في مقال كتبه الشاعر والأكاديمي التونسي محمد الغزي، المنشور بمجلة العربي في آخر عدد لها بشهر سبتمبر الجاري، يكشف الغزي سرقة الشاعر السوري أدونيس فكرة ومحتوى «ديوان البيت الواحد في الشعر العربي» للناقد الليبي خليفة محمد التليسي.

حمل عنوان المقال تساؤل الغزي «لماذا لا يقر أدونيس بجهد الآخرين» يبدأها قائلاً: «أصدر أدونيس كتابًا في أربعة أجزاء عنوانه (ديوان البيت الواحد) جمع فيه أبياتًا مفردة انتخبها من مدونة الشعر القديم وأجراها مجرى القصائد الومضة التي يصفو فيها الإيجاز.

و «تتكثف حكمة البداهة وبداهة الحكمة، وأورد أدونيس أبياتًا كثيرة من نتاج ما لا يقل عن 290 شاعرًا ابتداء من الجاهلية، وصولاً إلى بضعة شعراء من نهاية القرن التاسع عشر، إلى بداية القرن العشرين».

وهذا الكتاب وإن بدا للبعض رائدًا وجديدًا وكبيرًا، تدعمه شعرية رائدة مميزة وتخمر فكري عميق فإنه بدا لنا رجع صدى لكتاب آخر سبق كتاب أدونيس بثلاثين سنة، وتناول الفكرة نفسها، واستخدم المصطلح نفسه.

وربما انتخب عددًا كبيرًا من الأبيات نفسها، وهو كتاب الشاعر والناقد الليبي الكبير خليفة محمد التليسي الموسم بـ (قصيدة البيت الواحد) بعد غوص بكل معنى الغوص، وعناء بكل معنى العناء .

ورغم جمعه عددًا هائلاً من نصوص التراث في ألفي صفحة تقريبًا، فإنه وعد قارئه بأنه سيواصل الغوص في أعماق التراث باحثًا عن هذه الجواهر ما امتدت به الحياة وما اتسع له الجهد».

ثم انهالت أسئلة الغزي مستهجنًا صمت أدونيس الغريب!!، وعدم إقراره بجهد من سبقوه على تحليل وتأويل التراث الشعري، وتحديدًا عمل الأديب الليبي خليفة التليسي الذي أوحى له بموضوع كتابه، موضحًا في آخر جزء من المقال امتداد السرقة إلى حد التطابق لكثير من المختارات الشعرية في الكتابين .

وفي خلفية أخرى تتهم الشاعر أدونيس بسرقة جهود الآخرين كانت في كتاب «شرائع إبليس في شعر أدونيس» للكاتب صالح عضيمة استكمالاً لكشف سرقات رصدها أحد تلامذة أدونيس الناقد العراقي كاظم نديم في كتابه «أدونيس منتحلاً»، الذي يحمل تشريحًا مفصلاً لمقالات انتحلها أدونيس من الفرنسي الكاتب جيرار بونو.