خلال استقباله المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر بدار الإفتاء الليبية بطرابلس اليوم الأحد اعتبر نائب مفتي ليبيا الشيخ غيث الفاخري أن مشكلة ليبيا الحقيقية تكمن في التدخل الخارجي وإمداد الجيش في بنغازي بالدعم الكامل من دول خارجية عسكريًا وسياسيًا، متهمًا المجتمع الدولي والأمم المتحدة بـ«سكوتها عن تدمير بنغازي وتهجير أهلها».

ونشر المكتب الإعلامي لدار الإفتاء بيانًا صحفيًا، مساء الأحد، حول الزيارة جاء فيه أن «الشيخ غيث الفاخري أكد أن مشكلة ليبيا الحقيقية تكمن في التدخل الخارجي، وإمداد ما يسمى الجيش في بنغازي بالدعم الكامل من دول خارجية عسكريًا وسياسيًا، مع إغضاء المجتمع الدولي والأمم المتحدة، وسكوتها عن تدمير بنغازي وتهجير أهلها».

وأشار المكتب الإعلامي في بيانه إلى نائب المفتي غيث الفاخري وعضو مجلس البحوث نادر العمراني، بالإضافة إلى القيادي بالجماعة الليبية المقاتلة وعضو مجلس البحوث بدار الإفتاء سامي الساعدي«أبدوا الملاحظات الجوهرية لمجلس البحوث على مسودة الاتفاق السياسي، والتي تتمثل في حاكمية الشريعة الإسلامية على كل بنود الاتفاق، بما في ذلك تقييد ما جاء في المسودة من التحاكم إلى القانون الدولي الإنساني، ووضع تعريف محدد للإرهاب، وإعطاء السلطة التشريعية للبرلمان وحده يخل بالتوازن بين الطرفين المتنازعين في ليبيا، ولا يؤدي إلى توافق حقيقي وإسناد الترتيبات الأمنية إلى ما سماه الاتفاقُ الجيش القائم، ويقصد به المجموعات المسلحة التي يقودها حفتر وعدم التحاكم عند المنازعة في تفسير الاتفاق السياسي إلى القضاء الليبي».

ولفت المكتب الإعلامي، في بيانه، إلى أن المشايخ أبدوا لومهم للمبعوث الأممي لأن البعثة الأممية «لم تعر اهتمامًا لهذه الملاحظات، وكذلك أولت البعثة ظهرها لحكم الدائرة الدستورية ببطلان انتخاب البرلمان، واستمرت تتعامل معه على الرغم من بطلانه، ومن المفترض أن تكون الأمم المتحدة والدول الغربية هي أول من يحترم القانون ويقدسه، كما هو الحال في بلادها». وبحسب المكتب الإعلامي لدار الإفتاء، فإن التباين في وجهات النظر كان واضحًا وأن المبعوث الأممي مارتن كوبلر لم يرد عن الملاحظات التي قيلت له سوى بأنه «يأمل في أن يصل الشعب الليبي لاتفاق في أقرب وقت».

وهذه هي الزيارة الثانية لمبعوث الأمم المتحدة لدار الإفتاء «التي حلها مجلس النواب في نوفمبر 2014م» والأولى لمارتن كوبلر؛ حيث زار سلفه الإسباني برناردينوليون دار الإفتاء والتقى بالشيخ الصادق الغرياني.