قال الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، إن ليبيا يمكن أن تبنى مرة أخرى بطريقة ديمقراطية، لكنها بحاجة إلى انتخابات من الصفر شرط توفر «الإرادة السياسية»، مجددا رفض بلاده وجود المرتزقة أيا كانوا بالقرب من الحدود.

وأشار الرئيس تبون خلال محادثات مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بمقر رئاسة الجمهورية الجزائرية، مساء الأربعاء، إلى الوضع الإقليمي المشتعل قائلا لضيفه الأميركي «نحن محاطون بدول لا تشبهنا كثيرا باستثناء تونس بينما ليبيا تشهد اضطرابا إلى جانب منطقة الساحل بأسرها مثل تشاد وبوركينا فاسو ومالي والنيجر» حسب الكلمة التي نقلتها وزارة الخارجية الأميركية.

تبون يبلغ بلينكن رفضه وجود المرتزقة في ليبيا
وفيما يتعلق بالتدخل الأجنبي في ليبيا، أبدى الرئيس تبون رفضه لوجود المرتزقة أيا كان مصدرهم، مردفا بالقول «نحن لا نقبلهم في أي مكان بالقرب من حدودنا». وتوجه الرئيس تبون بانتقادات لأولئك المتشبثين بالسلطة بعدما قاد جهودا حتى «يتمكن الليبيون من التعبير عن أنفسهم، وقد مر عامان حتى الآن ونحن نكافح من أجل هذه الانتخابات في ليبيا». وتوصل إلى استنتاج مفاده أن الأشخاص الذين تم انتخابهم لا يمثلون أحدا، ففي كل مرة يتم إجراء انتخابات، فإنهم يمثلون أنفسهم فقط.

- بلينكن: واشنطن والجزائر تعملان لدفع انتقال ديمقراطي في ليبيا وتحقيق هدفين
- بلينكن يصل الجزائر على وقع حرب أوكرانيا وأزمة إمدادات الطاقة لأوروبا
- بلينكن: واشنطن والرباط تتعاونان بشكل وثيق مع قضية ليبيا

وأسوأ ما في الأمر هو وجود قوى تتدخل في ليبيا عبر حروب بالوكالة، وعندما نواجه مثل هؤلاء الخصوم الأقوياء، فليس الأمر متروكا لليبيين لطردهم بل يمكن أن يكون الحل من خلال الأمم المتحدة يضيف الرئيس الجزائري.

ليبيا بحاجة إلى انتخابات من الصفر
ويرى تبون أنه «إذا أرادت ليبيا أن تُبنى مرة أخرى بطريقة ديمقراطية، فنحن بحاجة إلى انتخابات من الصفر»، حيث عرض مساعدة الجزائر في تنظيمها، وهو الأمر الذي يراه «ممكنا للغاية ويحتاج فقط إلى الإرادة السياسية للقيام بذلك لننتهي بمجلس منتخب، وبعد ذلك يمكن للجميع المساعدة في إعادة بناء ليبيا عبر البرلمان والحكومة والرئيس».

وأرجع الرئيس الجزائري تفاقم تدهور الأوضاع في المنطقة إلى سقوط ليبيا وتدفق الأسلحة إلى منطقة الساحل حيث يمكن للجميع رؤية ما حدث والذي لم يوقفها أحد حتى جاءت عملية «برخان» الفرنسية لمنع الإرهابيين من الاستيلاء على باماكو.

الجزائر تعارض مسارات «السياحة السياسية» في ليبيا
وفي وقت سابق خلال مداخلة لوزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، في جلسة بعنوان «بناء الاستقرار في ليبيا»، بـ«منتدى الدوحة 2022» الدولي سجل «بكل وضوح معارضتنا لما أضحى يُعرف بمسارات السياحة السياسية، والتي يحاول مروجوها من خلالها البحث عن دور إقليمي وهمي على حساب المصالح الرئيسية للشعب الليبي الشقيق».

ودعا لعمامرة إلى «تفادي تعدد المسارات وتضاربها»، مشددا على أنه «من الأهمية خاصة في المرحلة الحالية، تفادي تعدد المسارات والمبادرات التي من شأنها إضعاف الدور المحوري للأمم المتحدة».

لقاء الرئيس عبدالمجيد تبون مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والود المرافق له، الأربعاء 30 مارس 2022. (الرئاسة الجزائرية)