دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي، أمس الجمعة، إلى إيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا، وقالا إنه من غير المرجح أن يحل التدخل العسكري الأجنبي الأزمة الليبية.
كما حث أوباما، في مؤتمر صحفي مشترك مع رينتسي بعد محادثاتهما في البيت الأبيض، دول الخليج على المساعدة في تهدئة الوضع في ليبيا، قائلاً إن أي عمل عسكري خارجي لن يكون كافيًا للمساعدة في تخفيف التوترات في هذا البلد الذي تمزقه الحرب.
وأوضح أوباما للصحفيين: «سيتعين علينا أن نشجع بعض الدول الخليجية، التي أعتقد أن لها نفوذًا على الفصائل المختلفة داخل ليبيا حتى تصبح أكثر تعاونًا»، وأضاف: «في بعض الحالات شهدنا اشتعال نيران الصراع العسكري بدلاً عن محاولة تهدئتها».
وأعرب أوباما عن قلقه الشديد بشأن ما يجري في ليبيا، مضيفًا أنه لم يناقش مع رئيس الوزراء الإيطالي احتمال تنفيذ ضربات عسكرية من دون طيار، خلال اجتماعهما بالبيت الأبيض.
ووفقًا لوكالة الأنباء الليبية، قال أوباما إنه «لن يكون بوسعنا حل المشكلة بضربات قليلة بطائرات دون طيار، أو عمليات عسكرية محدودة»، وأضاف «سنجمع بين مساعي مكافحة الإرهاب بالتعاون مع إيطاليا وغيرها من الدول، التي تفكر بالشكل ذاته والمساعي السياسية».
من جهته، قال رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي، إن السلام في ليبيا ينبغي أن يتحقق داخليًا بين الأطراف الليبية المعنية بالأزمة.
وكان رئيس الوزراء الإيطالي وصل أول من أمس العاصمة الأميركية واشنطن في زيارة رسمية، حيث قال إنه سيخبر أوباما بضرورة «استمرار جهودنا لإيجاد حل للأزمة الليبية، كما ينبغي العمل لاستقرار منطقة البحر الابيض المتوسط».
رينزي: يستحيل تحقيق السلام في ليبيا بدون إشراك القبائل
وأضاف أن «90٪ من المهاجرين يصلون عبر ليبيا»، مؤكدًا «سنواصل جهودنا لأننا نريد ليبيا موحدة، ونريد وقف عمليات الاتجار بالبشر، فهي مسألة أمنية وعدلية»، وشدد على أنه «يبغي التصدي بصورة مطلقة للصلة بين الاتجار بالبشر والإرهاب».
ونقلت وكالة «آكي» عن رينزي قوله «يستحيل تحقيق السلام في ليبيا بدون إشراك القبائل»، ووصف رينزي إزالة نظام القذافي من سدة الحكم في ليبيا، بأنها «كانت خطوة صائبة»، إلا أنه أردف «لكن المجتمع الدولي لم يكلف نفسه عناء وضع استراتيجية مستقبلية لمرحلة ما بعد القذافي»، وخلص إلى التشديد على أنه «يتعين علينا الآن إجبار الليبيين على تحقيق السلام».
ومن المقرر أن يجتمع أوباما بزعماء السعودية وأعضاء آخرين من مجلس التعاون الخليجي في واشنطن، يومي 13 و14 مايو لبحث عدد من الأزمات في الشرق الأوسط.
تعليقات