Atwasat

«فرانس برس»: باب العزيزية من مقر القذافي إلى ملجأ العائلات الليبية الباحثة عن سكن

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 23 يونيو 2021, 01:27 صباحا
WTV_Frequency

سلط تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية الضوء على تحول مجمع باب العزيزية من مقر حكم الرئيس الراحل معمر القذافي، إلى ملجأ يضم عشرات الأسر، وذلك بعدما دمر بشكل شبه كامل غداة سقوط نظام القذافي العام 2011، مؤكدا أنه «تحول اليوم إلى رمز لأزمة السكن في طرابلس».

وتعلو خزانات الماء واللاقطات الهوائية المجمع، المحاط بسياج معدني سميك، فأمام الباب الأمامي، حركة سيارات، بينما يلعب في الداخل شبان ليبيون كرة القدم.

ويضيف التقرير أن الضربات الجوية لحلف شمال الأطلسي سوت أجزاء من المجمع بالأرض العام 2011، وتعرّض المكان للنهب، وصار قسم كبير منه خرابا، لكن محيطه تحول إلى حي سكني حقيقي تقطنه عائلات من دون مساكن.

وتعيش هذه العائلات في عشرات المنازل الصغيرة التي كانت تأوي عسكريين، وفي بيوت أوسع كان يقطنها ضباط كبار، أضيفت إلى بعضها مآرب وملحقات أخرى شيدت بشكل بدائي.

يقول بشير (68 عاما)، إن مئات الليبيين جاؤوا بعد سقوط نظام القذافي للإقامة في المنطقة التي كانت مخصصة للعسكريين، ويعيش هو نفسه منذ 2012 في منزل مساحته 400 متر مربع قام بتجديده.

ويضيف الرجل بينما يدخن سيجارة: «لا يمكنني أن أشكو، (لكنه) كلفني كثيرا، كان المنزل محروقا، وتطلب الأمر مني عاما لتجديده».

أبنية فوضوية تكاثرت على امتداد السنين
وشيد المجمع في بداية الثمانينات على امتداد ستة كيلومترات وجرى تحسينه إثر القصف الأميركي العام 1986، وكان مخصصا لإقامة القذافي كما كان المقر العام لنظامه.

ويقع باب العزيزية في الضاحية الجنوبية الغربية للعاصمة طرابلس، وهو يحوي أيضا حديقة حيوانات ومسبحا وثكنة وحتى خيما، إذ كان القذافي يتبع أسلوب حياة بدوي.

وبعد سقوط النظام، فكرت السلطات الانتقالية في تحويله إلى منطقة خضراء تحوي منتزها ترفيهيا ونصبا يخلد ذكرى الشهداء، «لكن الفوضى السياسية كبحت المشروع»، بحسب وصف تقرير «فرانس برس».

والعائلات المقيمة في المكان مهددة بالإخلاء، في وقت تعمل الجرافات في طرابلس على هدم أبنية فوضوية تكاثرت على امتداد السنين.

ووفق معلومات حصلت عليها وكالة «فرانس برس»، تعتزم السلطات تحويل المجمع إلى منتزه.

- «حصون القذافي»: مساكن عشوائية وسوق للحيوانات

ويقول حسن غاضبا «لن أغادر»، مشيرا إلى إنفاقه ما يوازي 27 ألف يورو لتجديد المنزل الذي يقطنه، مضيفا: «المساكن نادرة والأشغال متوقفة والأسعار ملتهبة».

ويتابع: «قبل الثورة، كان السكن متاحا في ظل عدد سكان أقل (في طرابلس).. أما اليوم فصارت شقة صغيرة تكلف في حدود 400 ألف دينار (75 ألف يورو).. من أين نأتي بالمال؟».

من الصعب الحصول على سكن لائق 
ويرى الخبير الاقتصادي كمال المنصوري، أن «الأوضاع الأمنية المضطربة تسببت في مغادرة جل الشركات الأجنبية التي كانت تنفذ أكثر من 200 ألف وحدة سكنية قبل العام 2011».

ويضيف أنه في ظل «نمو مضطرد للسكان إلى جانب الضغط على المدن الكبرى، بسبب موجات النزوح المتكررة جراء المعارك، أصبح من الصعب الحصول على سكن لائق».

وشهدت طرابلس ضغطا سكانيا بسبب المعارك في محيطها والتي دفعت عشرات آلاف العائلات إلى النزوح.

ويقول علي قلفاط، وهو صاحب وكالة عقارية في طرابلس، إن تكلفة بناء منزل تضاعفت خلال عشرة أعوام.

ويضيف أنه فيما «كان متوسط الإيجار بين 500 وألف دينار في مناطق تحظى بالخدمات الجيدة، فإن اليوم استئجار منزل أو شقة في مكان يحظى بالخدمات في العاصمة يكلف أكثر من ألفي دولار».

صورة تعود لعام 2011 لمقر القذافي السابق في «باب العزيزية» بطرابلس (أ ف ب)
صورة تعود لعام 2011 لمقر القذافي السابق في «باب العزيزية» بطرابلس (أ ف ب)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ورشة عمل لتمكين القيادات النسائية بالوزارات في طرابلس
ورشة عمل لتمكين القيادات النسائية بالوزارات في طرابلس
خطة أمنية «دائمة» لمدينة الكفرة والحد من النازحين السودانيين
خطة أمنية «دائمة» لمدينة الكفرة والحد من النازحين السودانيين
المقريف: باقات «اتصالات وإنترنت» مجانية ومدعومة لقطاع التعليم
المقريف: باقات «اتصالات وإنترنت» مجانية ومدعومة لقطاع التعليم
المصرف المركزي يطبع «أوراق بنكنوت» بخمسة مليارات دينار
المصرف المركزي يطبع «أوراق بنكنوت» بخمسة مليارات دينار
حكومة حماد تتمسك بتفعيل الاتحاد المغاربي بدُوله الخمس دون إقصاء
حكومة حماد تتمسك بتفعيل الاتحاد المغاربي بدُوله الخمس دون إقصاء
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم