أطلقت منظمة العمل الدولية تحذيرًا من استمرار ارتفاع معدلات البطالة عالميًا وتواصل العمل في ظروف غير مستقرة، يؤثران بشدة في أسواق العمل في العديد من اقتصادات الدول الناشئة والنامية، وتوقعت ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل بمقدار 2.3 مليون لتصل إلى 199.4 مليون بنهاية العام.

جاءت تلك التقديرات وفق تقرير للمنظمة الذي جاء تحت عنوان «توجه العمالة العالمية والمنظور الاجتماعي» العام 2016، الذي حذر من أن هذه الأرقام أكبر بكثير من معدلات ما قبل الركود الاقتصادي.

وقال المدير العام للمنظمة، غاي رايدر: «إن الاقتصاد العالمي لا ينتج عددًا كافيًا من الوظائف بشكل يعادل الارتفاع في البطالة».

وضع هش
واعتبرت «العمل الدولية» أن ليس كل العاملين في حال أفضل من العاطلين عن العمل، وقال رايدر: «هؤلاء الناس يعملون ومع ذلك ما زالوا يقبعون تحت وطأة الفقر، فالعمل في وضع هش يعد من الأبعاد السلبية لنوعية العمل، ويجب أن نأخذ بعين الاعتبار جودة العمل وتأثيره في معدلات الفقر في القوى العاملة».

327 مليون عامل في فقر مدقع و533 مليونًا على الحافة

وشددت منظمة العمل الدولية على أن «الأرقام تؤكد أن هناك 327 مليون عامل يعيشون في فقر مدقع، بالإضافة إلى 434 مليون عامل يعيشون في فقر متوسط، و533 مليونًا على حافة الفقر»

وتابعت: «من المؤسف أن العمل لا يضمن لكثير من الناس حول العالم الهروب من الفقر، فهناك نحو 1.5 مليار شخص تقريبًا يعملون في ظل تلك الحالات الهشة، ويمثلون ما يعادل 46% من القوى العاملة العالمية».

تحسن ليس كافيًا
ورغم انخفاض نسبة البطالة في الدول المتقدمة من 7.1% إلى 6.7 %، فإن ذلك التحسن الطفيف ليس كافيًا لسد الفجوة الناتجة عن الأزمة المالية العالمية، كما أن توقعات التوظيف قد انخفضت في اقتصادات الدول الناشئة، خاصة البرازيل والصين وكذا الدول المصدرة النفط.

وأعرب مدير عام المنظمة عن قلقه من أن هذه الأرقام في تزايد وليس العكس، مشيرًا إلى أنها تتمركز بشكل أكبر في الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى ودول جنوب آسيا، مشيرًا إلى تبني المجتمع الدولي أثناء اجتماعات الجمعية العامة في سبتمبر الماضي أهداف التنمية المستدامة، وقال: «إن العمل نحو تحقيق نمو شامل من شأنه أن يوفر العمل الكامل والمنتج واللائق للجميع».

البطالة تتزايد في الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى ودول جنوب آسيا

 توحيد مؤسسات العمل
وعن الخطوات التي يجب اتخاذها لتحقيق تلك الأهداف قال رايدر: «من المهم العمل على شيء أعتقد أن الحكومات لم تعمل عليه بما فيه الكفاية، وهو توحيد مؤسسات سوق العمل، وكذلك وضع آليات لتعزيز فرص العمل».

وأضاف: «نحن بحاجة إلى التركيز مرة أخرى على نظم الحماية الاجتماعية، نحتاج إلى التركيز على الجماعات المحرومة، ونحن جميعًا نعرف تلك الجماعات، ولا سيما الشباب والنساء، والعاطلين لفترات طويلة وذوي الاحتياجات الخاصة».

إلى ذلك حذرت ممثلة منظمة العمل الدولية بمكتب القاهرة، خلود الخالدي، من أن عدد المهاجرين بلغ 232 مليون مهاجر دولي، بينهم 150 مليون عامل مهاجر، موضحة أن توافر البيانات الخاصة بأعداد العمالة أصبحت ضرورة ملحة للمنظمة، لذلك قامت بتحليل وجمع البيانات للتعرف على أسباب هجرتهم.