى جنوب العراق، بنى صدام حسين ثلاثة قصور كبيرة تطل على شط العرب بات اثنان منها مقرًا للحشد الشعبي، تحالف فصائل موالية لإيران باتت منضوية مع القوات الأمنية، فيما تحول الأخير إلى متحف تابع لوزارة الثقافة.

ويقول مفتش آثار تراث البصرة، قحطان العبيد، بفخر «استطعنا تغيير رمزيته الدكتاتورية إلى رمزية ثقافية». وتعتبر البصرة «المحافظة الوحيدة التي نجحت في تحويل أحد القصور إلى مبنى لائق وتراثي»، وفقًا لهذا المسؤول، موضحًا «هناك عدد كبير من القصور، أكثر من 166 مبنى بين قصر ومنزل» فخم.

«حكومات لم تبن شيئًا»
وتسعى السلطات المحلية في محافظة بابل إلى تحويل قصر في مدينة بابل الأثرية إلى متحف. ويطل هذا القصر على الموقع الأثري وقد شيد على تل صناعي على ارتفاع 90 مترًا. ويضم قصر بابل أيضًا أحرف صدام منقوشة على الجدران وكذلك نقوشًا لصدام وملوك من الحضارات القديمة مثل نبوخذنصر الثاني.

تحمل جدران كل قاعة أسماء المعارك التي خاضعها العراق خلال حربه مع إيران (1980-1988) مثل «رمضان مبارك» و«محمد رسول الله». وتتدلى اليوم في القاعات الكبرى المهجورة ثريات متهالكة، فيما انتشرت على الجدران كتابات لزوار أتوا لالتقاط صور. وحول عدد من المباني والمرافق الخدمية المحيطة بالقصر إلى منتجع سياحي.

ويقول مدير منتجع بابل، عبدالستار ناجي: «عندما دخلنا الموقع العام 2007، كان بحالة يرثى لها، الحكومة المحلية قررت أن يكون الموقع متنفسًا لأهالي بابل والمناطق المجاورة والمحافظات الأخرى». ويوضح معماري كان يعمل في زمن النظام السابق، إن «الحكومات المتعاقبة لم تبن شيئًا ولم تستطع أن تقوم بما قام به صدام في بناء القصور».

وعلى ضفاف نهر دجلة يضم المجمع الرئاسي في تكريت، أكثر من ثلاثين قصرًا تحول معظمها إلى أطلال جراء المعارك ضد تنظيم «داعش»، فيما استحال مبنى صغير فيه يطل على نهر دجلة، إلى مزار لكونه كان شاهدًا على إعدام ما لا يقل عن 1700 من المجندين في يونيو 2014، بعد أختطافهم من معسكر سبايكر القريب.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
وزيرا خارجية مصر وفرنسا يبحثان مفاوضات الهدنة في غزة
وزيرا خارجية مصر وفرنسا يبحثان مفاوضات الهدنة في غزة
بلينكن يزور معبر كرم أبو سالم الحدودي مع قطاع غزة لتفقد تسليم المساعدات
بلينكن يزور معبر كرم أبو سالم الحدودي مع قطاع غزة لتفقد تسليم ...
محكمة «إسرائيلية» ترفض إنهاء العزل الانفرادي للأسير مروان البرغوثي
محكمة «إسرائيلية» ترفض إنهاء العزل الانفرادي للأسير مروان ...
الرئيس الكولومبي يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع «إسرائيل» غدا الخميس
الرئيس الكولومبي يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع «إسرائيل» غدا ...
الشرطة تعتدي على اعتصام طلابي مؤيد للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا
الشرطة تعتدي على اعتصام طلابي مؤيد للفلسطينيين في جامعة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم