في مثل هذا اليوم منذ أربعين عاما رحل عنا من سجن اعتقالَه، عامر الطاهر الدغيس، أحد المعارضين الشرفاء للحكم الشمولي.ولد في طرابلس في مطلع ثلاثينات القرن العشرين، ودرس بحقوق القاهرة، وتخرج فيها سنة 1959 ونشط في نادى ليبيا الثقافي، الذي كان من مؤسسيه، وكان عضوا في تحرير مجلة (صوت ليبيا)، وكان أحد مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي في ليبيا.
وعقب عودته اشتغل محررا للعقود بطرابلس، وكان له دور رئيسي في «الحركة العمالية الليبية» العام 1960، ثم في توحيدها تحت مظلة «اتحاد عمال ليبيا»، وكان يحاضر في تجمعات العمال حول قوانين العمل، من أجل توعيتهم بحقوقهم وواجباتهم. واعتقل العام 1961 وحكم عليه في قضية تشكيل الحزب مع الكثير من زملائه ثم أطلق. ومنع من الترشح في الانتخابات النيابية التي جرت العام 1964، وفي السنة نفسها شارك في إصدار صحيفة «الأيام»، وشارك في أحداث 1967.
يوم 4 سبتمبر 1969، بعد سقوط الملكية بثلاثة أيام، استدعى للتعاون من رجال العهد الجديد، ولكنه رفض. اعتقل في 1973م لمدة أربعة أشهر، عقب إعلان الثورة الثقافية.
استدعاه النظام مرة أخرى في ديسمبر 1979م، حيث تم استجوابه حول علاقته بإحدى الدول العربية التي تخطط لقلب نظام الحكم في ليبيا، ثم قبض عليه مرة أخرى في 24 فبراير 1980، وبعد ثلاثة أيام، يوم الأربعاء 27 فبراير 1980، سُلم جثمانه إلى ذويه في صندوق محكم الإغلاق، وادعى النظام أنه مات منتحرا. وأشرف النظام على دفنه دون فتح الصندوق، ولم يُر منه إلا الوجه.
*بتلخيص من مقالة للأستاذ سالم الكبتي
تعليقات