Atwasat

محمد الشلطامي «ثائر مع سبق الإصرار»

القاهرة - بوابة الوسط: أسماء بن سعيد الأربعاء 07 يناير 2015, 12:55 مساء
WTV_Frequency

هناك من اختار التمرد على واقعه وقمع الأنظمة الحاكمة بفوهة البنادق، وهناك من اختار أن يسلك ذات الطريق لرفض كل الاستبداد والظلم بطريقة أخرى كالفن والشعر والقصة وهذا ما عرف باسم «ثقافة المقاومة»، وعرف الوطن العربي النوع الأخير للمقاومة مبكراً .

لكن ذاع صيته في الفترة من 1948 وحتى 1968، خاصة في فلسطين وبعد الاحتلال الإسرائيلي لها وبرز كثير من الأصوات الشعرية التي ذاع صيتها مثل محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وكمال ناصر ومعين بسيسو وغيرهم كثير، فكذلك الحال كان في باقي الدول العربية ومنها ليبيا، والتي يعتبر من أشهر من يستحق أن يطلق عليهم «شعراء المقاومة» الشاعر محمد الشلطامي، الذي يعتبر من شعراء الحداثة.

تمكن الشلطامي من اللغة وصاغ مفرداتها حتى طوعها قيد بنانه فصار يرسم بها شعرًا عن الحرية والغد المنتظر وعشقه الأزلي الوطن، كما تغنى للثورات في العالم، من ثورة فيتنام وحتى ثورتي البرتغال وتشيلي، مبشرًا بسقوط أنظمة الدكتاتورية والطغيان والاستبداد.

وهو كان يلهم بقصائده مثقفي ليبيا ومناضليها والمواطنين الذين أحبوا قصائده، وعرفوا دائمًا أن الشلطامي وهو يغني للثورات في العالم كان يتنبأ بثورة بيضاء ستأتي في ليبيا،وهنا سنحاول التعريف أكثر بهذا الشاعر.

البداية
اسمه الكامل محمد فرحات الشلطامي، ولد يوم الجمعة 13 أكتوبر العام 1944، نشأ وأخوه الأكبر يتيمين الأب، أول قصيدة ألقاها كانت بالعامية في المدرسة وأمام زملائه العام 1956 .

نظرًا لخلفيته الاجتماعية اضطر للعمل مبكرًا أي في سن 13 عامًا، وكان هذا في العام 1958 كعامل بقسم المياه ومن ثم انتقل للعمل في مصلحة الهواتف العام 1959، في الوقت ذاته كان يواصل تعليمه في الفترة المسائية وتم قبوله بعدها معلمًا، تم انتدب للعمل في مكتبة بنغازي حتى العام 1965.

ثمن الحرية سجن
بعد ذلك تقدم بطلب لإعادته كمعلم وفعلاً تم ذلك حتى العام 1967 وهي سنة اعتقاله، بتهمة انضمامه لحركة القوميين العرب، ليخرج من السجن في العام 1968، وفي العام 1969، عاد للتعليم وظل حتى العام 1973 يعمل به حتى تم استبعاده بتهمة حمل أفكار قد تؤثر على عقول الطلبة.

كما سجن مرة أخرى في 11 أبريل 1967، لأن الطلبة رفـعـوا أبياتًا من قصائده كـشـعارات في مـظـاهراتـهم مثل «صاح ما زالت تغني للأسى طاحونة الحزن القديم» أو مـخـاطبًا الحـرية، حين كتب «وقـد رآك الناس في أحزانهم، وأنا رأيتك في سماء بنغازي».

صدر له
تذاكر الجحيم، أنشودة الحزن العميق، أنا شذى، الموت والحب والحرية، منشورات ضد السلطة، يوميات تجربة شخصية، قصائد عن الفرح، بطاقة معايدة إلى مدن النور، قصائد عن شمس النهار، عاشق من سدوم، نص مسرحي من طرف واحد، ونشر أول إنتاجه الأدبي في جريدة «الحقيقة»، كما نشر بعدها في عدة جرائد منها اليوم و 5 مارس.

كما ساهم في تأسيس جريدة «الحوار» التي كانت تصدر في اليونان ، جريدة «قورينا».

أغنية قصيرة عن يناير
الريح في قلوعنا تموتْ
عنيدة ونحن فوق موجها صخرْ
فالديارْ
واللصوص
لمن تدق أيها الناقوس والصغارْ
غابوا بلا خبرْ
إصبعه
فغاب من صغارنا الحُفاة أربعهْ
إلا قلوعنا
إلا دموعنا !!
غابوا بلا خبرْ
يُقال إن ساحرًا غريبًا مدَّ
إصبعه
وتمتم الصلاة للحديد واستخارْ
فغاب من صغارنا الحُفاة أربعهْ
من يومها وكلُّ شيء حرّكته الريحْ
إلا قلوعنا
كل قطر في السحاب جففته الريحْ
إلا دموعنا !!

محمد الشلطامي «ثائر مع سبق الإصرار»

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
مصر «ضيف شرف» ومحفوظ «الشخصية المحورية» في معرض أبوظبي للكتاب «33»
مصر «ضيف شرف» ومحفوظ «الشخصية المحورية» في معرض أبوظبي للكتاب ...
سيلين ديون تتحدث لأول مرة منذ إعلان إصابتها بمرض نادر
سيلين ديون تتحدث لأول مرة منذ إعلان إصابتها بمرض نادر
لوحة غامضة المصدر لغوستاف كليمت تُطرح للبيع ضمن مزاد في فيينا
لوحة غامضة المصدر لغوستاف كليمت تُطرح للبيع ضمن مزاد في فيينا
جيراك يكرر إفادته والمدعي العام يعتبرها «ملتبسة»
جيراك يكرر إفادته والمدعي العام يعتبرها «ملتبسة»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم