انطلقت مساء اليوم الثلاثاء في الجزائر جولة الحوار بين ممثلي أحزاب ونشطاء سياسيين ليبيين، ضمن مسارات الحوار الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ودعم من الجزائر بهدف إيجاد حل سياسي للأزمة في ليبيا.

وحضر الجلسة الافتتاحية لهذا الحوار مبعوث الأمم المتحدة ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا، برناردينو ليون، والوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والأفريقية الجزائري، عبدالقادر مساهل. فيما حضر من الشخصيات الحزبية والنشطاء، محمد صوان من حزب العدالة والبناء، وعبد الحكيم بلحاج رئيس حزب الوطن، و حافظ قدور تحالف القوى الوطنية، وجمعة عتيقة مستقل، عبد الله الفايدي الجبهة الوطنية للإنقاذ، وعبد الحفيظ غوقة مستقل، هشام الوندي مستقل، جمعة القماطي رئيس حزب التغيير، محمد الهوني مستقل، أبوعجيلة سيف النصر مستقل، فيما لوحظ غياب أي تمثيل للمرأة الليبية في الحوار.

وقالت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية «وأج» إن هذا الاجتماع «يندرج في إطار جهود الجزائر الحثيثة من أجل جمع الفرقاء الليبيين حول طاولة الحوار؛ من أجل التوصل إلى حل سياسي يخرج هذا البلد من الأزمة السياسية والأمنية».

وقال الوزير الجزائري، عبدالقادر مساهل، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية، إن الاجتماع «يُعدُّ محطة انطلاق واعدة في جهود الأشقاء الليبيين الذين سيجدون في الجزائر وقيادتها السياسية الرشيدة كل الدعم والاستعداد لتحقيق التوافق الوطني الذي يتطلع إليه الشعب الليبي الشقيق، لاسيما تشكيل حكومة وحدة وطنية».

واعتبر أن ذلك يمثل «حلاً يؤسس لمزيد من الاستقرار ويمكن ليبيا من مكافحة أكثر فعالة ضد الإرهاب». وشدّد على أن «الجزائر التي تجمعها بليبيا الشقيقة علاقات الجوار والتاريخ والكفاح المشترك ضد الاستعمار الغاشم، لم تكن لتبقى مكتوفة الأيدي والأشقاء في ليبيا يكتوون بنار الفتنة ويواجهون أخطر المراحل تهديدًا لوحدتهم الوطنية والترابية»، مؤكدًا أن الجزائر «لن تدخر أي جهد لمرافقة الشعب الليبي في السعي للم شمل أبنائه وتجاوز أزمته».

وأوضح مساهل أن «التطورات الخطيرة التي تعرفها الساحة الليبية والتهديدات الأمنية المعتبرة في المنطقة وما تطرحه من تحديات تحتم علينا جميعًا، لاسيما الإخوة الليبيين، بذل ما في وسعنا في كنف التضامن والتنسيق لمواجهة هذه الأخطار».

وعبّر الوزير الجزائري خلال كلمته عن يقينه بأن حل الأزمة الليبية «هي بيد الليبيين أنفسهم»، مضيفًا أنه «من واجبنا كأشقاء مساعدتهم على إيجاد الحل الذي هم وحدهم يختارونه بكل سيادة واقتدار».

وشدّد على أن الجزائر متأكدة من أن «الأشقاء (في ليبيا) على مختلف توجهاتهم لهم من الحكمة والوطنية والشجاعة اللازمة للاحتكام إلى المصلحة العليا للشعب الليبي الأبي»، مضيفًا أنهم «واعون كل الوعي بأنهم على موعد جديد مع التاريخ كي يبرهنوا كما فعل أسلافهم الأبطال مرارًا، ويضعون اليد في اليد لتقرير مصير بلدهم، هدفهم في ذلك بناء دولة ليبيا الجديدة التي يتوق إليها كل الليبيين».

وأوضح أن مسار الحل السلمي للأزمة الليبية «يتطلب إضافة إلى إرادة وتصميم الفرقاء الليبيين، المزيد من الصبر والمثابرة والحرص على الانخراط بكل إخلاص وصدق في هذا المسار لما تمليه تعقيدات وخطورة الأزمة الليبية وتحدياتها».

وخلص مساهل إلى القول بأن تواجد الإخوة الليبيين بالجزائر «دليل قاطع على تصميمهم للمضي قدما نحو توافق كفيل بالعبور بليبيا الشقيقة إلى بر الأمان»، وفق وكالة الأنباء الجزائرية.

وأثنى الوزير الجزائري في ختام كلمته على «المجهودات القيمة» التي يبذلها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، «قصد تسهيل حوار ليبي شامل يفضي إلى حكومة وحدة وطنية»، مجددًا «دعم» الجزائر التام له.