Atwasat

«دويتشه فيله»: الانسحاب الأميركي المحتمل من دول الساحل يثير مخاوف أمنية على الحدود الليبية

القاهرة - بوابة الوسط السبت 01 فبراير 2020, 12:46 مساء
WTV_Frequency

تدور التساؤلات عن الأمن في ليبيا لا سيما في الحدود الجنوبية والغربية، بعد ما ذكرت صحف أميركية أن واشنطن ستسحب قواتها العسكرية من دول منطقة الساحل الأفريقي.

وقال الموقع الإلكتروني لإذاعة «دويتشه فيله» الألمانية في تقرير اليوم، السبت، إن الانسحاب المحتمل للقوات الأميركية من منطقة الساحل الأفريقي يزيد من المخاوف بشأن انعكاسات هذه الخطوة على المستوى الأمني في شمال أفريقيا، خصوصا الحدود الليبية، كما تثير هذه الخطوة قلقا فرنسيا.

ستة آلاف جندي
جريدة «نيويورك تايمز» تحدثت عن الانسحاب المحتمل من منطقة الساحل التي تنشط فيها العديد من الجماعات الإسلامية المسلحة؛ بينما تنشر الولايات المتحدة نحو ستة آلاف جندي في أفريقيا، وأسست ما يسمى بـ«أفريكوم»، وهي الوحدة المسؤولة عن العمليات العسكرية الأميركية بالقارة الأفريقية ويعود تأسيسها لمواجهة انتشار ظاهرة الإرهاب، بالأخص شبكة القاعدة في الصحراء الأفريقية ومن أجل مراقبة تحركات الجماعات المسلحة في المنطقة.

قرار الانسحاب لم يتخذ بعد، ولو اتخذ لن يكون بالكامل، كما صرح وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، في وقت سابق بأن الولايات المتحدة لن تسحب كل قواتها من أفريقيا، مضيفا: «أعلم أن هذا يشكل مصدر قلق للكثيرين.. لكن أقول مجدداً إننا لم نتخذ قرارات بعد».

ويقول المحلل السياسي، رئيس مؤسسة ابن رشد للدراسات العربية والأفريقية في تونس، كمال بن يونس، إن استراتيجية «أفريكوم» شهدت تطورا نوعيا منذ أواخر عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

وأضاف بن يونس، وهو الذي عمل مع مراكز الدراسات الاستراتيجية الأميركية، التابعة للحلف الأطلسي وأفريكوم لـ«دويتشه فيله» إن الناخب وصناع القرار في أميركا لا يريدون دفع المزيد من الأموال والأرواح خارج الولايات المتحدة من أجل الدفاع عن مفهوم الأمن القومي القديم.

اقرأ أيضا: قمة دول الساحل الخمس وفرنسا تدعو المجتمع الدولي إلى إعطاء «الأولوية» للملف الليبي

وتابع: «استراتيجية الأفريكوم تتجه الآن نحو الوقاية الأمنية لذلك لا نراها تتدخل مباشرة في ليبيا ولكن تراقب فقط الحدود والسواحل لمحاولة الحد من تسلل الأسلحة والإرهابيين».

ولا يرجح بن يونس أن يكون الانسحاب على مراحل مثلما وقع سابقاً في أفغانستان والعراق، ويقع حاليا في عدة دول، وإنما «إعادة انتشار، وهي الاستراتيجية الجديدة التي تتبعها الولايات المتحدة منذ عهد أوباما وتتواصل حاليا مع ترامب».

دور أميركي أقل
بدوره، قال المدير الإداري لشركة «ميناس» الاستشارية في شؤون المخاطر، تشارلز جوردون: «أعتقد أن الولايات المتحدة تعتبر أن الساحل هو مجال فرنسا وبالتأكيد مشكلة أوروبا، وبالتالي فهي تريد أن تقوم بدور أقل هناك، والمشكلة هي أكثر من مسألة خفض القوات الأميركية في المنطقة، ولكنها تكمن في السياسة الخارجية المتفاوتة بين ما يريده البيت الأبيض وما يريده البنتاغون ووزارة الخارجية. وهم لا يتحدثون بصوت واحد. أعتقد أنه لا توجد سياسة متماسكة بهذا الشأن».

وأشار المحلل بن يونس إلى أن فرنسا حضورها قوي في دول شمال أفريقيا، مضيفا: «لا أعتقد أن وجود فرنسا سيكون مهدداً فهي لديها موالون وأصدقاء وقوات بالقرب من الحدود الليبية الجنوبية والغربية».

ولفت إلى أن هناك تنافسا فرنسيا أميركيا أوروبيا «لكن في الجوهر فرنسا ودول أوروبا وكذلك أطراف أخرى الآن مثل الصين وروسيا وتركيا لديها حضور ومصالح كبيرة في أفريقيا بسبب ثروات المنطقة وبالتالي سيبقى دورها كبيراً».

ونبه المحلل التونسي بخطر «استفحال الإرهاب في المنطقة، إضافة إلى تهريب الأسلحة والمخدرات وتجارة الأموال»، في حال التخلي العسكري والأمني الأجنبي عن دول شمال أفريقيا ومنطقة الساحل.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
شاهد على «الوسط» الحلقة «20» من «مئوية ليبيا».. الخطاب القوي والتفاعل
شاهد على «الوسط» الحلقة «20» من «مئوية ليبيا».. الخطاب القوي ...
تعاون ليبي للاستفادة من تجربة ماليزيا في التمويل المصرفي الإسلامي
تعاون ليبي للاستفادة من تجربة ماليزيا في التمويل المصرفي الإسلامي
مقترح بإنشاء مستشفى ميداني ومخيم للنازحين السودانيين على الحدود مع ليبيا
مقترح بإنشاء مستشفى ميداني ومخيم للنازحين السودانيين على الحدود ...
ورشة عمل لتمكين القيادات النسائية بالوزارات في طرابلس
ورشة عمل لتمكين القيادات النسائية بالوزارات في طرابلس
خطة أمنية «دائمة» لمدينة الكفرة والحد من النازحين السودانيين
خطة أمنية «دائمة» لمدينة الكفرة والحد من النازحين السودانيين
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم