ألقى أستاذ النقد بجامعة مصراتة، الدكتور محمود ملودة، الخميس، محاضرة بمجمع اللغة العربية، تحدث فيها عن النقد الروائي الليبي من حيث تمظهرات المنهج وآليات الممارسة.
وتتبع في محاضرته، التي أدارها الدكتور محمود الصغير، مسار المنهج الاجتماعي في المتون النقدية للرواية الليبية والذي صنفه إلى قسمين، نقد واقعي في صورته الصحفية تمثله كتابات سليمان كشلاف وأمين مازن إلى جانب نخبة من الأدباء، والثاني يقتفي أثر النهج الأكاديمي أي إخضاع الدراسة لمنهج نقدي متكامل.
- مؤتمر علمي عن الأديب المؤرخ علي مصطفى المصراتي بجامعة طرابلس
وأشار ملودة إلى أن الإطلالة على المشهد النقدي الليبي وتناوله للرواية خصوصا في بعدها المحلي يحيلك إلى استنتاج مفاده تأخر الاعتراف بها جنسا أدبيا مستقلا، معللا ذلك حسب تعبيره إلى غلبة الشعر على المشهد الأدبي، ثم الاتجاه للقصة القصيرة خلال فترة الخمسينيات والستينيات لأسباب أيديولوجية تتعلق بتأثر بعض الكتاب بالمد الاشتراكي والقومي.
حيثيات النقد الصحفي
ويري في سياق عرضه لحيثيات النقد الصحفي أن النقد الروائي الذي ساد في العقود الثلاثة الأولى من عمر الرواية الليبية ظل أسيرا للمؤسسة الصحفية، التي وإن قامت بدورها في التعريف بالرواية والاحتفاء بها، فإنها لن تكون بديلا دائما عن بنية نقدية رصينة، تحمل ملامحها الخاصة النابعة من حرفية المنتج وطاقات النص.
محطات تاريخية
وقسم المحاضر وفق هذا التصور المتن النقدي إلى ثلاث محطات تاريخية، وهي حقبة السبعينيات التي مثلت انعكاسا لمرحلة ما بعد نكسة 1967، حيث كان الطرح الأيديولوجي حاضرا بقوة، ثم فترة الثمانينيات التي يصفها أكثر المراحل الثقافية تعقيدا، كما أن النتاج الروائي ازدهر خلالها وتوسعت ليبيا في استضافة المثقفين والمبدعين العرب.
ويمثل الثالثة حقبة التسعينيات والعشرية الأولى من الألفية الثالثة، وفيها تراجع حضور النقد الاجتماعي الصحفي لصالح الأكاديمي عبر أعمال النقاد الجامعيين وشهد النقد الروائي الليبي للمرة الأولى ولادة الدراسات النصية عبر مناهج البنيوية وكذلك الانفتاح على السرديات الحديثة.
تعليقات