في مثل هذا اليوم منذ ثماني سنوات رحل فنان تولى أول وزارة للنفط في ليبيا، إنه متعدد المواهب الأستاذ فؤاد الكعبازي. وُلد في طرابلس سنة 1922، بشارع كوشة الصفار، بالمدينة القديمة.
في كتّاب حورية، حفظ شأنه شأن أبناء جيله ما تيسر له من القرآن، ثم انتقل إلى مدرسة «أخوان يوحنا» أو الأخوة المسيحية في إسبانيا بباب بحر؛ فتخرج فيها سنة 1936 بمرتبة شرف، ثم التحق بمعهد «G ماركوني» الفني وتحصل منه على دبلوم في الهندسة المدنية. أثناء الحرب العالمية انتقل إلى العيش بسوق الجمعة، ومن بعد رحيل والده 1946 أصبح مسؤولاً عن أخوته.
سنة 1946 افتتح الانتداب البريطاني مدرسة ثانوية، فكان الأستاذ الكعبازي أحد مدرسيها. فاشتهر بين طلابه بروحة المتعاونة الطيبة، وأصبح قدوتهم بالإضافة إلى أنه أستاذ للرياضة البدنية ومادة الرياضيات، وكيف لا يكون قدوة لهم وهو يجيد الإيطالية، والإنجليزية، والفرنسية، والإسبانية، والتركية، إلى جانب اللغة العربية، وقد كتب الشعر بالإيطالية، والإنجليزية. ناهيك عن مواهبه، ككاتب وشاعر، وفنان، ومخرج، ورسام طبيعة صامتة، وأيضًا الكاريكاتير، فكان أول مَن مارس هذا الفن من الليبيين.
اُعتقل بعد سقوط النظام الملكي العام 1969 وسُجن، فاسترجع ذكرياته من خلال رسم لوحات رائعة عن المدينة القديمة، وحواريها ومعالمها التاريخية. ومن أعماله الفنية تصميم طوابع تذكارية للبريد، ويعد باحثًا في التراث الشعبي الطرابلسي. وهو عضو في مجمع اللغة العربية، وفي جمعية روما الوطنية الإيطالية الليبية، فضلًا عن غيرها من المنظمات المحلية والأجنبية كصحفي، وكاتب وناقد أدبي.
تجدر الإشارة إلى أنه شارك سنة 1944 في تأسيس مجلة «الميرتي» عن المرآة مع الدكتور مصطفى العجيلي. وسنة 1953 أصبح عضوًا في أكاديمية البحر الأبيض المتوسط 1953. ثم العام 1957 تم تعيينه للإشراف على تأسيس أول محطة إذاعية وطنية، التي كانت تحت إشراف وزارة المواصلات، ليصبح رئيسًا لمجلس الإدارة في الإذاعة.
وهو أول وزير لشؤون البترول في ليبيا، العام 1961، في حكومة السيد محمد عثمان الصيد. وفي عهده صدَّرت ليبيا أول شحنة نفط في أكتوبر 1961، ثم تقلد المنصب نفسه للمرة الثانية في حكومة المرحوم السيد محمود المنتصر الثانية العام 1964، وأُعيد تعيينه في هذا المنصب للمرة الثالثة في حكومة المرحوم السيد حسين مازق العام 1965، ثم تعيينه سفير لليبيا لدى الفاتيكان في روما، في عهد النظام السابق. وعند تقديم الورقة لقداسة البابا أمسكه لأكثر من ساعة في حين أن الوقت المخصص له هو خمس عشرة دقيقة.
إن أعمال فؤاد الكعبازي الأدبية والفنية كثيرة يصعب حصرها في هذه النبذة، ولكن الباحث بمجرد أن يذكر اسمه سيجد سيرة نيرة وإبداعًا في المجالات كافة. منحت له الدكتوراة في الأدب الإيطالي المقارن من جامعة «تيبيرينا» الإيطالية العام 1961.
توفاه الله يوم 15 مايو 2012 في طرابلس، ووُسِّد ثراها في اليوم نفسه.
___________________________
بتلخيص من :
https://m.facebook.com/Assaqeefa2/posts/560308014318438
https://historylibya.wordpress.com
تعليقات