يعكف مسلحو تنظيم «داعش» منذ أن يعلن عن سيطرته على بلدة من البلدات إلى تكتيك تلغيم الأرض بالمتفجرات؛ لإعاقة تقدم أي قوات مسلحة على الأرض، الأمر الذي يتسبب أيضًا في مزيد من البؤس للأسر النازحة التي تحاول العودة إلى ديارها، ويتبع التنظيم بذلك التكتيك سياسة الأرض المحروقة في المدن والأماكن التي ينسحبون منها كما حدث في مدينة درنة أو بلدة بن جواد.
ووفق معلومات أحد الفنيين في إزالة الألغام في بلدة بن جواد لـ«صحيفة الوسط» فإن العبوات المزروعة في المناطق الممتدة ما بين السدرة وبن جواد تختلف طبقًا لأهمية المنطقة التي يسيطر عليها التنظيم، وتختلف أنواع العبوات التي يزرعها «داعش»، من بسيطة إلى مزدوجة الربط، ومصائد للمشاة وللآليات الثقيلة وشرائك باستخدام خيوط صيد الأسماك، وأخرى تعمل باللمس.
وقال عامر، أحد فنيي إزالة الألغام، إن تنظيم «داعش» يستخدم أجهزة بدائية محلية الصنع يسهل الاعتقاد خطأ من قبل المواطنين في بادئ الأمر أنها أشياء أخرى.
وعلى الرغم من أن عامر اعتبر أن «داعش» يستخدم طرقًا بدائية لصناعة الألغام والعبوات الناسفة وزرعها بشكل عشوائي في المدن والمناطق التي ينسحب منها، إلا أن استخدام التنظيم للكثير من أنواع العبوات الناسفة والمتفجرات هو أكبر تحدٍ يواجه القوات التي تتوجه إلى سرت إذ يقوم التنظيم بتفخيخ جميع المناطق الخاضعة لسيطرته.
ومن بين الأنواع التي شرحها فني تفكيك الألغام عامر منها المسطرة وهي عبارة عن صفيحتين معدنيتين يتم الفصل بينهما بقطعة جلدية مربوط طرفاهما عبر سلكين يتصلان ما إن تطأهما قدم أو عجلة لتنفجر على المارة. ومنها ما تكون مرتبطة بسلك مربوط بمقبض الباب لتنفجر ما إن يتراخى السلك جراء فتحه.
ويضيف عامر أن هناك خطورة أخرى وهي العبوة المزدوجة وهذه عبارة عن عبوة أو أكثر مزروعة أسفل عبوة ناسفة، فعندما يقوم عنصر الأمن بتفكيك العبوة الأولى ويحاول رفعها تنفجر عليه الأخرى الموجودة في الأسفل لأنه لم يرها.
تعليقات