شهدت عدة مدن تونسية صدامات جديدة، مساء الأربعاء، بين متظاهرين وقوات الأمن لليلة الثالثة على التوالي، في موجة من الاحتجاجات ضد غلاء الأسعار وإجراءات تقشف اعتمدتها السلطات في الآونة الأخيرة.
ففي مدينة سليانة الواقعة في شمال غرب البلاد، رشق شبان قوات الأمن بالحجارة والقنابل الحارقة وحاولوا اقتحام محكمة في وسط المدينة، في حين ردت عليهم الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع، كما أفاد مراسل لوكالة «فرانس برس».
وفي القصرين، وسط البلاد الفقير، تجددت الصدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن، حيث حاول شبان تقل أعمارهم عن 20 عامًا قطع الطرقات بالإطارات المشتعلة وعمدوا أيضًا إلى رشق عناصر الأمن بالحجارة، بحسب مراسل لـ«فرانس برس».
وفي طبربة، غرب العاصمة، تجمع عشرات المتظاهرين في شوارع المدينة، التي شيعت رجلاً توفي أثناء صدامات دارت ليل الاثنين. وردت الشرطة على المتظاهرين برميهم بكميات كبيرة من قنابل الغاز المسيل للدموع، بحسب ما أفاد أحد السكان.
وأعلنت وزارة الداخلية ارتفاع أعداد الموقوفين على خلفية هذه الصدامات إلى 237 شخصًا. وذكرت وسائل إعلام محلية أن مواجهات مماثلة دارت في عدد من الأحياء القريبة من العاصمة.
وبدأت، الأسبوع الماضي، تظاهرات سلمية في تونس، بعد سبع سنوات من «ثورة الحرية والكرامة» التي أطاحت نظام زين العابدين بن علي، احتجاجًا على ارتفاع الأسعار وموازنة تقشف دخلت حيز التنفيذ في 1 يناير 2018 ونصت على زيادة الضرائب.
وبعد سنوات من التباطؤ الاقتصادي وتوظيف أعداد كبرى في القطاع العام، تواجه تونس صعوبات مالية كبرى. وتخطت نسبة التضخم 6% نهاية 2017، في حين بلغ الدين والعجز التجاري مستويات مثيرة للقلق.
وحصلت تونس في العام 2016 على خط قروض جديد من صندوق النقد الدولي بقيمة 2.4 مليار يورو على أربع سنوات مقابل برنامج يهدف إلى خفض العجز في الموازنة.
تعليقات