أكد نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، موسى الكوني، أن الثروة النفطية في البلاد حق لكل الليبيين، مشددًا على ضرورة العمل على تحقيق التوزيع العادل لتلك الثروة بين جميع المناطق «دون محاباة لمنطقة على أخرى».

واعتبر الكوني عودة تصدير النفط من ميناء راس لانوف «بداية ذات أهمية خاصة لتأكيد استقرار الدولة وتحقيق العدالة الاجتماعية ورفع المحنة عن الشعب في تفاصيلها المختلفة»، لا سيما أن النفط يُشكّل مصدرًا حيويًا للميزانية العامة للدولة.

وأمس الجمعة أعلن نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، موسى، عن استئناف تصدير النفط من موانئ الهلال النفط، عقب اجتماعات بالقاهرة جمعت أطرافا ليبية كثيرة، مثّلت خطوة في طريق التفاهمات السياسية.

دلالات ورمزية إعادة التصدير
وأشار الكوني في تصريحات لوكالة الأنباء الليبية «وال» إلى أن رمزية تصدير النفط من راس لانوف ذات دلالة تاريخية، وتشير لعودة الحياة إلى شرايين القطاع الهام، منوهًا بأن تلك الخطوة تعيد الثقة إلى الشركات الأجنبية العاملة في البلاد، بالإضافة إلى المؤسسات المستقبلة والناقلة للنفط الخام.

استراتيجية القضاء على التهميش
ووعد نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني بانتهاء حقبة التهميش الذي تعرضت له بعض المناطق المنتجة للنفط في الأوقات السابقة، منوهًا بأن الدولة عازمة على تطبيق استراتيجية عمل طويلة وقصيرة المدى لاستحواذ تلك المناطق على نصيبها من الثروة من خلال برامج واسعة للتنمية المستدامة والاهتمام بالاستثمار في راس المال البشري وتدريب الشباب على الإدارة.

ودعا الكوني العاملين في قطاع النفط إلى الالتحاق بمواقع عملهم لإعادة العمل على إنتاج وتصدير النفط، لتدارك «تدهور قد يصيب الاقتصاد الوطني وحماية الحقول من العبث»، من أجل أن يصبح النفط «سلاح إعمار وليس سلاح تهديد».

الاحتجاج بين ثقافتي «الفتح والغلق»
وشدد الكوني على أن سياسة المجلس الرئاسي تتجه إلى تكريم العاملين في القطاع النفطي الذين يعانون تأخر الرواتب وظروفًا أخرى، داعيًا الشعب الليبي إلى التوجه بشجاعة تاريخية نحو «ثقافة لفتح» لمناهضة ثقافة «الغلق»، قائلاً: «ليس من الشجاعة أن تُعرقل إنتاج النفط، وهو مصدر قوت الليبيين، بل الشجاعة أن تنهض لفتح الطريق أمام إنتاجه وتصديره وتأمين الدخل».