ألقى الكاتب الليبي مصطفى الفيتوري الضوء على سوء الأحوال في مدينة طرابلس أثناء زيارته لها، التي أكد تدهورها عن الوقت نفسه من العام الماضي في قطاعات الصحة والعمل والأمن وغيرها.

وأشار الفيتوري في مقاله المنشور، الأربعاء، بموقع «المونيتور» إلى زيارته مدينة طرابلس التي امتدت بين شهري يونيو يوليو، ولم يحدِّد الفيتوري الفترة التي مكثها في طرابلس، إلا أنَّه نَاقَشَ صعوبة وصوله إلى هناك والمشاكل التي لحظها ووقعَها على المواطنين.

تدهور القطاع الخدمي
وتطرَّق الفيتوري إلى صعوبة التحرُّك والانتقالات بسبب خوف السائقين التونسيين والليبيين من القيادة إلى طرابلس، مما جعل الرحلة من جزيرة جربة التونسية إلى طرابلس تستغرق عشر ساعات وثلاث سيارات مختلفة بدلاً عن ثلاث ساعات بمواصلة واحدة. ويضطر الركاب الآن للنزول قبل الحدود الليبية ونقطة التفتيش والسير على الأقدام حتى طرابلس وفق الفيتوري.

وقال الفيتوري: «إنَّ انقطاع الكهرباء تحوَّل إلى مرض مزمن وجزء من المعاناة اليومية في طرابلس، إذ يستمر في بعض الأيام لمدة 12 ساعة».

«خراب» القطاع الطبي
ونَاقَشَ الكاتب مشكلة القطاع الطبي في طرابلس الذي وصفه بأنَّه «في حالة من الخراب»، إذ أكد أنَّ المرضى يعانون وحدهم من دون أية أدوية أو ممرضين في مركز طرابلس الطبي، مشيرًا إلى أنَّ مَن يملكون القدرة المالية قد يستخدمون سيارات إسعاف على نفقتهم تتراوح أسعارها من ألف إلى ثلاثة آلاف دولار للانتقال إلى تونس للعلاج.

ونقل المقال عن موظف بقسم الموارد البشرية بالمركز يدعى جلال: «إنَّ طاقم العمل بالمركز زاد بواقع 200 شخص إلا أنَّ أي منهم ليس مؤهَّلاً للقيام بأي شيء». وقال المصدر: «إنَّ حادث خطف مدير المركز في 17 مايو ربما كان بسبب رفضه توظيف أشخاص محددين».

كثرة الموظفين غير المؤهَّلين
وعلى الرغم من ارتفاع نسبة البطالة التي قد تصل إلى 20% ، فإنَّ قطاع النفط ربما يعاني كثرة الموظفين غير المؤهَّلين.

ونقل الفيتوري عن مسؤول كبير بالمؤسسة الوطنية للنفط تحدَّث بشرط السرية: «إنَّ قطاع النفط أُجبر على توظيف ما بين أربعة وستة آلاف شخص منذ العام 2011 معظمهم شباب غير مؤهَّلين للعمل ويفتقرون للخبرات والمهارات».

وأضاف: «الهيئة الوطنية للنفط في حاجة ماسة إلى أفراد مؤهَّلين، خاصة في علم الزلازل والحفر والمسح. وحتى في مكتبة الهيئة التي تعمل كعقل قطاع النفط تم تعيين 11 أمين مكتبة، منهم واحدٌ فقط هو أمين مكتبة بالفعل. معظم مَن تمَّ تعيينهم حديثًا هم ثوارٌ سابقون أو على علاقات قوية بهم».

وقارن الفيتوري بين الإغلاق الواسع للفنادق العالمية والخروج الجماعي للأجانب وزيادة أعداد المهاجرين غير الشرعيين الذين ينتظرون السفر إلى أوروبا عبر ليبيا.

يأس بعد الأمل
وأشار الفيتوري في مقاله إلى أنَّ أحد الأشياء التي يلحظها الزائر هو تحوُّل الأمل إلى اليأس، ونسيان العلم الليبي الذي عاد مع الثورة والذي كان عنوانًا للأمل نحو بلد أفضل.

وقال الفيتوري: «إنَّ ليبيا لازالت تنحدر نحو الفوضى بعد أربع سنوات من الثورة مع توسع سيطرة تنظيم (داعش) على مناطق في ليبيا».

وقال ساكن للفيتوري: «إنَّ عناصر التنظيم تسيطر على كل نقاط التفتيش من تونس والجزائر والسودان وإنَّهم يعاملون الناس باحترام طالما لم يشكوا بانتمائهم لتنظيم آخر».