احتفل مهرجان «القاهرة للسينما الفرنكوفونية» في التاسع من يناير الجاري، بمرور 126 عاما على أول عرض سينمائي في مصر.

بدأت الاحتفالية التي أٌقيمت بأتيليه الإسكندرية لجماعة الفنانين والكتاب بالأزاريطة بعرض فيلم قصير بهذه المناسبة، بمشاركة رئيس مهرجان «القاهرة للسينما الفرنكوفونية»، الدكتور ياسر محب ونائب رئيس المهرجان الدكتور مصطفى فهمي، والكاتب الصحفي هشام مراد، ومدير إدارة الثقافة في جامعة «سنجور» ريبيو أزازيا، وأدار الندوة الناقد السينمائي سامي حلمي.

في كلمته، أشار الناقد السينمائي ياسر محب رئيس مهرجان «القاهرة للسينما الفرنكوفونية» إلى أنهم يحتفلون بـ126 عاما من التلاقي والإبداع، ويعود الفضل لـ«الأخوان لومير» في وصول صناعة السينما لوضعها الأخير ويعتبر العام 1895 من وجهة نظر العالم هو بداية السينما في شكلها المتعارف عليه حاليا. وجاءت كلمة سينما من تسمية «الأخوان لومير» لجهاز العرض بالسينوغراف وجرى أول عرض سينمائي في العالم بباريس وعرض 3 أفلام في 28 ديسمبر 1895 في مسقط رأس «الأخوان لومير»، وجرى ثاني عرض في الإسكندرية بقهوة زواني، ويجري حفظ نسخة من الأفلام التي عُرضت في مصر بمعهد لومير بفرنسا، وفقا لبيان.

المجتمع السكندري
بينما روى الدكتور مصطفى فهمي نائب رئيس المهرجان في كلمته أنه أثناء دراسته في رومانيا كان يسأله أصدقائه لماذا اختار «الأخوان لومير» مدينة الإسكندرية للعرض وكانت إجابته أن ذلك حدث لسببين الأول أن المجتمع السكندري كان به نهضة منذ أيام محمد علي، وبه تعدد للثقافات، والسبب الثاني أنهما كانا يريدان مكانا به دعم اقتصادي قوي وكانت الإسكندرية قوية اقتصاديا وقتها.

أما الكاتب هشام مراد رئيس تحرير الأهرام إبدو فقد أكد سعادته بإقامة هذا الاحتفال على أرض الإسكندرية حاضنة الثقافات الفرنكوفونية، مشيرا إلى أن الإسكندرية تستضيف جامعة سنجور وهي أحد أذرع المنظمة الدولية للفرنكوفونية في العالم وقد تم تأسيسها العام 1989.

ومن جانبه، أعرب ريبيو نازازا مدير إدارة الثقافة بجامعة سنجور عن سعادته بدعوته لهذه الاحتفالية، وجامعة سينجور هي جامعة دولية تستقبل طلبة من 25 دولة أفريقية وهي أحد فروع المنظمة الدولية للفرنكوفونية، موضحا أن طلاب جامعة سنجور يشعرون بحنين للإسكندرية عند عودتهم لبلادهم، مؤكدا أن مصر من أكثر الدول التي لها تاريخ كبير في عالم السينما، وإنهم يدرسون في الجامعة تاريخ السينما والتوثيق السينمائي، ومصر من أكثر الدول التي لها تاريخ كبير في عالم السينما، متمنيا أن يكون ذلك بداية تعاون للمهرجان مع الدول الأفريقية.

أول عرض بالقاهرة
يشار إلى أن أول عرض سينمائي في القاهرة كان بسينما «سانتي» وتلاهما العرض السينمائي الثالث ببورسعيد، وقبل ذلك بعام كان أول عرض سينمائي في العالم بالصالون الهندي بالمقهى الكبير «الجراند كافيه» في باريس، إذ كان عبارة عن فيلم صامت للأخوين لوميير، بينما افتتحت أول «سينما توغرافي» للوميير في الإسكندرية العام 1897، وقام المصور الأول لدار «لوميير» بروميو بأول تصوير سينمائي لبعض المناظر المصرية تم عرضها بدار سينما لوميير ليبدأ بعد ذلك الإنتاج السينمائي المصري.

مهرجان «القاهرة للسينما الفرنكوفونية» أقيمت دورته الأولى في الفترة من 11 إلى 16 ديسمبر الماضي، بمشاركة 23 فيلما من 10 دول أعضاء بالمنظمة الدولية للفرنكوفونية، هي مصر، وفرنسا، وكندا، والسنغال، والمغرب، وتونس، والإمارات، ولبنان، وبوركينافاسو، الإضافة إلى إنجلترا، بدار الأوبرا المصرية، وذلك بحضور عدد من المسؤولين والدبلوماسيين، والعديد من صناع السينما والنجوم والإعلاميين، ليكون المهرجان الأول من نوعه في جمهورية مصر العربية الذي يخصص نشاطه للسينما التي تقدمها 88 دولة وحكومة، هي الدول الأعضاء بمنظمة الفرنكوفونية.