كشفت الحكومة المالطية عن تفاصيل اتفاق مع حكومة الوفاق، لإنشاء وحدات لتنسيق عمليات مكافحة الهجرة غير الشرعية، من المقرر أن تبدأ نشاطها في غضون أسابيع.

واختتمت زيارة مفاجئة والأولى من نوعها لرئيس الوزراء المالطي روبرت أبيلا، ووزير الشؤون الداخلية بايرون كاميليري، ووزير الخارجية إيفاريست بارتولو، إلى طرابلس الخميس، توجت بتوقيع مذكرة تفاهم في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج.

السراج ورئيس وزراء مالطا يوقعان مذكرة تفاهم لمكافحة الهجرة ويبحثان عملية «إيريني»

وبتوقيع مذكرة التفاهم وافقت مالطا وحكومة الوفاق على إنشاء وحدة تنسيق في كل بلد للمساعدة في عمليات مكافحة الهجرة غير الشرعية.

وتنص الاتفاقية أيضًا على دعم مالطا ليبيا، عندما يتعلق الأمر بالمساعدة المالية من خلال الإطار المتعدد خلال السنوات القادمة.

وقالت مصادر دبلوماسية لجريدة «تايمز أوف مالطا»، إن الاجتماع عقد بعد تغير في نهج العلاقات بين مالطا وليبيا.

ودارت المناقشات حول ضرورة دفع الاتحاد الأوروبي لمساعدة ليبيا على تدريب خفر السواحل والحصول على تمويل لمراكز الاستقبال التي تديرها الأمم المتحدة، وكذلك بناء إستراتيجية واقعية لإبطاء تدفق المهاجرين إلى ليبيا.

وقال مصدر آخر: «لقد كان لقاءً إيجابيا على الرغم من أن ذلك بالطبع لا يعني أننا قمنا بحل مشكلة الهجرة»، مضيفا أن مالطا تريد أن تكون جسر ليبيا إلى الاتحاد الأوروبي، إذ تعول على وقف الاتجار بالبشر وكذلك إنقاذ الأرواح في البحر.

وتحاول فاليتا بناء جسور جديدة مع السلطات الليبية، لوقف تدفق المهاجرين الذين يغادرون سواحلها.

وفي بيان صدر في وقت لاحق الخميس، قالت الحكومة المالطية إن أبيلا أكد خلال الاجتماع، موقف بلاده بشأن ضرورة معالجة ووقف الاتجار بالبشر، مضيفا أنها تواجه تدفقات وأعباء غير مسبوقة.

800 ألف مهاجر في ليبيا
وبحسب أبيلا فإن الحل يكمن في العمل الملموس على السواحل الليبية وحدودها الجنوبية، وذلك من خلال معالجة ووقف الاتجار بالبشر بدلاً من التركيز فقط على نقل المهاجرين إلى دول أخرى.

بدوره قال السراج إن 800 ألف مهاجر موجودون حاليا في ليبيا، وأن البلاد بحاجة إلى نهج شامل وطويل الأمد وشامل لمعالجة الأزمة.

وارتفعت أعداد قوارب المغادرة للساحل الليبي والمحملة بالمهاجرين باتجاه أوروبا، بعدما أشارت منظمة «هاتف الإنقاذ» إلى إنقاذ البحرية المالطية البارحة 75 مهاجرا، يعتقد أنه سيتم إيواؤهم على متن سفينة سياحية قبالة سواحل البلاد، شأنهم شأن 350 آخرين موجودين هناك على متن ثلاث سفن.

وطالبت مالطا في منتصف أبريل الماضي الاتحاد الأوروبي بإطلاق «مهمة إنسانية» وبشكل فوري للمساعدة في وقف تدفق المهاجرين من ليبيا، بعدما أغلقت موانئها أمام استقبال المهاجرين، كما إيطاليا بسبب تفشي فيروس «كورونا المستجد».