أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، عن تفاؤلها الحذر بشأن مؤتمر برلين حول ليبيا المزمع عقده يوم الأحد المقبل، 19 يناير الجاري، وعن أملها في تحقيق خطوات إلى الأمام تنتهي بحل تفاوضي للأزمة الليبية والحصول على تأكيد التزام إقليمي ودولي لحظر السلاح المفروض على ليبيا من قبل الأمم المتحدة منذ العام 2011.

وأوضحت ميركل في كلمة لها، اليوم الثلاثاء، أمام كتلة حزبها الديمقراطي المسيحي (محافظ) في البرلمان، تصوراتها بشأن حل الأزمة الليبية قائلة: «لقد حان الوقت للنظر فيما إذا كنا نستطيع اتخاذ قرار على أعلى مستوى سياسي»، وذلك وفقًا لما نقله موقع «دويتشه فيله» عن مشاركين في الاجتماع عن المستشارة الألمانية.

هدف محدد لمؤتمر برلين
ووفق المصادر الألمانية فإن ميركل شددت في كلمتها على ضرورة التعامل مع مؤتمر برلين «بتوقعات متدنية جدًّا». وبينت أن الهدف من وراء مؤتمر ليبيا «أن تلتزم جميع الأطراف المعنية بالحظر الحالي للأسلحة، الذي يتم انتهاكه دائمًا بشكل صارخ، لفتح الطريق أمام حل سياسي».

وحسب المصادر فإن ميركل أوضحت أن الحكومة الألمانية «لم تقرر بين عشية وضحاها الدعوة لمؤتمر برلين»، وتحدثت عن «عملية طويلة استوثقت الحكومة الألمانية خلالها لنفسها من جهات كثيرة». وأكدت أنه «يومًا ما سيحين الوقت الذي ربما نستطيع فيه التوصل لشيء».

ورأت ميركل أن هناك «بادرة طيبة» تتمثل في قدوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب إردوغان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وممثلين عن الاتحاد الأفريقي إلى برلين. وقالت إنه «إذا أصبح من الممكن الاقتراب من وقف إطلاق النار شيئًا ما، فإن ذلك سيكون جيدًا أيضًا».

وأشارت ميركل إلى أنه أصبح أكثر وضوحًا على مدار «عملية برلين» بشأن الأزمة الليبية أن القوات الأجنبية في البلاد «ستعمل على عدم عودة السلام إلى هناك»، لافتة إلى أنه «طالما ظل عتاد عسكري يصل إلى هناك فإن المعارك العسكرية لن تهدأ».

دوافع الحكومة الألمانية
ودافعت ميركل عن مساعي حكومتها لتحقيق حل سلمي في ليبيا أو في الحرب على الإرهاب في دول الساحل، وقالت: «إن الحكومة الألمانية تتواصل بهذا الشأن مع أشخاص قد لا تتفق معها الحكومة دائمًا، في بلدان توجد فيها مخاوف كبيرة بشأن حقوق الإنسان هناك».

وأشارت ميركل إلى أن «حكومة برلين تمثل المصالح الألمانية ولا يمكن أن تكتفي بلعب دور المشاهد لتطور الأحداث»، وشددت على أنه «لا يجوز لمَن يرى مئات الآلاف وربما ملايين من الناس، ينزحون أو يموتون، كما حدث في سورية على سبيل المثال، أن ينتظر تكرار الشيء ذاته في ليبيا».