Atwasat

«الحطاب والفأس السحرية» (خُرافّة)

القاهرة - بوابة الوسط: أسماء بن سعيد السبت 21 فبراير 2015, 11:37 صباحا
WTV_Frequency

علمُ الأساطير أو الميثولوجيا يعني الفلكلور والأساطير، التي تتداول الثقافات التي يعتقد أنَّها صحيحة وخارقة، كما تُستَخدَم لتفسير الأحداث الطبيعية وشرح الطبيعة والإنسانية، وقد تتردَّد في حكايات وخرافات كبار السن، وبالتالي تتناقل جيلاً بعد جيل، وقد نجد بينها وبين قصص في دول أخرى تشابهًا كبيرًا مع الاختلاف في بعض التفاصيل كل حسب طبيعته.

وقصتنا «الحَـطَّاب والفأس السحرية»، أو خرافتنا تركز على كثير من العبر، مثل الأمانة والشجاعة ونبذ المكر والخداع وقضاء الحوائج بالكتمان.

يحكى أنَّ هناك حَـطَّابا فقيرًا كان يقتات وعائلته على جمع الحطب من الغابة القريبة من بيته وبيعها للناس.
في أحد الأيام أخذ فأسه وتوجَّه للغابة كعادته، وأول ما بدأ تقطيع أحد أغصان شجرة، سمع صوتًا يقول له: «لماذا تخرب غابتي وتقطع أغصان أشجاري»، فسأل الحطب عن شخصية صاحب الصوت، فقال له الصوت: «أنا حارس الغابة»، فأجابه الحَـطَّاب قائلاً: «أنا أجمع الحطب لبيعه في سوق المدينة لأعيل عائلتي على ضنك الحياة».

فأجابه الصوت بالقول إنَّه سيحل له هذا الأمر بشرط ألا يعود للغابة وقطع الأغصان. حينها سأله الحَـطَّاب: كيف؟، فقال له: «أمنحك شاة يدر ضرعها الأيمن حليبًّا ويدر ضرعها الأيسر عسلاً، وبهذا تبيع العسل والحليب وتعيل عائلتك».

وأخذ الحَـطَّاب الشاة لعائلته وحكى لزوجته، وعندما قامت لتجرِّب حلب الشاة خرج الحليب والعسل، كل من ضرع مختلف، فاقترحت عليه زوجته أنْ يأخذ الشاة للراعي الذي يهتم بأغنام القرية لترعى معهم حتى تتغذى جيدًا ولا يجف ضرعاها، وفعل الحَـطَّاب ما اقترحته زوجته وساق الشاة للراعي وطلب منه الاهتمام بها لأنَّها مصدر عيشه.

وحكا له عن مميزاتها السحرية، وبعد مغادرته جرَّب الراعي ما سمعه وفعلاً حدث ما سمع به فطمع، في نهاية اليوم بعد ما أرجع الراعي الشاة للحَـطَّاب اكتشفت الزوجة أنَّ شاتهم تم استبدال أخرى بها، ونصحت زوجها بالذهاب إلى القاضي والاحتكام، وعندما سمع القاضي القصة، طلب حضور الراعي لسماع أقواله فقال له الراعي: «يا سيدي القاضي هل تصدِّق بأنَّ هناك شاة في ضرعها الأيمن حليبٌ وفي الأيسر عسلٌ»، فاقتنع القاضي وطلب منهما الانصراف.

في اليوم الثاني اتجه الحَـطَّاب كعادته للغابة حاملاً فأسه، وبدأ في قطع الأغصان فسمع صوت حارس الغابة يسأله لم عاد؟، فحكا له الحَـطَّاب ما حصل معه وبأنه يحتاج إلى قوت يومه هو وأسرته، فقال له حارس الغابة: «خذ هذا المكيال وإذا احتجت قل امتلئ ذهبًا فيمتلئ ذهبًا وأحرص أن لا تفرط فيه»، وبعد أنْ رجع الحَـطَّاب إلى بيته وحكا لزوجته ما حدث معه طلب منها أنْ تأتيه بوعاء كبير من الجيران لحين الذهاب إلى السوق وشراء واحد.

وفعلاً ذهبت الزوجة إلى الجارة وطلبت منها الوعاء، واستغربت الجارة طلب جارتها، فقرَّرت قبل أنْ تقرضها الوعاء أنْ تضع في قعره بعض الصمغ، وفعلاً طلب الحَـطَّاب وزوجته أنْ يمتلئ الوعاء ذهبًا فأمتلأ.
بعد أنْ أعادت الزوجة الوعاء لجارتها، وجدت الجارة قطعة ذهبية عالقة في الصمغ، فذهبت إلى جارتها وسألتها عن سر الذهب .

فحكت لها الزوجة قصة المكيال السحري، فطلبت الجارة أنْ تقرضه لها ساعة واحدة تم تعيده، فوافقت زوجة الحَـطَّاب ولكن الجارة الجشعة قامت بتغيير المكيال واستبدلت به آخر عاديًّا وأعادته، وعندما اكتشف الحَـطَّاب الخدعة لم يتجرأ على الذهاب إلى القاضي.

في اليوم الثاني ذهب الحَـطَّاب إلى الغابة وبدأ في قطع الأغصان فسأله الحارس لم عاد؟، فحكا له الحَـطَّاب ما حصل معه، فقال له حارس الغابة إنَّه ملَّ منه وإنَّه سيساعده للمرة الأخيرة، وأعطاه سوطًا وقال له، خذ هذا السوط وادخل في حجرة وأقفل عليك الباب واطلب منه أنْ يملأها ذهبًا وقل لزوجتك ألا تفتح الباب مهما سمعت من أصوات، إلى أنْ يكف الصوت فتفتح الباب.

وعاد الحَـطَّاب وفعل ما قاله له الحارس، وأول ما طلب من السوط الجلدي أنْ يملأ الحجرة بالذهب بدأ في جَلدِه، وعندما كفَّ صوت الجَلدِ فتحت الزوجة الباب ولم تجد الذهب، فحكا لها زوجها القصة وقال إنَّه سيرمي بالسوط، فمنعته وقالت إنَّ لديها خطة لاسترجاع الشاة والمكيال، وفي الصباح بدأ في تنفيذ خطة زوجته، فذهب للراعي وقال له هش على الأغنام بهذا السوط لكن دون أنْ تطلب منه الذهب لأنَّه لن يتوقف حتى يملأ القرية به.

واختبأ الحَـطَّاب خلف شجرة، فما كان من الراعي الجشع إلا أنْ طلب الذهب فبدأ السوطُ في جَلدِه وعندما كفَّ، خاف وقرَّر أنْ يرجع السوط والشاة إلى الحَـطَّاب، وهكذا فعل الحَـطَّاب وزوجته مع الجارة الطماعة وزوجها، وبعد أنْ كفَّ السوط عن جلدهما، قررا إعادة السوط والمكيال لجيرانهما، وقرَّر الحَـطَّاب وزوجته السفر لقرية بعيدة لا يعرفهما فيها أحدٌ وأن يكتما سرهما عن الجميع، وأخذا معهما الشاة والمكيال والسوط، وعاشا في رغد حتى أبناء أبناء أبنائهم.

 

«الحطاب والفأس السحرية» (خُرافّة)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
مصر «ضيف شرف» ومحفوظ «الشخصية المحورية» في معرض أبوظبي للكتاب «33»
مصر «ضيف شرف» ومحفوظ «الشخصية المحورية» في معرض أبوظبي للكتاب ...
سيلين ديون تتحدث لأول مرة منذ إعلان إصابتها بمرض نادر
سيلين ديون تتحدث لأول مرة منذ إعلان إصابتها بمرض نادر
لوحة غامضة المصدر لغوستاف كليمت تُطرح للبيع ضمن مزاد في فيينا
لوحة غامضة المصدر لغوستاف كليمت تُطرح للبيع ضمن مزاد في فيينا
جيراك يكرر إفادته والمدعي العام يعتبرها «ملتبسة»
جيراك يكرر إفادته والمدعي العام يعتبرها «ملتبسة»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم