أعلنت كييف وموسكو، توقيعهما عقدا لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، بعد مفاوضات «صعبة»، مما يبدد المخاوف الأوروبية من نشوء أزمة طاقة في وسط فصل الشتاء.

وكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على فيسبوك «وقعت أوكرانيا عقد ترانزيت لمدة خمس سنوات. أوروبا تعرف أننا لن نتخلى عنها»، وأكد هذه المعلومات رئيس شركة الغاز الروسية العملاقة «غازبروم» اليكسي ميلر، حيث قال «توصلنا إلى الاتفاق النهائي بعد خمسة أيام من المفاوضات المتواصلة في فيينا، ووقعنا مجموعة كاملة من الوثائق»، حسب ما نشرت وكالة «فرانس برس» اليوم الثلاثاء.

اقرأ أيضا اتفاق بين روسيا وأوكرانيا حول نقل الغاز

وأوضح ميلر أن هذه الوثائق ستتيح مواصلة «نقل الغاز بعد 31 ديسمبر» تاريخ انتهاء العقد الحالي.

ويندرج العقد ضمن اتفاق أوسع نطاقا سددت «غازبروم» بموجبه 2.9 مليار دولار لمجموعة «نفتوغاز» الأوكرانية بين غرامة وفوائد، ويضع حدا لنزاع طويل بينهما أمام الهيئات القضائية الدولية. وفي المقابل، تخلت «نفتوغاز» عن كل الملاحقات القضائية الأخرى التي تستهدف «غازبروم» في أوكرانيا والغرب.

ويتيح الاتفاق بين موسكو وكييف تفادي حرب غاز جديدة بين الدولتين الجارتين، بعد خلافين سابقين انعكسا على إمدادات الغاز لأوروبا في يناير 2006 وفي 2009.

وتعول أوروبا إلى حد بعيد على الغاز الروسي الذي يمثل 35% من استهلاكها، إلا أنها خفضت اعتمادها على الأنابيب التي تعبر من أوكرانيا، وتراجعت الإمدادات عن هذه الطريق بمعدل 40% خلال السنوات الـ15 الأخيرة مع إنشاء أنابيب غاز تلتف على أوكرانيا.

وفي هذا السياق، يفترض أن يدخل الخدمة خطا أنابيب هما الألماني - الروسي «نورد ستريم 2» والتركي - الروسي «تركستريم» اللذان يلتفان حول الأراضي الأوكرانية، مما سيحرم كييف من مبالغ مالية كبيرة ومن سلاح اقتصادي تستخدمه ضد روسيا.

وأصدر الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي قانونا يفرض عقوبات على الشركات المشاركة في بناء الخطين، معتبرا أن المشروعين سيزيدان من ارتهان الأوروبيين للغاز الروسي، وسيعززان نفوذ موسكو، غير أن وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، أكد الجمعة الماضي أن «نورد ستريم 2» سيبدأ الخدمة قبل نهاية 2020.