عبر نشطاء ونواب وسياسيون ليبيون عبر صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي عن «خيبة أملهم» و«غضبهم» من مداولات مجلس النواب بشأن تأجيل الانتخابات، بعدما انتهت جلسة، أمس الإثنين، دون إعلان موعد جديد للاستحقاق، الذي لم يُجر في موعده المقرر سابقًا في 24 ديسمبر الجاري.

ففي الوقت الذي رفض فيه بعضهم الاتجاه إلى تشكيل حكومة جديدة قبل إعلان «سلطة شرعية منتخبة»، انتقد آخرون أداء مجلس النواب وحملوه مسؤولية «الفشل» في إجراء الاستحقاق في موعده، محذرين من سياسته في «خلط الأوراق»، فيما اتفقوا جميعًا على المطالبة بسرعة تحديد موعد جديد للانتخابات.

دعوات بتحديد موعد جديد للانتخابات
واستعرضت جلسة مجلس النواب، أمس، تقارير اتسمت بطابعها «السري» عن «تهديدات ومخاطر تواجه العملية الانتخابية»، وانتهت الجلسة إلى ثلاثة قرارات من بينها تأكيد المجلس أن المفوضية العليا للانتخابات «لم تخاطبه» بشأن تأجيل موعد الاستحقاق إلى 24 من يناير المقبل، وتشديده على استمرار لجنة خارطة الطريق في عملها، واستدعاء رئيس وأعضاء المفوضية العليا للانتخابات للاستماع إليهم في الجلسة المقبلة حول كل هذه العراقيل والتقارير، إضافة إلى التصويت على اعتبار سفيرة المملكة المتحدة شخصية غير مرغوب فيها.

ودعا النائب عن مدينة بنغازي والمستقيل منذ 2016، يونس فنوش، إلى «العودة إلى حراك لا للتمديد»، رافضًا تشكيل حكومة جديدة قبل انتخاب سلطة جديدة، مطالبًا بضرورة تحديد موعد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

وقال فنوش: «أي حديث عن حكومة جديدة يشكلها مجلس النواب الحالي مرفوض تمامًا، ولن نعترف إلا بحكومة تشكلها سلطة شرعية جديدة منتخبة»، مضيفًا: «نحن اليوم أمام نقطة تاريخية حاسمة (...) في ضوء ما تابعناه اليوم في مجلس النواب، لا أرى حلا إلا في العودة إلى حراك لا للتمديد».

بدوره، طالب السفير السابق، إبراهيم قرادة، أعضاء مجلس النواب بـ«اقتناص الفرصة النادرة»، لإطاحة «رئيس المجلس»، و«انتخاب بديل... كخطوة ضرورية لكسر الحلقة الجهنمية المفرغة لتدوير واستطالة الأزمة الليبية».

نكتة أبريل
فيما قال المحلل السياسي، فرج فركاش، ساخرا من وقائع الجلسة، «المراقب والمتابع لجلسة مجلس النواب يأخذ انطباعا أنهم كلهم كانوا يبوا انتخابات ومتأسفين على عدم انعقادها»، وأضاف: «لو ما كانش شهر ديسمبر لاعتقدت أنها نكتة أبريل!».

- النويري يعلن مقترحات النواب بشأن مستقبل العملية الانتخابية
-بليحق: مجلس النواب اطلع على تقارير سرية.. واتخذ 3 قرارات بشأن الانتخابات
- مجلس النواب يعلق جلسته إلى الأسبوع المقبل

أما أستاذة العلوم السياسية بجامعة بنغازي، عبير أمنينة، فرأت أن مجلس النواب «تنصل» من «مسؤوليته» عن الفشل في إجراء الانتخابات في موعدها، وقالت: «مجلس النواب ألبس المفوضية فشله (...) وتحدث بفجاجة عن مطالب الشارع»، وطالبت بضرورة إجراء انتخابات برلمانية عاجلة.

في حين قال الكاتب إبراهيم إحميدان: مجلس النواب «يقتل الانتخابات ويبكي في جنازتها»، أما المرشح للانتخابات البرلمانية عن مهجري بنغازي، عبد الجواد البدين، فقال: «لو لم يكن لمجلس النواب من السلبيات إلا فشله في ملف الانتخابات وإخفاقه في الانتقال الديمقراطي لكان ذلك كافيًا في فقدان مشروعيته، و قادحًا في أهليته، فما بالك بأن العقد الذي بيننا وبينه قد انتهى مدته ونحن لا نرغب في تمديد هذا العقد».

وحذر المدون محمد أبو صبيع من محاولات مجلس النواب «تضييع الوقت» وقال: «أية محاولة من قبل المجلس لخلط الأوراق وتضييع الوقت من خلال تغيير مجلس المفوضية (الوطنية العليا للانتخابات) أو رئيسها مصيرها الفشل حتى لو كان هناك اتفاق مع مجلس الدولة».

وأضاف: «رغم كل انتقاداتنا للمفوضية وتحذيرنا لها بعدم الانسياق وراء العبث البرلماني ومجاراته في قراراته غير المشروعة، إلا أن المحافظة عليها في هذه المرحلة مهم جدًّا؛ لأن الهدف من هذا التغيير أساسًا إغراق الانتخابات وليس إنقاذها».

حكومات محلية بالأقاليم
من جانبه، طالب نائب رئيس الحزب الاتحادي الوطني، عبدالرازق بالرايس علي، أعضاء المجلس بأن تكون هناك «حكومات محلية بالأقاليم»، وليس تشكيل حكومة جديدة، وأوضح قائلا: «لكي لا يحدث للأقاليم ما حدث أيام حكومة (فائز) السراج وحكومة (عبدالحميد) الدبيبة التى استأثرت بالمال والسلطة من مصراتة إلى الزاوية».

وتحدث عضو لجنة الحوار السياسي الليبي، أحمد خليل الشركسي، عن محاولة مجلس النواب «خلط الأوراق»، وقال: «النواب يحاولون تسويق أن الشعب يريد الانتخابات والمصالحة وتوحيد الجيش، لربط الثلاثة ببعضهم ولتبرير صعوبة إجراء الانتخابات الآن». وأضاف: «الحقيقة أن الشعب يريد الانتخابات لإزالتكم وتغييركم لكي يتمكن من تحقيق المصالحة وتوحيد المؤسسات، لن تتم هذه الثلاثية وأنتم موجودون».