Atwasat

«وثائق باندورا»: رؤساء دول يرفضون الاتهامات حول مليارات وظفت في شركات «أوفشور»

القاهرة - بوابة الوسط الإثنين 04 أكتوبر 2021, 05:15 مساء
WTV_Frequency

رفض الكثير من الدول والقادة، الإثنين، المعلومات التي كشفها تحقيق واسع أجراه الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين يتهم مئات من السياسيين وأقاربهم بإخفاء أصول في شركات «أوفشور» بهدف التهرب الضريبي خصوصًا، وفقًا لوكالة «فرانس برس».

وكشف هذا التحقيق، الذي نُشرت نتائجه الأحد، أن عددًا من القادة السياسيين بينهم رئيس الوزراء التشيكي، وملك الأردن عبد الله الثاني، ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، ورئيسا كينيا أوهورو كينياتا والإكوادور غييرمو لاسو، أخفوا أصولًا في شركات «أوفشور » بهدف التهرب من الضرائب خصوصًا.

صندوق باندورا
وسمي التحقيق الذي شارك فيه نحو 600 صحفي «وثائق باندورا» في إشارة إلى أسطورة صندوق باندورا الذي يحوي كل الشرور. وهو يعتمد على نحو 11.9 مليون وثيقة من 14 شركة خدمات مالية كشفت وجود أكثر من 29 ألف شركة «أوفشور ».

وحسب هذه الوثائق، أنشأ الملك عبد الله الثاني ملك الأردن ما لا يقل عن ثلاثين شركة من هذا النوع في بلدان أو أقاليم أنظمتها الضريبية ملائمة، واشترى عبرها 14 عقارًا فاخرًا في الولايات المتحدة وبريطانيا بأكثر من 106 ملايين دولار، لكن الديوان الملكي في عمان أكد في بيان أن المعلومات التي نشرت بشأن عقارات الملك عبد الله الثاني «غير دقيقة» و«مغلوطة» معتبرًا أن نشر عناوينها يشكل «تهديدًا لسلامة الملك وأسرته»، وأوضح البيان أن الملك تحمّل شخصيًّا كلفة عقاراته في الخارج.

ونفى الكرملين الذي طالته الاتهامات أيضًا، الإثنين، تورطه مؤكدًا أنها «مزاعم لا أساس لها»، وحسب تحقيق الاتحاد الدولي حصلت سفيتلانا كريفونوجيخ التي قدمتها وسائل الإعلام الروسية على أنها عشيقة سابقة للرئيس فلاديمير بوتين، في 2003 على شقة في مقابل أربعة ملايين دولار في موناكو عبر حسابات «أوفشور »، وورد ذكر أقارب آخرين للرئيس الروسي في التقرير.

ونفى رئيس وزراء ساحل العاج باتريك أتشي أيضًا الذي كان يدير شركة في جزر الباهاماس حتى 2006 على الأقل وفقًا للتحقيقات، الإثنين، أن يكون قام بأي «عمل غير قانوني»، وكان رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيش نفى، الأحد، أن يكون أودع 22 مليون دولار في شركات وهمية لتمويل شراء قصر بيغو، العقار الكبير الواقع في موجان بجنوب فرنسا، وكتب على «تويتر»، أنا «لم أفعل على الإطلاق أي شيء غير قانوني أو خاطئ، لكن هذا لا يمنعهم من محاولة تشويه سمعتي والتأثير على الانتخابات البرلمانية التشيكية»، المقرر إجراؤها الجمعة والسبت المقبلين. 

ووضع الرئيس الإكوادوري غييرمو لاسو أموالًا في صندوقين ائتمانيين مقرهما الرئيسي في الولايات المتحدة في ولاية داكوتا الجنوبية، حسب الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين الذي تحدث عن رئيسي تشيلي وجمهورية الدومينيكان أيضًا، وقال لاسو وهو مصرفي سابق، في بيان: «صرحت عن كل مداخيلي ودفعت الضرائب المترتبة في الإكوادور، مما جعلني أحد دافعي الضرائب الرئيسيين في البلاد شخصيًّا»، وأضاف أن «جميع الاستثمارات في الإكوادور والخارج جرت في إطار القانون». 

ويمتلك الرئيس الكونغولي دينيس ساسو نغيسو منذ نحو عشرين عامًا شركة «أوفشور » في جزر فيرجين البريطانية، بينما كان الرئيس الغابوني علي بونغو يمتلك شركتين هناك في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، حسب جريدة «لوموند » الفرنسية اليومية.
وفي المجموع، ربط الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين بين الأصول الخارجية و336 من كبار المسؤولين التنفيذيين والسياسيين الذين أنشؤوا نحو ألف شركة أكثر من ثلثيها في جزر فيرجين البريطانية.

الكشف عن مليوني وثيقة باندورا فقط 
وتتعلق نحو مليوني وثيقة من أصل 11.9 مليون حصل عليها الصحفيون في إطار «وثائق باندورا» بـ«ألكوغال»، حسب الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين الذي أكد أن مكتب المحاماة البنمي هذا لعب «دورًا رئيسيًّا في التهرب الضريبي» وشارك في إنشاء حسابات لإخفاء أموال أكثر من 160 شخصية، لكن مكتب المحاماة أكد في بيان أنه «يرفض هذه التكهنات والمغالطات والأكاذيب»، مؤكدًا أنه مستعد للعمل مع السلطات للتحقيق في أي مخالفات. 

وقال جيرارد رايل، مدير الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين في تسجيل فيديو الأحد: «هذا يظهر أن الأشخاص الذين يمكنهم وضع حد لسرية الأوفشور ووقف ما يحدث، يستفيدون منها»، وأضاف: «نتحدث عن تريليونات الدولارات»، أما مايرا مارتيني الباحثة في منظمة الشفافية الدولية غير الحكومية، فقد رأت أن التحقيق يقدم: «دليلًا جديدًا واضحًا على أن شركات الأوفشور تلعب لعبة الفساد والجرائم المالية، بينما تعرقل العدالة»، وأضافت أن «هذا النموذج الاقتصادي»، القائم على السرية المالية «لا يمكن أن يستمر».

ووردت في التحقيق أيضًا أسماء المغنية شاكيرا، وعارضة الأزياء كلوديا شيفر، وكذلك رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير لشرائه عقارات في لندن، والوزير الفرنسي السابق دومينيك ستروس كان، وقال التحقيق إن المدير العام السابق لصندوق النقد الدولي قام بتحويل ملايين من الدولارات من أتعاب نشاطاته الاستشارية، عبر شركة مغربية معفاة من الضرائب. 

وفي معظم البلدان، لا يعاقب القانون على هذه الأفعال. لكنها محرجة بالنسبة لبعض القادة، إذ يقارن الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين بين خطاب مكافحة الفساد لدى البعض واستثماراتهم في الملاذات الضريبية. 

وأكد الرئيس الكيني أوهورو كينياتا مرارًا تصميمه على محاربة الفساد وإلزام المسؤولين الكينيين بالشفافية بشأن ثرواتهم، وحسب «وثائق باندورا» يملك كينياتا مؤسسة في بنما ويمتلك العديد من أفراد عائلته المباشرين أكثر من 30 مليون دولار في حسابات خارجية، وكان المركز الأميركي للنزاهة العامة أنشأ في 1997 الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين الذي أصبح كيانًا مستقلًا في 2017. وتضم شبكة الاتحاد 280 صحفيًّا استقصائيًّا في أكثر من مئة دولة ومنطقة، فضلًا عن نحوال مئة وسيلة إعلام شريكة.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الأمم المتحدة: دخول المساعدات برا هو الأسرع لتجنب المجاعة بغزة
الأمم المتحدة: دخول المساعدات برا هو الأسرع لتجنب المجاعة بغزة
الشرطة تقتل رجلاً حاول إضرام النار في كنيس يهودي بشمال غرب فرنسا
الشرطة تقتل رجلاً حاول إضرام النار في كنيس يهودي بشمال غرب فرنسا
كوريا الشمالية تطلق صاروخاً بالستياً
كوريا الشمالية تطلق صاروخاً بالستياً
بوتين: روسيا لا تعتزم غزو خاركيف الأوكرانية في الوقت الحالي
بوتين: روسيا لا تعتزم غزو خاركيف الأوكرانية في الوقت الحالي
وزير دفاع سلوفاكيا يكشف تطورات الحالة الصحية لرئيس الوزراء بعد تعرضه لمحاولة اغتيال
وزير دفاع سلوفاكيا يكشف تطورات الحالة الصحية لرئيس الوزراء بعد ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم