Atwasat

«فرانس برس»: الاعتماد على النفط ما زال قويا بالرغم مما كشفته أزمة المناخ

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 26 ديسمبر 2021, 08:37 مساء
WTV_Frequency

وضعت أزمة المناخ نهاية عصر النفط على قائمة جدول الأعمال، لكن تحقيق ذلك يعد مهمة ضخمة نظرًا إلى اعتماد الاقتصاد العالمي الكبير على الوقود الأحفوري. 

قال  الناشط في جمعية أويل تشينج إنترناشونال، رومان إيوالالن «في 2021، أظهرت العديد من التطورات بوضوح أن صناعة (البترول) ليس لها مستقبل»، بحسب «فرانس برس». 

ولفتت وكالة الطاقة الدولية في مايو إلى أن هناك حاجة إلى الوقف الفوري للاستثمارات الجديدة في مشاريع الطاقة الأحفورية إذا أراد العالم تحقيق صافي صفري من انبعاثات الكربون بحلول العام 2050 وأن تكون لدينا فرصة للحد من الاحترار عند 1.5 درجة مئوية. 

التخلص التدريجي من إنتاج النفط والغاز
مثلت الدعوة ما يشبه ثورة بالنسبة لوكالة أنشئت في أعقاب أول صدمة نفطية العام 1970 لحماية أمن الطاقة في الدول الغنية المستهلكة للنفط. وشهدت سنة 2021 حدثًا رئيسيًا تمثل في ظهور تحالف من الدول في قمة المناخ «كوب-26» في غلاسكو تعهد بالتخلص التدريجي من إنتاج النفط والغاز على الرغم من عدم انضمام دولة رئيسية منتجة للنفط والغاز إلى هذه المجموعة.

-  اتفاق في قمة «كوب 26» على تسريع مكافحة تهديدات المناخ والأمم المتحدة تعتبره غير كافٍ
-  4 نقاط رئيسية في «اتفاق «غلاسكو» المناخي

قال إيوالالن من جمعية أويل تشينج إنترناشونال «لم يعد من المحرمات الحديث عن نهاية استخراج الهيدروكربونات خلال القمم المناخية الدولية».   فالوقود الأحفوري - الذي ما زال يمثل 80 في المئة من الطاقة المستهلكة - يُعد اليوم صراحة المحرك وراء تغير المناخ، وهو ما لم يكن كذلك عندما تم التوصل إلى اتفاق باريس للمناخ في العام 2015.

 نصر رمزي للمدافعين عن البيئة
في الآونة الأخيرة، حقق المدافعون عن البيئة نصرًا رمزيًا عندما قررت شركة شل العملاقة للنفط التخلي عن تطوير حقل كامبو النفطي المثير للجدل قبالة إسكتلندا قائلة إن الاستثمار «لم يكن على أسس قوية بما فيه الكفاية». 

وقال خبير الطاقة في شركة الخدمات المهنية «إي واي»، معز العجمي، «نعلم منذ عدة سنوات أن نهاية النفط الخام اقتربت. لكن هل العالم جاهز للعيش من دون نفط؟ ما زال العالم يعتمد بشكل كبير عليه في رأيي».

 كما تعتقد وكالة الطاقة الدولية أن الطلب على النفط ما زال يسجل ارتفاعًا. وتتوقع أن يصل الطلب العم المقبل إلى مستوى ما قبل الوباء وهو أقل بقليل من 100 مليون برميل يوميًا. مع انتعاش أسعار النفط الخام في الأشهر الماضية، ينعم منتجو النفط بالسيولة ويمكنهم متابعة مشاريع جديدة. 

صناعات النفط والغاز باتت من الماضي 
قال رئيس منظمة أوبك محمد باركيندو في الآونة الأخيرة «يخطئ من يقول إن صناعات النفط والغاز باتت من الماضي والحديث عن وقف الاستثمارات الجديدة في النفط والغاز هو كلام مضلل».  قال رئيس شركة النفط الفرنسية «توتال إينرجي» باتريك بويان إنه «مقتنع بأن الانتقال سيحدث لأن هناك وعيًا حقيقيًا، لكن الأمر سيستغرق وقتًا».

وباعتقاده، يتم التعامل مع القضية على نحو خطأ. فبدلاً من التركيز على تقليل إنتاج النفط، يجب تحويل الانتباه إلى الاستهلاك. وقال بويان إن الطلب على الوقود الأحفوري «سينخفض لأن المستهلكين يمكنهم الوصول إلى منتجات جديدة مثل السيارات الكهربائية». 

في النصف الأول من العام، مثلت السيارات الكهربائية 7 في المئة من مبيعات السيارات العالمية، وفق وكالة بلومبرغ لتمويل الطاقة الجديدة. وفي حين ما زالت هذه النسبة صغيرة، إلا أنها تنمو بسرعة. 

«عام التحول».. وأفق نهاية البترول
يرى إيوالالن أن الحجج التي تطرحها شركات النفط والدول المنتجة واهية وتركز على المدى القصير. وقال «إنهم يحاولون تبرير مسار غير مستدام بأي ثمن. ما زلنا بعيدين عن الاقتصاد الخالي من الكربون بالطبع، لكن استثمارات نظام الطاقة التي تُجرى اليوم هي التي ستقودنا إلى هناك». 

بغض النظر عن أفق نهاية البترول، ما زال الفاعلون في القطاع يستعدون له على نحو غير منظم مع تزايد الضغط عليهم.  ظلت شركتا النفط الأميركيتان العملاقتان إكسون موبيل وشيفرون مترددتين لفترة طويلة، لكنهما أعلنتا أخيرًا هذا العام عن استثمارات في تحول الطاقة.

 قال النائب الأول لرئيس شركة وود ماكينزي المتخصصة في أبحاث الطاقة والاستشارات، توم إيلاكوت «من المحتمل أن يكون العام 2022 عامًا تحوليًا حقيقيًا. ... من الواضح أن الجلوس على هامش جهود التخلص من الكربون ليس خيارًا» نظرًا للضغط المتزايد على قطاع النفط. 

ويعتقد الخبراء أن العام 2022 سيشهد المزيد من الاستثمار في طاقة الرياح والطاقة الشمسية بالإضافة إلى تكنولوجيا التقاط انبعاثات الكربون من محطات الطاقة والمصانع التي تعمل بالوقود الأحفوري.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«بوينغ» تحقق خسائر أقل من المتوقع في الربع الأول من 2024
«بوينغ» تحقق خسائر أقل من المتوقع في الربع الأول من 2024
صندوق أممي لدعم اللاجئين في مواجهة الصدمات المناخية بقيمة 100 مليون دولار
صندوق أممي لدعم اللاجئين في مواجهة الصدمات المناخية بقيمة 100 ...
ألمانيا ترفع توقعاتها للنمو بشكل طفيف وتعترف بـ«خسارة القدرة التنافسية»
ألمانيا ترفع توقعاتها للنمو بشكل طفيف وتعترف بـ«خسارة القدرة ...
أسعار النفط تستقر مع تراجع الطلب على الوقود في أميركا
أسعار النفط تستقر مع تراجع الطلب على الوقود في أميركا
البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن التضخم
البنك الدولي: توترات الشرق الأوسط تهدد التقدم العالمي بشأن التضخم
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم