تستعد إيطاليا على قدم وساق لإطلاق أول عملية عسكرية خاصة بها في المياه الإقليمية الليبية للتصدي للهجرة غير الشرعية، ولكنها لا تخطط لنشر قوات عسكرية على الأرض.

ويناقش مجلسا النواب والشيوخ في روما هذه المسألة في إطار اجتماع للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان بحضور وزير الخارجية أنجلينو ألفانو ووزيرة الدفاع روبرتا بينوتي.

وأفادت مصادر مطلعة بأن إيطاليا أبلغت شريكاتها الأوروبيات بهذه الخطوة التي تعبر سابقة في الإدارة العسكرية الإيطالية لشؤون مستعمراتها السابقة.

التجهيز للمهمة
وقال مصدر حسن الإطلاع إنه جرى تجهيز سفينتين حربيتين لهذه المهمة والتي تعول عليها الحكومة الإيطالية لتحقيق أهداف متعددة في آن واحد وأهمها الرد على المبادرة الفرنسية الأخيرة بجمع المشير حفتر وفائز السراج في باريس، وثانيًا توجيه رسالة للمواطنين الإيطاليين أن الحكومة تتحرك في ملف الهجرة غير الشرعية بكافة الوسائل، وثالثًا السعي للضغط على الاتحاد الأوروبي للحصول على قدرات مالية إضافية لإيطاليا في ملف الهجرة.

وخيمت على الموقف التصريحات المتضاربة من قبل المسؤولين بشأن المهمة البحرية الإيطالية في المياه الإقليمية الليبية وعلى الاتصالات الدبلوماسية في هذا الشأن.

وأعلنت إيطاليا أنها تلقت طلبًا رسميًا من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بالتدخل في المياه الإقليمية الليبية وهو ما نفاه المجلس الرئاسي الذي أقر في وقت لاحق بأنه طلب تمكينه من مجرد قدرات للمساعدة.

حسم إيطالي
وفي روما يوجد سعي أكيد وفق الدبلوماسيين لتجنب تكبيل حكومة الوفاق الوطني في طرابلس في ملف مثقل، لكنه يوجد إجماع بين القوى السياسية الإيطالية بعدم التنازل عن إدارة الشأن الليبي إلى فرنسا تحديدًا.

وإلى جانب السفينتين الحربيتين ستنشر إيطاليا سبعمئة من الجنود وخمس طائرات للمراقبة قبالة ليبيا.

وقال مصدر إيطالي على دراية بتطور الملف إنه لن يكون هناك أي تدخل عسكري مباشر في الأرض، ولكن الأمر قابل للتطور إذا توفرت الإرادة السياسية والتجاوب من طرابلس.

وقالت وزيرة الدفاع روبرتا بينوتي التي ستشترك في النقاش البرلماني، يوم الثلاثاء، إن ليبيا طلبت المساعدة وإن إيطاليا تستجيب للنداء. وأوضحت خلال نقاش تلفزيوني في روما أن الأمر لا يتعلق بحصار بحري، ولكن عملية مناهضة للهجرة غير الشرعية.

وأوضحت بينوتي أن تحرك الوحدة العسكرية الإيطالية قبالة ليبيا «سيتحدد وفق التطور المسجل بالفعل»، وأشارت إلى انها ستقدم مزيدًا من الشرح أمام البرلمان يوم الثلاثاء (...).

تفاصيل التحرك الإيطالي
ويرى نفس المصدر أن قرار البرلمان الإيطالي سيكون حاسمًا لوضع حد للجدل الناجم عن إعلان رئيس الحكومة باولو جنتيلوني تلقيه رسالة رسمية من السراج يطلب فيها تدخلاً عسكريًا قبل نفي السراج لهذا الأمر.

وعلمت «بوابة الوسط» أن من بين تفاصيل التحرك الإيطالي الجديد في ليبيا، والذي يجري الإعداد له بشكل دقيق مع الاتحاد الأوروبي، هو إنشاء غرفة عمليات خاصة بإدارة الهجرة غير الشرعية وتنسيق عمليات الإنقاذ وغرفة عمليات للشؤون العسكرية البحتة.

ويتوقع أن يقوم قائد قوت (صوفيا) البحرية الأوروبية في البحر المتوسط الإيطالي، إنريكو كردندينو، بزيارة إلى العاصمة الليبية طرابلس نهار الثلاثاء لتتزامن الزيارة مع التصويت البرلماني في روما.