كشف تقرير صادر عن بعثة خبراء الأمم المتَّحدة بشأن ليبيا في تقييم له عن عملية «فجر ليبيا»، وقال إنه في 13 يوليو من العام الماضي 2014 شنَّت مجموعات مسلّحة من طرابلس ومصراتة هجومًا على مناطق في طرابلس ضد مجموعات مناوئة لها من طرابلس والزنتان.

وأطلق المهاجمون على أعمالهم تلك اسم «عملية فجر ليبيا»، معلنةً أنها تستهدف أساسًا لواءي الزنتان، وهما القعقاع والصواعق. وبعد أسبوعين من اندلاع القتال، حصلت العملية على تعزيزات كبيرة من مصراتة، فتفاقم الوضع سريعًا إلى نزاع مسلَّح امتد إلى العديد من المناطق الغربية.

وأشار التقرير إلى «قيام ميليشيا تطلق على نفسها اسم «جيش القبائل»، وتتألّف أساسًا من مقاتلين ينتمون إلى قبيلة ورشفانة، في 8 أغسطس من العام نفسه بشن هجوم على المعسكر رقم 27 التابع لتحالف فجر ليبيا واستولت عليه».

وأضاف: «وفي الأسابيع التي أعقبت ذلك الهجوم، اجتاحت وحدات المدفعية التابعة لتحالف فجر ليبيا، ووحدات برية من زوارة وطرابلس وزليتن ومصراتة منطقة ورشفانة برمتها، الواقعة جنوب غرب طرابلس، بما فيها مناطق سكنية مكتظة بالسكان».

وأوضح التقرير في الوقت نفسه :«توغّلت تلك الوحدات في الجنوب؛ حيث اشتبكت عدة مرات مع وحدات الزنتان بالقرب من غريان في منطقة جبال نفوسة. وعندما أحكم تحالف فجر ليبيا حصاره على مدينة الزنتان في مطلع أكتوبر، وحاول التفاوض مع سكان مدينتي ككلة ويفرن البربر المهمشين سياسيًا على تأمين سبل الوصول وتقديم الدعم لهم، شنّت وحدات الزنتان هجومًا وقائيًا على ككلة. وبعد قتال عنيف شهدته البلدة الجبلية خلال النزاع الأخير، توقف توغُّل تحالف فجر ليبيا جنوبًا».

تسبب تحالف فجر ليبيا في تفاقم الحالة الأمنية الهشة في محافظة فزان الجنوبية ، وفي شهر ديسمبر من أواخر العام الماضي ، امتد القتال شرقا

وذكر التقرير أنّه بخلاف منطقة طرابلس: «تسبَّب تحالف فجر ليبيا في تفاقم الحالة الأمنية الهشة في محافظة فزان الجنوبية، وفي شهر ديسمبر من أواخر العام الماضي، امتد القتال شرقًا وأعلن تحالف فجر ليبيا أنّه سينفِّذ عملية أطلق عليها اسم (شروق ليبيا) مُتابعة للهجوم الذي شنه على طرابلس، واستهدفت هذه العملية الجديدة، التي شاركت فيها ميليشيات من مصراتة وسرت وقوات درع ليبيا (لواء المنطقة الوسطى)، ميناءي سدرة وراس لانوف النفطيين. وتلقى الهجوم دعمًا سياسيًا ممن تبقى من أعضاء المؤتمر الوطني العام».

وقال التقرير إن :«إطلاق عملية فجر ليبيا والميليشيات التابعة لها أدّى إلى تبديد جُل ما أحرز من تقدم محدود عملية الانتقال السياسي في ليبيا، وأشعل فتيل سلسلة من الأحداث الأخرى التي أدّت إلى تصعيد الوضع، مشيرًا إلى أنّه خلال أسابيع من إطلاق عملية، توقفت الحكومة الليبية عن العمل وغادر البرلمان المنتخب حديثًا العاصمة، وأجلت الأمم المتحدة موظّفيها وعُلقت الرحلات الجوية الدولية وأغلقت معظم السفارات أبوابها؛ مما جعل أي تعاون أو حتى أي حوار أمرًا مستحيلاً في الأمد القصير».

العمليات دمرت مطار طرابلس الدولي والمباني المجاورة له وأدت إلى تدمير 28 طائرة صالحة للعمل أو ألحقت أضرارا بها

وأردف: «تسبَّبت العمليات التي نفذتها قوات فجر ليبيا، بقيامها بأعمال ذات أهداف مُحدّدة، وبالاستخدام العشوائي للقوة، في حدوث أضرار مادية ومؤسسيّة جسيمة أدَّت إلى تشريد أعداد هائلة من السكان».

ونوّه التقرير إلى أنَّ :«العمليات دمَّرت مطار طرابلس الدولي والمباني المجاورة له، وأدَّت إلى تدمير 28 طائرة صالحة للعمل أو ألحقت أضرارًا بها. وعلى مقربة من المطار ضربت عدة صواريخ مستودعًا للوقود قيل إنه كان يحوي 90 مليون طن، فاشتعلت فيه النيران. ووفقًا لما ذكرته مصلحة الطيران المدني الليبي، لحقت بمطار طرابلس الدولي خلال القتال أضرار تفوق قيمتها بليوني دولار».

وأوضح :«عندما استولت قوات فجر ليبيا على المطار في نهاية المطاف في 23 أغسطس 2014، أضرمت فيه النار فألحقت به مزيدًا من الأضرار».وذكر التقرير أنّه حصل على بيانات خطية ومسجّلة بالصوت والصورة تحمّل عددًا من الأشخاص المسؤوليّة عن الهجمات المُتفرِّقة التي استهدفت عدة مدن في ليبيا، من بينهم محمد موسى وعدد من أفراد عائلة السويحلي.