قال الأكاديمي السعودي، عبد العزيز التويجري إن تناقض التوقعات الغربية والأميركية بشأن نهاية تنظيم «داعش» وواقع تحركات التنظيم وقدراته في ليبيا والعراق وسورية يفرض تساؤلاً حول جدية أميركا والقوى العظمى في محاربة الإرهاب، ويطرح شكًا في أن وجود «داعش» في الأساس إنما لخدمة مصالح أميركية في المنطقة.
ويوضح التويجري، في مقال له اليوم بـ «الحياة» اللندنية، إن تنظيم «داعش» تمكن من ابتكار أساليب جديدة لتعويض القصور لديه، ليضمن لعناصره البقاء في العراق وسورية إلى جانب تغلغله في مناطق من ليبيا.
ويشير الأكاديمي السعودي إلى أنه مع تناقض التوقعات الغربية بشأن هزيمة التنظيم الإرهابي التي قال عنها أوباما إنها تتطلب عقدًا من الزمن؛ فإن «داعش» يطور من نفسه، وفقًا لتقارير تؤكد استخدامه أنفاقًا تحت الأرض ووسائل إخفاء أخرى، وطائرات صغيرة من دون طيار، وأسلحة كيماوية. وهو الأمر الذي يعني أن «داعش» يمتلك مصادر قوة ضاربة، ويخطط للبقاء والتوسع في العراق وسورية، إلى جانب تغلغله في ليبيا وسيطرته على موانئ نفطية فيها.
وكانت عناصر «داعش» هاجمت، الخميس قبل الماضي، منشآت نفطية قرب ميناء رأس لانوف، ما أسفر عن اندلاع النيران بـ 5 صهاريج مليئة، تمكنت قوات الإطفاء من السيطرة عليها فقط الأحد الماضي.
وعلى ضوء ذلك، يرى التويجري أن الفشل الذريع في الجهود الدولية للقضاء على التنظيم الإرهابي «داعش»، على الرغم من تسخير هذه الإمكانات الهائلة، وحشد أكثر من ستين دولة في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، يثير العديد من الأسئلة المحيرة، مما يثير الشك في مصداقية الجهود التي تبذل على أكثر من صعيد، من أجل محاربة الإرهاب الذي يحصرونه في «داعش»، وكأن الإرهاب في المنطقة لا يمارسه سوى هذا التنظيم، وليس ثمة طرف ثانٍ وثالث وربما رابع يمارس الإرهاب، أو يشجع عليه.
ويضيف التويجري أن الشك في مصداقية العمل الذي يقوم به التحالف الدولي لمحاربة «داعش» يدفع بنا إلى «الربط بين تصريحات القادة السياسيين الأميركيين والأوروبيين، حول استحالة القضاء على داعش في أمد قصير، وما تذيعه التقارير عن التطوير الذي تعرفه الأساليب التي يستخدمها، وينمي بها قدراته، ويوطد أقدامه على الأرض التي استولى عليها».
ويتساءل التويجري: «كيف يصح أن داعش خسر نسبة تزيد عن الثلث من الأراضي التي احتلها وأدخلها تحت نفوذه، بينما هو يثبت يومًا بعد يوم، أنه يملك قدرات هائلة تجعله يمارس الإرهاب على نطاق واسع، ويهدد مناطق أخرى بالاكتساح من سورية والعراق، ويمد نفوذه إلى ما وراء البحر في ليبيا وما حولها؟ أليس هذا التناقض المريب هو ما يفتح لنا المجال لطرح السؤال المحوري في هذا الموضوع، وهو: هل أميركا ومعها القوى العظمى الأخرى، جادة كل الجد في محاربتها للإرهاب؟ وهل من مصلحة أميركا ومن معها أن يتم القضاء على داعش نهائيًا؟ أم أن مصلحتها ومن معها تكمن في بقاء هذا التنظيم ينشر الرعب في المنطقة، ويحقق الأمن لإسرائيل والتغول لإيران؟».
تعليقات