Atwasat

محمد شلش.. الصورة الوثيقة ونفائس المكان

طرابلس - بوابة الوسط: عبد السلام الفقهي الثلاثاء 20 أبريل 2021, 11:13 صباحا
WTV_Frequency

بقدر ما تمنحنا الحياة فسحة للنظر إليها من زوايا مغايرة، تظل قدرتنا على استثمار تلك المسارب، متوقفة على مدى الاستعداد والمثابرة، وهو ما يحاول المصور الشاب محمد شلش ترجمته في أعماله الفوتوغرافية، إذ تصبح العدسة لاذراعا تكنولوجية فحسب، بل رفيق راصد لسلسلة اللحظات وهي تشق طريقها نحو ممرات الخيال الشغوف بتمظهرات الحركة، ثم وهو ينتجها ضوءا نفيسا من الظلال والألوان، متشبعة بدلالات الأثر البشري، الذي يحاول التعبير عن وجوده في جميع الأحوال والظروف، ذلك ربما كان العنصر الجاذب لذائقة (شلش) تجاه الصورة الوثيقة كناسخ حياتي للتجربة.

ستغدو الأماكن رغم اختلافها الجغرافي في ليبيا وداخل العمق الأفريقي موسومة بطابع التلقائية وعفوية الثواني المثبتة، تنقلها السيدة المتجهة لمدرسة الحفاظ، أو شقاوة أطفال تلتمع أعينهم لرؤية العدسة، وليس بعيدا كذلك محاولة الطفلة التباوية محاكاتها المطبخية لأمها وهي تمسك بقدرالفخار.

 روح الرقمنة 
تستند تجربة الفنان الشابة مقارنة بأسلافه إلى روح الرقمنة القادمة من تقنية «الموبايل» كمرحلة أولى تسندها دورات تدريبية على أسس التصوير الصحفي المتاحة من نتاج تجارب الرواد، كما تنهض على قواعد الصيحات الحديثة لتكنولوجيا الفوتوغراف، وبرغم أنها ما زالت في طورها التجريبي، فإن بصمات هذا الاجتهاد لا تبدو خفية.

طالع: طه كريو.. الصورة ونفائس الهوامش المنسية

وكما تتصل تجربة محمد شلش في مرتكزها الرئيس على البعد التوثيقي للمنجز الإنساني ونقل مفردة الإطلالة التي ترسو متحفزة لالتفاتات الوجوه، واللباس في الصحراء والحضر، فهي لا تستقطع هذا الحيز الجسدي إلا بمجالها الحيوي، البيئة والمكان، هنا تكمن أهمية توسع دائرة التثبيت لتتبع بعض التفاصيل المكملة للبورتريه، بنماذجها في وقفة البائع أمام دكانه، أو رقصة رجل الطوارق يحيطه الجمهور، أو ممشى سيدة مسنة وسط زقاق، وكذا جلوس طفل أمام بيت تجاوره الدراجة وزخارف قوس المدخل.

تفاصيل وزوايا
تلك الزوايا والممرات بتفاصيلها لا تتعمد وضعنا أمام الوجه البروليتاري للأمكنة لكنها تسوقنا للمحطات الأقرب إلى وجداننا وطبائعنا البشرية، وهي الأكثر التصاقا أيضا بذاكرتنا بانفتاحها على المحك الأصيل لا قناص كل مفردات الظلال والضوء المختبئة والماثلة في أطراف ومدارج الحياة الخلفية للمدن، وتتماس مع استنطاق إمكانات المصور وهو يقتفي أثر مواده الأولية لمسيرته الفوتوغرافية، التي لا تعني الوقوف عند بصمات الزمن في الأحياء القديمة بل تمضي متشربة الوجه الجمالي لتمظهرات الفن العمراني أو سحر التقاء الماء باليابسة وجداريات الضوء وهي تتشابك مع سنابك الخيول.

إن الشغف بالبعد التوثيقي لا يمثل وحده شيفرة الولوج إلى عالم الفوتوغراف لكنه محطة مهمة تصلك بوتر من أوتارها الرئيسة، كما تمنح الواقعية فيه الفنان مرتفعا يطل من خلاله على ملامح فريدة للصورة وأبعادها الساحرة.

محمد شلش (بوابة الوسط)
محمد شلش (بوابة الوسط)
من أعمال المصور الشاب محمد شلش (بوابة الوسط)
من أعمال المصور الشاب محمد شلش (بوابة الوسط)
من أعمال المصور الشاب محمد شلش (بوابة الوسط)
من أعمال المصور الشاب محمد شلش (بوابة الوسط)
من أعمال المصور الشاب محمد شلش (بوابة الوسط)
من أعمال المصور الشاب محمد شلش (بوابة الوسط)
من أعمال المصور الشاب محمد شلش (بوابة الوسط)
من أعمال المصور الشاب محمد شلش (بوابة الوسط)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
مصر «ضيف شرف» ومحفوظ «الشخصية المحورية» في معرض أبوظبي للكتاب «33»
مصر «ضيف شرف» ومحفوظ «الشخصية المحورية» في معرض أبوظبي للكتاب ...
سيلين ديون تتحدث لأول مرة منذ إعلان إصابتها بمرض نادر
سيلين ديون تتحدث لأول مرة منذ إعلان إصابتها بمرض نادر
لوحة غامضة المصدر لغوستاف كليمت تُطرح للبيع ضمن مزاد في فيينا
لوحة غامضة المصدر لغوستاف كليمت تُطرح للبيع ضمن مزاد في فيينا
جيراك يكرر إفادته والمدعي العام يعتبرها «ملتبسة»
جيراك يكرر إفادته والمدعي العام يعتبرها «ملتبسة»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم