Atwasat

كاتب ليبي يرصد تطور الحركة الفيدرالية

القاهرة - بوابة الوسط السبت 06 سبتمبر 2014, 02:21 مساء
WTV_Frequency

رأى الكاتب الليبي محمد الجارح، في مقال بموقع «أتلانتيك كاونسيل»، يرصد تطور الحركة الفيدرالية الليبية، أن الحاجة لعملية سياسية في ليبيا انتقلت من الضرورة إلى الحاجة الملحة والعاجلة.

وتوقع الجارح أن العداءات الأخيرة قد تسبب وقيعة من خلال مجموعات أخرى قررت سابقًا الانخراط سياسيًا، ومن الحركات التي قد تعاني هي الحركة الفيدرالية.

رصد المقال ما قال إنه تحول الحركات الفيدرالية بين المراحل العنيفة وغير العنيفة منذ ظهورها في ليبيا، وتعرضهم لهجمات سياسية وجسدية منذ وحد مجلس برقة الانتقالي آلاف الرموز القبلية والسياسية والعسكرية وطالبوا بحكم فيدرالي بناء على دستور العام 1951 عندما كانت ليبيا مقسمة إلى ثلاث مناطق، واتهام رئيس مجلس النواب حينها، مصطفى عبدالجليل، لهم بمحاولة تقسيم البلاد، وما تبعه من هجوم مضادي الفيدرالية على مظاهرات داعميها، بحسب المقال.

تحول الفيدراليين
يقول الجارح: «إن سلطات ليبيا المركزية فشلت في إشراك الفيدراليين بشكل بناء أو تقديم ضمانات للعملية السياسية الشاملة، وعلاوة على ذلك قلت الثقة مع سيطرة القوى الإسلامية بطرق غير ديمقراطية وباستخدام التشكيلات المسلحة لتؤثر على العملية السياسية وتمرر قانون عزل سياسي مثير للجدل».

وأكد أن فشل الخيار العسكري للفيدراليين أدى إلى تحول سياساتهم إلى المشاركة الرسمية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة والتي حققوا فيها ما يقرب من نصف المقاعد المخصصة لبرقة وفقًا لعصام الجهاني، وكان هذا الانتصار عاملاً من عوامل اتفاق الفيدراليين مع الحكومة المركزية من أجل إنهاء الحصار على موانئ النفط.

استغلت الحركة الفيدرالية زخم هذه المكاسب السياسية ليترشح أبوبكر بعيرة أحد مؤسسي التيار الفيدرالي لرئاسة مجلس النواب، وعلى الرغم من خسارته لحساب عقيلة صالح، إلا أن الفارق الضئيل بينهما أحيا فكرة أنه باستطاعة الفيدراليين منافسة الأفكار الأخرى من خلال السياسة، وعارض أبوبكر بعيرة نفسه اتجاه الجضران المسلح لحل النزاع السياسي، واصفًا إياه بالمضر وذي النتائج العكسية لقضية الفيدراليين في ليبيا.

الصراع الدائر
أما عن الصراعات الأخيرة، فيرى الجارح أنها تنبع من ردود فعل الإسلاميين وحلفائهم من مصراتة تجاه خسارتهم الضخمة في الانتخابات البرلمانية واختيارهم التهرب من العملية السياسية.

 ووفقًا للجراح قد يشجع ذلك على مزيد من العنف ويقوي فصيل الفيدراليين المسلح بقيادة الجضران والمقتنع بصحة خياره المسلح لمواجهة عدم يقين العملية السياسية، وذلك بالإضافة لأثر خطورة الإسلاميين على الليبيين وكرامة الدولة، وإذا استمرت جماعة الجضران بخطابها نفسه فسوف توسع فجوة الثقة ويزيد احتمال العودة لاستخدام القوة والتوجه نحو حرب أهلية.

وحذّر الجارح من أن دعوة المؤتمر للانعقاد وتكوين حكومة يهددان بانقسام جوهري في البلد، كما أن عاطفة فيدرالية قوية قد تدفع القبائل والفصائل المسلحة في شرق ليبيا للمطالبة بمزيد من التأثير وأن تدفع من أجل الحصول على مزيد من السلطة.

ظهرت الحركة الفيدرالية كمثال مليء بالأمل لجماعة سياسية كان بإمكانها اختيار طريق العنف، ولكن بدلاً عن ذلك اختارت أن تمثل إحدى ركائز الأجندة القومية في ليبيا ما بعد الثورة، ولكن من أجل التقدم للأمام، على الحركة الفيدرالية في ليبيا أن تصبح أكثر تماسكًا وتنظيمًا لكي تقوم بدور فاعل في المشهد السياسي الليبي، وسيكون على قواد الحركة الاتفاق على الالتزام بالعملية السياسية وتشجيع الآخرين للقيام بالمثل.

واختتم الجارح مقاله قائلاً: «إن الفشل قد يجعل من الفيدرالية منظورًا غير ذي صلة في سياق دولة فاشلة».

 

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ورشة عمل لتمكين القيادات النسائية بالوزارات في طرابلس
ورشة عمل لتمكين القيادات النسائية بالوزارات في طرابلس
خطة أمنية «دائمة» لمدينة الكفرة والحد من النازحين السودانيين
خطة أمنية «دائمة» لمدينة الكفرة والحد من النازحين السودانيين
المقريف: باقات «اتصالات وإنترنت» مجانية ومدعومة لقطاع التعليم
المقريف: باقات «اتصالات وإنترنت» مجانية ومدعومة لقطاع التعليم
المصرف المركزي يطبع «أوراق بنكنوت» بخمسة مليارات دينار
المصرف المركزي يطبع «أوراق بنكنوت» بخمسة مليارات دينار
حكومة حماد تتمسك بتفعيل الاتحاد المغاربي بدُوله الخمس دون إقصاء
حكومة حماد تتمسك بتفعيل الاتحاد المغاربي بدُوله الخمس دون إقصاء
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم