Atwasat

يحدث في ليبيا.. هدر نصف مليون طن من الغذاء سنويا و800 ألف شخص بحاجة لمساعدات

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الأربعاء 13 أبريل 2022, 02:00 صباحا
WTV_Frequency

أضحت ليبيا البلد النفطي، بسكانه السبعة ملايين نسمه ضمن الدول الفقيرة بفعل أزمات لا نهاية لها، بدءا من الوقود والكهرباء، مرورا بنقص السيولة، إلى الغلاء بنوعيه المحلي والمستورد، ليضاف إليها هدر ما يزيد عن نصف مليون طن من الطعام سنويا، وسط ارتفاع مستويات الحاجة وسوء التغذية، إذ يصل عدد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية إلى 800 ألف شخص.

ذلك ما تؤكده تقديرات هيئات ومنظمات تابعة للأمم المتحدة، إذ حذر البنك الدولي من مستويات تبذير الطعام في ليبيا التي وصل فيها حصة الفرد إلى 75 كيلو غرام سنويا، على الرغم من شكاوى أزمة غلاء السلع، وندرة بعض المواد الأساسية من الأسواق، وتحذيرات دولية من تفاقم الوضع خلال أشهر بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.

هدر الطعام وحصة الفرد منها سنويا
ولا تختلف كثيرا نسب إهدار الطعام وسط الليبيين عما هو شائع لدى جيرانها، إذ أن تقديرات ما يتم رميه من الأغذية في ليبيا تصل إلى نحو 513 ألفًا و145 طنًا، حسبما أوضح تقرير للبنك الدولي في إحصاءات نشرها في العام 2021.

وفي تونس تصل تقديرات الهدر في الأغذية إلى مليون وستة أطنان سنويًا. أما مساهمة الفرد سنويًا في إهدار الطعام فهي تصل إلى 76 كيلوغرامًا في ليبيا، و104 كيلوغرامات في اليمن، و100 كيلوغرام في موريتانيا، بينما تتجاوز 90 كيلوغرامًا في تونس والسودان والجزائر ومصر.

- الطبقة الوسطى تتلاشى.. 45% من الأسر الليبية تعيش تحت خط الفقر
- «روشتة» من البنك الدولي لانتعاش الاقتصاد الليبي
- هل تعاني ليبيا أزمة غذائية بعد اتجاه دول الجوار لمنع التصدير؟
- الغلاء يكوي الليبيين: اتهامات للتجار وتحركات حكومية لتخفيف المعاناة

يحدث هذا في ليبيا وفي شهر رمضان، الذي يعد استثنائيًا هذا العام بالنسبة لليبيين، إذ تصطف طوابير ممتدة لمواطنين بحثًا عن اقتناء مواد استهلاكية مفقودة في الأسواق على غرار زيت الطعام والطحين، وإن عُثر عليها فسعرها زاد هذا العام بنسبة 54% مقارنة بالعام الماضي.

ويتكرر هدر الطعام يوميًا وهو سلوك اجتماعي مستهجن يسجل انحرافا عن حكمة الصوم في شهر رمضان، فضلا عما يسببه من ارتفاع فاتورة الواردات من الغذاء إلى مستويات قياسية. رغم ارتهان الدولة لاستيراد كل ما يؤكل تقريبًا حتى الخضر والفواكه التي سيكون لقرار تونس منع تصديرها، هذا الأسبوع، تأثير محسوس على سلوك المستهلكين والأمن الغذائي.

50 مليار دولار قيمة هدر الغذاء في المنطقة
 وإجمالًا تقدر الخسائر على مستوى الغذاء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بـ250 كيلوغرامًا للفرد الواحد في العام، حسب تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة، وهو ما يمثل 50 مليار دولار بالنسبة لجميع بلدان المنطقة سنويًا. ويتبين أنه ما بين 14 و19% من إنتاج الحبوب في المنطقة العربية يتم هدره، ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن المنطقة تشهد هدر 16% من الخضر و45% من الفواكه و13% من اللحوم و28% من الأسماك و18% من الحليب، حسب البنك الدولي.

ومن المفارقات أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، التابع للأمم المتحدة، كشف في تقريره لشهر أبريل 2022 أن عدد المحتاجين إلى مساعدات إنسانية في ليبيا يصل إلى 800 ألف شخص، وهو أقل بنسبة 36% من عددهم البالغ 1.3 مليون شخص محتاج في العام 2021

ومع ذلك فإن هذا الرقم كبير، إذ قدر عبر إعادة حساب السكان المستهدفين أن 211 ألف شخصًا سيحتاجون إلى مساعدة إنسانية عاجلة خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2022. ويتطلب ذلك ما مجموعه 75 مليون دولار أميركي للبرامج الإنسانية في العام 2022 حتى نهاية مايو

«يونيسف» تحذر من تفاقم سوء التغذية لدى الأطفال
بدورها أكدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، أنه بعد مضي ستة أسابيع على بدء الحرب في أوكرانيا، من المتوقع أن تتفاقم حدة سوء التغذية لدى الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بما فيها ليبيا.

وربطت «يونيسف» بين حلول شهر رمضان وتعطل وصول الواردات بسبب النزاع إلى نقص المواد الغذائية وسط ارتفاع أسعار السلع الأساسية، بما في ذلك القمح وزيوت الطعام والوقود. وإذا استمر هذا الوضع، فإنه «سيؤثر بشكل كبير على الأطفال، خاصة في ليبيا ومصر ولبنان والسودان وسورية واليمن، التي يعتبر بعضها مراكز جوع وفقًا لتقييمات أُجريت قبل أزمة أوكرانيا، حيث كانت تلك الدول تعاني أصلًا النزاعات أو الأزمات الاقتصادية أو الزيادة الحادة في أسعار الأغذية العالمية في العام 2021». حسب المنظمة.

وتقول المديرة الإقليمية للمنظمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أديل خضر، إن المنطقة «تشهد بالتزامن مع استمرار النزاعات وعدم الاستقرار السياسي وجائحة «كوفيد-19» وأزمة أوكرانيا، ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية، إلى جانب انخفاض القوة الشرائية، ومن المرجح أن يشهد عدد الأطفال الذين يعانون سوء التغذية زيادة حادة».

بنوك الطعام.. ونصائح «فاو»
 وفي رأي منظمات حماية المستهلك فإن مواجهة هدر فضلات الطعام ومنع تأزم مشكلة ندرة الغذاء يتطلب سن مبادرات كان لها صدى ايجابي في عدة دول مثل بنوك الطعام في الهند ومصر وباكستان التي تعمل بنجاح. ومبادرة أخرى «حفظ النعمة» في دبي لضمان وصول فائض الطعام من الفنادق وحفلات الإفطار والأسر إلى المحتاجين بدلًا عن رميه في مكب النفايات.

بدورها وضعت منظمة الأغذية والزراعة «فاو» ست نصائح وإرشادات رئيسية للحد من إهدار الطعام، على رأسها الواقعية، بمعنى أن يقوم الشخص بالتخطيط المسبق قبل إعداد الطعام، ولا يجب أن يعد الشخص الطعام لنحو 50 شخصًا إذا كان من سيأتي لتناول العشاء خمسة أشخاص فقط. والنصيحة الثانية، تبريد بقايا الطعام أو إعطاؤها للضيوف، في حال قمت بطبخ الكثير من الطعام، وشجع الضيوف على أخذ بعضه معهم، وضع ما تبقى على الفور في الثلاثة ليوم آخر، ويجب عدم ترك الطعام في درجة حرارة الغرفة لمدة تزيد على الساعتين.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
سقوط نخلة على أسلاك كهرباء في صبراتة
سقوط نخلة على أسلاك كهرباء في صبراتة
جوناثان واينر: بناء روسيا قاعدة بحرية في ليبيا خطر على الأمن القومي الأميركي
جوناثان واينر: بناء روسيا قاعدة بحرية في ليبيا خطر على الأمن ...
اتفاق على اتخاذ «إجراءات» لتمديد تأشيرة دخول الليبيين إلى ماليزيا
اتفاق على اتخاذ «إجراءات» لتمديد تأشيرة دخول الليبيين إلى ماليزيا
ضبط سيارة صدمت فتاة في طرابلس
ضبط سيارة صدمت فتاة في طرابلس
تحذير من منخفض صحراوي جديد يضرب الجنوب الليبي
تحذير من منخفض صحراوي جديد يضرب الجنوب الليبي
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم