صدر العدد 72 من مجلة «تراث الشعب»، وهي مطبوعة فصلية محكمة تصدر عن الهيئة العامة للثقافة، يرأس تحريرها الدكتور محمد أحمد وريث، تعنى بالتراث الشفهي والكتابي.
وتناولت المجلة في عددها الخاص بمناسبة مرور أربعين سنة على تأسيسها، جملة من الموضوعات الباحثة في عوالم اللغة والفكر والأمثال الشعبية ونشر شواهد من الأثر الكتابي لرواد في فضاء التاريخ والأدب.
وأشار رئيس التحرير في افتتاحية العدد إلى مسيرة المجلة التي رأت النور سنة 1980 وتبنيها لركنين من أهم أركان الثقافة العربية، وهما التراث المكتوب بالفصحى والمأثور الشفوي المتداول بالعامية، مضيفًا بالقول: «مرت تراث الشعب خلال الأعوام الأربعين بفترات عانت فيها من تقلب الجهات التي كانت تتولى الإنفاق على طباعتها بين الإلغاء والتغيير، وتنازع تبعية إصدارها، ومع ذلك واصلت وبدت أكثر إصرارًا على الاستمرار.
ونقرأ في القسم الأول من محتوى الإصدار مقالًا لرائد القصة القصيرة بليبيا د. وهبي البوري، وهو آخر ما كتبه قبل رحيله سنة 2010 متوقفًا فيه عند تراث الفن القصصي العربي وأثره في فن القص الغربي، منوهًا بأنه لا مجال لإغفال أثر التراث الأدبي العربي في ظاهرة الاستلهام عند كتاب القصة الغربية، فجاء السبك القصصي عندهم يعبر في أعماقه عن جذور القصة ومحاكاتها.
ونطالع في القسم الثاني، محاولة تحليلية للكاتب عبدالسلام قادربوه لأسباب ندرة النصوص الشعبية الخاصة بالبحر والصيد، وعلل ذلك في عدم استطاعت الليبيين الانسلاخ عن جلدهم البدوي، ولا تعود الأسباب الى عدم توطن الألفة بين الليبيين والبحر، لكنه متصل بعدم وجود الاقطاع وبذا فالأرض ملك مشاع، ولن تكون هناك حاجة للبحث عن مصدر اخر للدخل مثل ركوب والتعرض لمخاطره.
كما نقرأ في القسم الثالث عناوين «ماهية الإيقاع في الموسيقى العربية، وليبيا وتونس جهاد مشترك، حول الحكايات الشعبية في غدامس ونماذج منها».
تعليقات