Atwasat

كتاب «الإبادة في ليبيا» في حراك جامعة أوكسفورد

القاهرة - بوابة الوسط: محمد عقيلة العمامي الخميس 10 ديسمبر 2020, 10:51 مساء
WTV_Frequency

* كتاب «الإبادة في ليبيا» في حراك جامعة أوكسفورد حول تحرير المعرفة الجامعية من الاستعمار.

في بداية العام الأكاديمي 2020-2021، دعا نشطاء مكتبة كلية ويستر بجامعة أوكسفورد طلاب وموظفي الكلية لإثراء أرففها بأعمال العلماء والكتاب ذوي الأصول من الدول التي استعمرت، وهي التي تشمل زمن استعمار تلك الدول، لغيرها من الشعوب. وتأسيسًا على قوائم الجامعة ومقترحات أعضاء الكلية أرسل المستهدفون، وبشغف قوائمهم بشأن الأعمال المتعلقة بإنهاء الاستعمار ومظاهره، والنزعة الأوروبية، والعرقية والعنصرية. وتأسيسًا على ذلك اشترت المكتبة 50 عنوانًا جديدًا، تغطي مجموعة كبيرة من الموضوعات، من الكلاسيكيات، مرورًا بالأدب واللاهوت والفقه إلى الأمراض الجلدية! وذلك كله مما توافر من المقترحات وتم العثور عليه واعتبرت جزءًا من المشروع، ذلك بالإضافة إلى بعض العناوين الأخرى الموجودة بالفعل في مكتبتنا، وهي في متناول أعضاء الكلية. وتأسيسًا على إعلان الكلية لما أشير إليه، اقترح طالب دراسات عليا العنوان التالي: الإبادة الجماعية في ليبيا: تاريخ استعماري خفي لمؤلفه الدكتور علي عبداللطيف أحميدة. وكتب الطالب الذي اقترحه قائلا:

«في حين أن هذا الكتاب ليس له صلة مباشرة بدراساتي، أعتقد أنه كتاب مهم للغاية بالنظر إلى تاريخ ليبيا وحيثيات التستر على الإبادة الجماعية. إن مؤلف الكتاب الباحث الأكاديمي الدكتور علي عبداللطيف أحميدة: عالم سياسي، ولد في ودان وترعرع في سبها وأصول أخواله من شرق ليبيا، وهو يعتمد على ثروة من المصادر في هذا الفحص للتاريخ الاستثنائي لمحاولة التطهير العرقي خلال الحكم الاستعماري الإيطالي للبلاد، والذي استمر من العام 1911 إلى العام 1943. وقد نجح في ذلك، من خلال الكشف عن ماضٍ مروع ومظلل منذ فترة طويلة من خلال ذكريات أقاربه المسنين، والتنقيب المنظم للأرشيف الرسمي الممنوع من التداول، كما قام بدراسة وتفسير الشعر الملحمي الذي تداوله الناس منذ تلك الحقبة، وأيضًا من نشر من مواضيع في التاريخ المقارن للإبادة الجماعية، والحرب، والإمبريالية.

وأشار الليبيون إلى التجربة المؤلمة المتمثلة في نزع الملكية والاحتجاز في معسكرات الاعتقال الإيطالية بمصطلح «الشر». ويستحضر الدكتور أحميدة الفيلسوفة اليهودية الألمانية «حنة أرندت» في مناقشتها الأوجه المتنوعة لهذا الشر، بما في ذلك عدم اكتراث القوى العظمى بسلوك إيطاليا في ليبيا، والاستيلاء القاسي على هذا التاريخ من قبل نظام معمر القذافي. رواية أحميدة مهمة، ومع ذلك، وينبغي أن تثير نقاشات لاحقة حول الظل الطويل المظلم للتاريخ في شمال أفريقيا.

لقد غزت إيطاليا ليبيا العام 1911 لتحويلها إلى مستعمرة، لكنها واجهت مقاومة شديدة من قبل السكان المحليين، لذلك شرع الإيطاليون في حملة على الحركات الوطنية، وتعمدت إبادة السكان المحليين حتى يتمكن المستعمر من توطين مهاجريه من إيطاليا. وأقيمت معسكرات الاعتقال وتحول بعضها إلى معسكرات إبادة جماعية. وفي الواقع زار المسؤولون الألمان النازيون ليبيا في ثلاثينات القرن الماضي، ليروا مدى نجاح الإبادة الإيطالية لليبيين وللاستلهام من أساليبهم.

وبشكل عام، قُتل 30% من الشعب الليبي بتلك الأساليب، بما في ذلك أفراد عائلتي. وفي اعتقادي أن هذا الكتاب مهم جدا، لأنه يوثق ويؤرخ للتوثيق، لمرحلة مهمة من تاريخ ليبيا وأيضا الحكم الاستعماري الإيطالي، وهو من الكتب القليلة جدا المنشورة باللغة الإنجليزية، التي تعترف بأن ما حدث في ليبيا كان إبادة جماعية.

وما زالت السلطات الإيطالية تنكر حتى يومنا هذا وجود أي سجلات للأحداث، وتأكيدًا لذلك طُلب من مؤلف الكتاب مغادرة الأرشيف في روما عندما استفسر عن هذه السجلات. الإيطاليون اليوم غير مثقفين في هذا الشأن، والرأي العام في إيطاليا يقول إنهم ليسوا مرتكبي الإبادة الجماعية بل الألمان. الحقيقة هي أن كلا البلدين ينفي ما قام به من إبادة جماعية. وأعتقد أن نشر هذا الكتاب وجعله في متناول المهتمين يساعد الناس على معرفة هذه الحقائق. كما أنه سيكون نوعًا من العدالة للضحايا، وأن معاناتهم يمكن تذكرها ولا يمكن عدم دفنها من قبل السلطات التي ترغب في القيام بذلك».

وباتصالي بالدكتور على عبداللطيف أحميدة، مؤلف هذا الكتاب، وبسؤاله ومناقشة ما نشرته كلية ويستر، بجامعة أوكسفورد، أجابني:

«ما حدث في جامعه أكسفورد ليس حدثًا عابرًا بل جزء من حراك وجدل كبير في الجامعات البريطانية حول تحرير المعرفة الجامعية من الاستعمار أو تحديدًا: (Decolonizing the university)، وهنا تكمن أهمية حراك جامعة أكسفورد:( decolonize the shelves). يحدث هذا الحراك في بريطانيا وللأسف البعض عندنا لا يزال يعتقد أن المعرفة محافظة والاستعمار انتهى منذ وقت طويل. بل صار لدينا اتجاه مستعمر، ويعاني من عقدة الخواجة، بدل أن نجد حلا داخليا يحترم الاختلاف ويحترم تاريخنا وتراثنا وجهادنا من أجل حق تقرير المصير والاستقلال والمساواة. الاستعمار لم ينتهِ في 24 ديسمبر 1951. هذا هو معنى حراك طلبة جامعة أكسفورد. الذي يهدف متى وكيف نحرر المعرفة من هيمنة الاستعمار والاستبداد؟».

* https://www.worc.ox.ac.uk/students/colle

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
باكورة إصدارات «غسوف»: رواية ورياضة وتراث
مصر «ضيف شرف» ومحفوظ «الشخصية المحورية» في معرض أبوظبي للكتاب «33»
مصر «ضيف شرف» ومحفوظ «الشخصية المحورية» في معرض أبوظبي للكتاب ...
سيلين ديون تتحدث لأول مرة منذ إعلان إصابتها بمرض نادر
سيلين ديون تتحدث لأول مرة منذ إعلان إصابتها بمرض نادر
لوحة غامضة المصدر لغوستاف كليمت تُطرح للبيع ضمن مزاد في فيينا
لوحة غامضة المصدر لغوستاف كليمت تُطرح للبيع ضمن مزاد في فيينا
جيراك يكرر إفادته والمدعي العام يعتبرها «ملتبسة»
جيراك يكرر إفادته والمدعي العام يعتبرها «ملتبسة»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم