اتهم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مجموعة «فاغنر» شبه العسكرية الروسية بنهب موارد ليبيا منذ سنوات، محذرًا من تغلغل هذه المجموعة التي تضم مقاتلين مرتزقة في القارة الأفريقية وخصوصًا منطقة الساحل.

جاء اتهام ماكرون لمجموعة «فاغنر» خلال حديثه في مؤتمر صحفي عقده أمس الخميس، وأعلن خلاله انسحاب القوات الفرنسية من مالي إثر تعزيز السلطة الانتقالية هناك علاقاتها مع روسيا ما تسبب في أزمة عميقة بين باماكو وباريس.

وقال ماكرون للصحفيين عن مقاتلي «فاغنر» إن «هؤلاء المرتزقة موجودون منذ سنوات في ليبيا لأخذ الموارد وما يجب أن يعود للشعب الليبي (...) هم متواجدون منذ سنوات في جمهورية أفريقيا الوسطى مع انتهاكات مروعة ضد السكان المدنيين».

وعلى مدى السنوات القليلة الماضية تعزز وجود المجموعة الروسية شبه العسكرية في عدة دول بالقارة الأفريقية، وهو ما أزعج العواصم الغربية التي تندد بتنامي النفوذ الروسي في القارة الأفريقية.

عقوبات أوروبية على «فاغنر» بسبب زعزعة الاستقرار في ليبيا ودول أفريقية
وهذا هو الاتهام الأول الذي يوجه من فرنسا لمجموعة «فاغنر» بشأن أنشطتها السلبية في ليبيا، رغم الدعم العسكري الذي قدمته باريس والمجموعة شبه العسكرية الروسية لقوات القيادة العامة خلال السنوات الماضية.

- «فرانس 24»: هل تنشر «فاغنر» عناصرها في مالي؟.. وما هي علاقة ليبيا؟
- «طباخ بوتين»: ثلاث شخصيات قوية فقط في ليبيا والباقي مجرد «دمى»
- روسيا ترد على تقرير تقصي الحقائق بشأن تورطها في ليبيا

وفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عديدة على مجموعة «فاغنر» الروسية، كان أحدثها في ديسمبر 2021، عندما أقر عقوبات على المجموعة الروسية شبه العسكرية منها منع المعاقبين من الحصول على تأشيرات سفر، وتجميد أصولهم في دول الاتحاد. وشملت العقوبات مجموعة «فاغنر» الروسية وثمانية أشخاص وثلاث شركات مرتبطة بها بسبب «ممارساتها المزعزعة للاستقرار» في عدة دول من بينها ليبيا.

وسبق للاتحاد الأوربي أن أقر في يناير 2020، عقوبات على رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوزين، الذي يلقب بطباخ الرئيس فلاديمير بوتين، والمقرب منه، لوجود صلات مالية وغيرها تجمعه بشركة «فاغنر» العسكرية الخاصة.

وتقول وسائل الإعلام الغربية إن رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوزين تحول خلال سنوات قليلة من «متعهد مطابخ» للجيش الروسي، إلى «متعهد حروب خاصة»، فكان له دور في الحرب الأوكرانية، وانتقل الآن إلى دور لافت في عدة بؤر توتر في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وتشير تقارير غربية إلى أن بريغوزين هو الممول الأول لـ«قوات فاغنر»، التي تتولى تدريب وتمويل مجموعة من المرتزقة الروس ينشطون في سورية وشرق أوكرانيا والسودان وحتى ليبيا.

الولايات المتحدة تتهم «فاغنر» بزعزعة الاستقرار في ليبيا
كما تتهم الولايات المتحدة مجموعة «فاغنر» الروسية بالعمل عبر مقاتليها المرتزقة بالعمل على زعزعة الاستقرار في ليبيا ودولة أفريقية منا السودان وأفريقيا الوسطى. وفي فبراير الماضي، حذر قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا «أفريكوم»، الجنرال ستيفن ج. تاونسند، من أن وجود مقاتلي هذه المجموعة في القارة سيتسبب في مزيد من الضرر.